اعتلال صحة 3 من الصينيين المخطوفين في جنوب كردفان.. بسبب المشي لمسافات طويلة

فشل «أمراء» من المنطقة وصلوا إلى مكان الخاطفين في طائرة خاصة.. والخرطوم متفائلة بشأن الإفراج عنهم

المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية علي الصادق يتحدث لوسائل الإعلام عقب اجتماع مع مبعوث الصين إلى دارفور ليو جيوجن أمس (أ.ف.ب)
TT

نفى الجيش السوداني ان يكون قد دخل في اشتباكات مع مجموعة مسلحة في ولاية جنوب كردفان، قامت باختطاف، 9 صينيين من شركة النفط الوطنية الصينية في 18 اكتوبر (تشرين الاول) قرب منطقة ابيي النفطية في وسط السودان، واحتجزتهم رهائن لديها، احتجاجا على ما اسموه سياسية التهميش لسكان المنطقة، وعدم استفادتهم من عائدات النفط الذي يستخرج من منطقتهم. ووصف الجيش الانباء التي تحدثت عن الاشتباكات مع الخاطفين، بانها «لا اساس لها من الصحة».

وكانت «الشرق الاوسط» قد نشرت مقابلة أول من أمس مع زعيم الخاطفين، ابو حميد احمد دناي وهو من قادة حركة العدل والمساواة، اكد فيها وقوع اشتباكات مع الجيش، مشيرا الى مقتل 5 من عناصر القوات الحكومية وواحد من عناصره، وحذر من استخدام القوة، قبل ان يطلب من الشركات النفطية الصينية مغادرة المنطقة مقابل الافراج عن الرهائن.

وفشلت مهمة لأعيان المنطقة لتحرير الرهائن، وقال أحد أمراء المنطقة لـ«الشرق الاوسط»، ان الخاطفين غيروا منطقتهم، ثم انقطع الاتصال بهم، مما تعذر معه الوصول الى موقعهم الجديد. وكشف ان 3 من الصينيين اعتلت صحتهم بسبب المشي على الاقدام لمسافات طويلة، وتحركهم من منطقة الى منطقة حسب رغبة الخاطفين. ولم تحدد الخرطوم مكان الخاطفين حتى الان بشكل محدد في جنوب كردفان، لكن ناطق باسم وزارة الخارجية السودانية أعرب أمس عن تفاؤله بشأن الافراج قريبا عن الرهائن.

وروى الأمير مختار بابو نمر احد امراء قبيلة المسيرية العربية، التي تقطن المنطقة لـ«الشرق الاوسط» تفاصيل المهمة التي قام بها 9 من امراء المنطقة لتحرير الرهائن من يد الخاطفين، وقال «الوفد تحرك عبر طائرة خاصة الى موقع الخاطفين الواقعة جنوب منطقة الستيب، حسب الاتفاق معهم، ولكن لدى وصولهم للموقع لم يجدوا الخاطفين. واضاف «تواصلت الاتصالات معهم للوصول اليهم في موقعهم الجديد الذي انتقلوا اليه ولكن الاتصال انقطع بيننا وبينهم في وقت متأخر من ليل اول من امس، ما اضطر الوفد الى العودة».

ورجح بأن يكون سبب انقطاع الاتصال انتهاء بطارية تشغيل جهاز الثريا، الذي تستخدمه المجموعة، وعدم توفر الطاقة الكهربائية في المنطقة الخلوية لشحن الجهاز من جديد. وكشف نمر ان معارك دارت بين المجموعة ومسلحين اخرين هاجموهم في المنطقة، اسفر عن مقتل شخص من المجموعة التي هاجمت واسر احدهم، كما كشف ان الخاطفين ابلغوهم ان 3 من الصينيين المخطوفين اعتلت صحتهم من شدة الاعياء بسبب المشي لمسافات طويلة في تلك الارض ذات التضاريس الوعرة، حيث اصيبت اقدامهم بجروح متفاوتة.

واوضح ان الخاطفين طلبوا من الوفد تسلم الصينيين الثلاثة المصابين في المنطقة، التي حددت من قبل للالتقاء بهم، ولكن انقطاع الاتصال بهم حال دون حدوث ذلك. وقال نمر ان مهمتهم تتم بعلم السلطات الامنية والعسكرية في المنطقة وتنحصر في تسلم المخطوفين من المجموعة الخاطفة، التي اكتفت بتسليم الأمير مذكرة تحوي مطالبهم لتحقيق التنمية المتوازنة في مناطق المسيرية، من منطلق التعامل مع المرجعية العرفية للقبيلة ممثلة في اميرها واعوانه. وكشف نمر عن محاولات امس للالتقاء بالخاطفين في موقع جديد عبر خبراء من ابناء المسيرية توجهوا فعلا الى المنطقة. وكانت انباء قد تحدثت عن وقوع اشتباكات بين الجيش السوداني والمجموعة الخاطفة اسفرت عن اصابة اثنين من الخاطفين، غير ان العميد عثمان الغبش الناطق باسم الجيش السوداني، وصف في تصريحات صحافية تلك الانباء، بانها غير صحيحة. وقال «قواتنا لم تقم بأية محاولة لاطلاق سراح الرهائن»، في وقت قال فيه محمد الانصاري، الذي يتزعم حركة مسلحة في المنطقة باسم «حركة تحرير ابيي» في تصريحات، ان المجموعة اختلفت في ما بينها حول كيفية تسليم الرهائن وشروط التسليم ودخلت في اشتباكات مع بعضها البعض، وكشف الانصاري ان المجموعة تتحصن بالقرب من منطقة تسمى الردمية.

واعرب ناطق باسم وزارة الخارجية السودانية عن تفاؤله بشأن الافراج قريبا عن الموظفين الصينيين التسعة، الذين يعملون في القطاع النفطي. وقال علي الصادق، عقب لقاء مع مبعوث بكين الخاص الى دارفور ليو غيجين للصحافيين، «اننا نعمل من اجل الافراج عنهم، نعم انا واثق ان ذلك سيحصل».

وبعد ان نسب تأخر المساعي الرامية الى الافراج عن الرهائن لمشاكل امنية، اكد الصديق انهم في صحة جيدة. واضاف لا نريد القيام بأي شيء من شأنه ان يعرض حياة الرهائن للخطر. نحن متفائلون وسنتوصل الى حل». ولم يقل المتحدث متى سيفرج عن العمال الصينيين، لكنه اعتبر ان «ذلك سيتم قريبا جدا، مع قليل من الحظ».

وقال الصادق ان السلطات السودانية تعلم اين يحتجز الرهائن، لكنها ترفض اعطاء معلومات لعدم عرقلة الافراج عنهم. وخطف الصينيون في هجليج في ولاية جنوب كردفان قرب الخط الفاصل بين شمال وجنوب السودان في سهل مجلد، حيث معظم حقول النفط السودانية. واكد الصادق ان الحكومة السودانية لم تتصل مباشرة بالخاطفين وانها تجهل مطالبهم.

واضاف ان اعيان قبائل محلية يقومون بمساع تهدف الى الافراج عن الصينيين بالتنسيق مع سفارة الصين في الخرطوم والسلطات السودانية. وقال ان «مبعوث الصين الخاص (لدارفور) شكر الحكومة السودانية والسلطات المحلية التي تعمل على الافراج عن المخطوفين».