المستوطنون يتمنون أن يكون مصير الجنود الإسرائيليين مثل شليط

بعد هدم منزلين لهم في منطقة الخليل

TT

«هذا ليس جيش الدفاع عن إسرائيل، انه جيش الدفاع عن اسماعيل (بن ابراهيم). لذلك فإننا نتضرع لله أن يمحو اسمهم، ويقضي عليهم، ويجعل مصيرهم مثل مصير جلعاد شليط (الجندي الأسير في قطاع غزة)، فهؤلاء خانوا القضية اليهودية، وأصبحوا جيشا يدافع عن العرب»، بهذه الكلمات توجه أحد قادة المستوطنين اليهود في مستعمرة «قريات أربع» المقامة على أراضي الخليل.

وجاءت تصريحاته اثر قيام قوات الجيش فجر أمس، بهدم بيتين لمستوطنين متطرفين، أقيما على أراض فلسطينية مغتصبة في قضاء الخليل، من دون تصريح رسمي. وعبر فيها عن قمة الغضب من نجاح الجيش في مفاجأته ورفاقه بهدم المبنيين من دون مقاومة تذكر.

وكان الجيش قد حضر في الساعة الثالثة من فجر أمس، لتنفيذ أمر صادر عن المحكمة بهدم المبنيين منذ عدة شهور. وخوفا من مقاومة المستوطنين، نظمت عملية هدم عسكرية متكاملة بمشاركة قوات كبيرة، قوامها حوالي 300 جندي من الجيش والشرطة وحرس الحدود. وأغلقت الطرقات من جميع المنافذ. ومنع المستوطنون والصحافيون من الاقتراب من المكان. ونفذ الهدم بسرعة، لدرجة عدم السماح للمستوطنين بإخراج أمتعتهم من البيتين. وحاول صاحب أحد البيتين، نوعم فدرمان، وهو من قادة العصابات التي تمارس العنف والإرهاب، الاعتداء على الجنود فاعتقل. وعند انتهاء العملية، هاجم مئات المستوطنين الجنود والحكومة. ثم قرروا الانتقام من الفلسطينيين في ضواحي الخليل، فاعتدوا على السيارات بتمزيق الإطارات وتحطيم الزجاج وحاولوا الاعتداء على البيوت والمارة. فأقام الجنود حاجزا بينهم وبين الخليل. وأثارت التصريحات ضد الجنود موجة استنكار غاضبة في الحلبة السياسية الاسرائيلية، وانتقدها حتى رجالات اليمين. وقال رئيس الوزراء ايهود أولمرت، في مستهل جلسة الحكومة «مللنا هذا التطرف والتصريحات العنيفة، وأصدرت التعليمات لوزيري القضاء والأمن الداخلي بالتعامل معها بصرامة، ووضع هؤلاء المعتدين في مكانهم الطبيعي في السجن، فمن يتحدث بعنف يستطيع ممارسة العنف، وهذا ما لا نقبله». وقال وزير الدفاع ايهود باراك، الذي أصدر أوامر الإخلاء، ان هناك تساهلا غير مفهوم في التعامل مع المتطرفين، وقد آن الأوان لتغييره. الى ذلك، أثار نشر القوات الأمنية الفلسطينية غضب حركة حماس. وأكدت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة أنه كلما ازداد تعاون هذه الاجهزة مع اسرائيل أكثر كان اقتراب نهايتها أكبر. وقال ابو عبيدة الناطق باسم الكتائب لموقع القسام، «اننا لن نقف مكتوفي الأيدي وسنتعامل معهم على أنهم قوات احتلال جديدة للضفة المحتلة». وأضاف «هذه مرحلة مفاصلة بين الحق والخيانة، وشعبنا الفلسطيني يدرك من يقف خلف هذه الفئة».

وأوضح أبو عبيدة أن قوات الأمن الفلسطينية «تدخل المدن الفلسطينية على ظهور الدبابات الصهيونية». ودعا «ابطال القسام المستهدفين في الضفة الغربية المحتلة إلى الصبر والثبات والاستعداد للمواجهة مع الاحتلال وأذنابه»، وقال: «لن نخذلكم ولن نترككم وحدكم في الميدان». واستغرب محافظ المدينة حسين الأعرج في تصريحات لـ«الشرق الاوسط» ما صدر عن حماس، وقال انه «لمن المؤسف ان تخرج عن شريحة فلسطينية»، موضحا ان قوات الأمن تهدف الى اعادة النظام ومواجهة الانفلات الامني وأي سلاح غير شرعي مهما كان، حتى لو كان سلاح فتح. وقال الاعرج «هناك مسلحون ومنفلتون وعصابات وهاربون من القانون وعائلات تتسلح... من سيلاحقهم». وكانت العلاقة بين حماس والسلطة في الخليل قد شهدت مؤخرا توترا كبيرا بسبب اعتقال خلايا مسلحة من حماس واكتشاف مخازن للاسلحة، واعتبرت حماس ان نشر المزيد من القوات يستهدف القضاء عليها؛ وهو ما نفاه الأعرج، بقوله إنهم موجودون بيننا في الشارع والجمعيات والمؤسسات، نحن نستهدف السلاح غير الشرعي فقط.