بروكسل : مهاجرون أجانب يستعدون من خلال حزب إسلامي للمشاركة في انتخابات 2012

TT

يستعد عدد من المهاجرين الاجانب في مدينة انتويرب البلجيكية، للاعلان عن تشكيل حزب اسلامي سياسي، وخوض الانتخابات المقبلة المقررة في 2012. هذا ما ذكرته وسائل اعلام بلجيكية أمس، الا ان محمد سيدي حبيبي المغربي الاصل، الذي يعمل منذ فترة على تأسيس هذا الحزب، يرى ان الوقت غير مناسب الان لتنفيذ هذا الامر، وقال لـ«الشرق الاوسط» أمس «ان الامر لا يتعدى مجرد اعلان لائحة سنخوض بها الانتخابات المقبلة، ولكن الاعلام البلجيكي حاول تضخيم الامور واعتبره حزبا سياسيا اسلاميا». وفي الوقت نفسه قالت فعاليات اسلامية في بلجيكا ان الخطوة الاهم الان هي توحيد كلمة المسلمين ثم تأتي بعدها فكرة تأسيس حزب اسلامي. وكانت وسائل الاعلام البلجيكية قد تناولت امس وباهتمام كبير هذا الموضوع وقالت ان عددا من المهاجرين الاجانب يجهزون الان لإطلاق حزب اسلامي سياسي للمشاركة في الانتخابات القادمة، وسيركز الحزب الجديد على مساعدة المهاجرين، وخاصة من ابناء الجاليات المسلمة، لايجاد حلول للمشاكل التي يواجهونها في المجتمع البلجيكي، وربما سيكون اكثر تلك المشكلات، الحظر المفروض في بعض المدن على ارتداء الحجاب، في المصالح والمؤسسات والمرافق العامة وبعض المدارس، وخاصة ان الحجاب اصبح منتشرا وبشكل لافت للنظر بين الفتيات والسيدات من الجاليات المسلمة، وان هناك قناعة بين المهاجرين الاجانب هي ان السلطات الحكومية لم تتخذ الخطوات اللازمة والاجراءات المطلوبة، لحل مشاكل يعاني منها الاجانب، وخاصة من المسلمين، في المجالات المختلفة، وبالاخص في مجال توفير فرص العمل او مشاكل التعليم.

واجرت «الشرق الاوسط» أمس اتصالات مع عدد من الفعاليات والشخصيات الناشطة في مجال العمل الاسلامي والاجتماعي، وتوصلت الى معرفة من يقف وراء انطلاق هذا المشروع، وهما شابان من اصول مغربية احدهما يدعى سيدي حبيبي محمد، والاخر يدعى امير الكبداني. وفي اتصال هاتفي مع الاول قال «سبق ان اتخذنا خطوة في هذا الاتجاه منذ عدة سنوات، وخرجنا بلائحة تشكل نواة للحزب الاسلامي، الذي نحن بصدد تأسيسه، ووجدنا ان الوقت غير مناسب لكي يخرج الحزب الجديد الى النور، وشاركنا في الانتخابات المحلية الماضية، التي جرت في 2006، في مقاطعة انتويرب وحصلنا على 1800 صوت، والحمد لله كنا في المرتبة الثانية بين الاحزاب الصغرى، التي خاضت الانتخابات، وذلك بالرغم من المشاكل والمعوقات التي وضعتها الاحزاب الاخرى امامنا، ومحاولات التضليل التي قام بها ما أطلقنا عليهم اسم «البلجيكيون الجدد»، لجعل الناخب المسلم يصوت لحزب آخر، وهذا الى جانب العجز المالي وبالتالي الاعلامي، وأدى الامر الى اننا بسبب صوتين فقط، لم نحصل على مقعد في داخل مجلس بلدية بورغر هاوت، التي تقطنها غالبية كبيرة من العرب والمسلمين وخاصة من المغاربة والاتراك».

واضاف سيدي حبيبي قائلا «نحن الان بصدد اصدار لائحة جديدة، ولكن لائحة مجمعة على مستوى مقاطعة انتويرب بصفة عامة، وتحمل اسم لائحة «مسلم» وستكون البداية في انتويرب، وساعتمد على اصوات الناخبين العرب والمسلمين، وايضا البلجيكيين الذين يعرفون جيدا من يقف وراء اللائحة الجديدة، وخبرتنا ومشاركاتنا، وبرنامج عملنا، الذي يخدم ايضا الطبقات المسحوقة في المجتمع البلجيكي.

من جهته قال سعيد مادوشي رئيس اتحاد المساجد في المناطق الفلامنية لـ«الشرق الاوسط» :«سيدي حبيبي سبق ان تحدث معي قبل عامين في هذا المشروع، وقلت له ان الوقت غير مناسب والمهم الان هو توحيد كلمة المسلمين، الذين يعانون في الوقت الحالي من محاولات التفرقة والتمزيق، ولا بد من ايجاد حلول للمشاكل بين الهيئة التنفيذية واتحادات المساجد وقضايا اخرى، وبعدها نتحدث عن حزب اسلامي، واعتقد ان المجموعة التي يقودها سيدي حبيبي محمد يمكن ان تحصل على اصوات من الجالية المسلمة،