«مصالحة كروية» في سامراء بمشاركة فريقين جنوبيين استقبلهما الأهالي بأهازيج شعبية

ميسان والناصرية في أول بطولة تستضيفها المدينة منذ عام 2005

مشجعون بينهم رجال شرطة في مباريات لكرة القدم أقيمت في سامراء أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

بعد مبادرات المصالحة السياسية والثقافية في العراق، أطلقت أخيرا مبادرة مصالحة كروية بمشاركة ناديين لكرة القدم من جنوب العراق في بطولة بسامراء في اول ظاهرة من نوعها منذ الغزو عام 2003.

إذ قرر ناديان من فرق الدوري العراقي في ميسان والناصرية المشاركة في البطولة المصغرة التي، وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أراد لها المسؤولون في نادي سامراء ان تكون عنوانا للتسامح والمحبة في مختلف مناطق البلاد. وإضافة الى الناصرية وميسان شارك في البطولة ناديا سامراء وصلاح الدين وفاز فيها الأخير.

ورأى رئيس نادي ميسان علي جبار أن «المشاركة في هذه البطولة تأتي خارج التوقعات التي تفيد بأن الأوضاع صعبة في سامراء ومن غير المناسب القيام بزيارة الى المدينة والبقاء فيها ثلاثة ايام، في حين اعتبر آخرون ذلك ضربا من المجازفة».

وقد غابت مباريات كرة القدم عن ملعب سامراء، وهو من أندية الدوري الممتاز لكرة القدم، منذ خمسة أعوام نتيجة الاوضاع الامنية وعدم رغبة الفرق الأخرى خوض مبارياتها في هذا الملعب الذي تحول بعد عام 2003 الى ثكنة عسكرية للقوات الأميركية قبل ان يعود الى فريق كرة القدم للتدريب. وكان فريق سامراء يضطر لخوض مبارياته في الدوري خلال الأعوام الخمسة الماضية خارج ملعبه وأرضه ويختار ملعب كركوك نتيجة عدم رغبة الفرق الأخرى سواء من الجنوب أو الوسط والشمال وحتى العاصمة المجيء الى أرضه، نظرا للأحداث وخوفا من احتمال التعرض لأعمال عنف أو خطف.

من جهته، ذكر رئيس نادي سامراء محمد صاحب أن «البطولة المصغرة التي أطلق عليها (الاخوة العراقية) كانت فعلا مؤشرا مشجعا على رغبة الفرق للقدوم مجددا لخوض المباريات على ملعب المدينة، واعتقد انها كانت فعلا عنوانا للاخوة والتسامح وستعود سامراء بل عادت لكل العراقيين».

يذكر ان القوة العسكرية المكلفة أمن المدينة أخذت على عاتقها تأمين حماية الفرق والملعب الذي شهد إقبالا غير متوقع من محبي كرة القدم ومشجعي نادي سامراء. ولم يتردد لاعب فريق الناصرية محسن عبد النبي من إبداء مشاعره قائلا «كنا متخوفين من هذه البطولة. سمعنا من بعض الإعلام خطورة الاوضاع في سامراء وعدم استطاعة أي فريق اللعب فيها، لكننا أصررنا على المشاركة في هذا التجمع الكروي وتحدي كل شيء».

اما مدرب فريق الناصرية فلاح عودة، فقد قال ان «الزيارة الى سامراء فرصة طيبة للوقوف على حقيقة الاوضاع المستقرة. ليس هناك ما يبعث على القلق فقد استقبلنا الاهالي بأهازيج الاخوة ورأينا كل أشكال الكرم». وأضاف «كنا نذهب الى التسوق من المحلات التجارية يوميا بشكل طبيعي». واعتبر صاحب، وهو حكم دولي سابق، أن «البطولة ستساهم في تشجيع الفرق الأخرى للعب في سامراء، واعتقد ان البطولة كانت رسالة واضحة للفرق العراقية تؤكد أن المدينة أصبحت مستقرة وآمنة من جديد». بدوره، يقول أصغر لاعب في البطولة وهو حسن ناجي طالب من فريق الناصرية ومنتخب العراق للناشئين «كنت مترقبا زيارة سامراء، لكن أهلي منعوني، لكنني أصررت على المشاركة وتفاجأت بأن كل شيء يختلف عما سمعناه فقد أشعرنا الجميع بأننا وسط أهلنا». ويضيف طالب «لقد ذهبت الى المحلات التجارية وتجولت في الأسواق بكل حرية».

مدرب فريق ميسان سلمان عبد الحسن قال «كنا نسمع أن الإرهاب يسيطر على المدينة لكننا فوجئنا بخلاف ذلك، فأهل المدينة طيبون تجولنا بعيدا عن الحمايات التي طلبنا منها ألا ترافقنا في تجوالنا لأننا نشعر بأن مثل هذا الأمر غير منطقي فنحن بين إخواننا».

ولم يخف لاعب ميسان ضياء سالم المخاوف التي كانت تنتابه قبل وصوله المدينة قائلا «لا أعرف ما الذي انتابني، فعندما دخلت سامراء كان يراودني الخوف لكن عندما استقبلنا ابناء المدينة بطريقة لافتة وبأهازيج شعبية تنبذ الطائفية بدأت دموعي تنهمر لأني لم أصدق الذي حدث». وأضاف «كانت أهازيج (إحنه اخوان سنة وشيعة هذا البلد ما نبيعه) مؤثرة وبليغة لم أتمالك نفسي إزاءها».