المعلم من لندن: الغارة الأميركية اعتداء إجرامي وإرهابي حصل في وضح النهار

قال إن الرد سيعتمد على الأجوبة الأميركية والعراقية.. ولنا حق الدفاع عن أرضنا

سوريات يبكين أمس أقاربهن الذين قتلوا في الغارة الأميركية على منطقة البوكمال الحدودية (رويترز) وصورة مأخوذة من التلفزيون السوري الرسمي لأحد الناجين (أ.ف.ب)
TT

وصف وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي يجري زيارة إلى بريطانيا الهجوم على الأراضي السورية الذي شنته مروحيات أميركية مساء أول من امس بأنه «اعتداء إجرامي وإرهابي» مشيرا الى ان السوريين «لا يفهمون سبب» شن هذا الهجوم.. وقال المعلم ان دمشق لا تزال تنتظر اجوبة من الادارة الاميركية ومن الحكومة العراقية عن سبب شن هذا الهجوم، مؤكدا في الوقت نفسه انه «ليس خطأ بل عمد وحصل في وضح النهار».

وحول الرد الذي ستعتمده سورية على هذا الهجوم، قال المعلم انه سيكون وفقا على الأجوبة التي ستتلقاها دمشق وانها ستطلب من الولايات المتحدة القيام بتحقيق حول الامر من دون استبعاد مواجهة قائلا «ان لسورية حق الدفاع عن اراضيها ونأمل ان لا نصل الى المواجهة ولكن اذا ارادوها فلا خيار اخر». ولم يستثن من الانتقاد الحكومة العراقية قائلا، تعليقا على تصريح الناطق باسم الحكومة العراقية حول اسباب شن الغارة الاميركية، انه «لا يصدق ان هنالك عربيا فيه نقطة دم عربية واحدة يبرر الغارة، هذا اذا كان قال (الدباغ) هذا الكلام» معتبرا في الوقت نفسه ان «لا شريك من الجانب الاخير للحدود» مع العراق للتنسيق معه في مسألة ضبطها.

وكان مسؤول اميركي رفض كشف هويته اعلن امس ان الغارة التي شنتها مروحيات على قرية سورية نفذتها القوات الاميركية، معتبرا انها بمثابة «نجاح» ضد المقاتلين الاجانب الناشطين في العراق. وكانت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو رفضت التعليق على الهجوم ردا على سؤال بواسطة البريد الالكتروني.

من جانبها، اكدت بغداد انطلاق هجمات ضد قوات الامن العراقية من المنطقة السورية التي استهدفتها الغارة الاميركية موضحة في الوقت ذاته انها تسعى الى «علاقات طيبة مع دمشق».

وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة علي الدباغ ان «الحكومة العراقية على اتصال مع الجانب الاميركي حول الانباء التي تتحدث عن هجوم على المنطقة الحدودية مع سورية» مؤكدا انها «كانت مسرحا لنشاطات تنظيمات معادية للعراق، تنطلق من سورية».

وقال المعلم في مؤتمر صحافي عقده امس في مقر جمعية الصحافة الاجنبية في وسط لندن بعد لقائه وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند «نعتبر ما جرى اعتداء ارهابيا واجراميا ونحمل المسؤولية للحكومة الاميركية ونطلب منها التحقيق والعودة بالنتائج الينا كما ندعو ايضا العراق للتحقيق والحؤول دون السماح بشن هجمات من اراضيه وتنفيذ اعتداءات منها ضد سورية».

وتساءل «هل يعتبر ما جرى بداية للاتفاق الامني بين العراق والادارة الاميركية؟» مضيفا «ثمة اسئلة نتوقف عندها». وردا على سؤال حول ما اذا كانت دمشق تلقت توضيحا من الجانب الاميركي حول الغارة، قال المعلم «قالوا ان لا معلومات لديهم وانهم يأسفون لمقتل مدنيين» مكررا ان «ما حصل كان مفاجأة للجميع». واضاف واصفا الهجوم «انها شريعة الغاب السائدة لدى بعض من يعمل في الادارة الاميركية او ما نسميه نحن في منطقتنا بسياسة الكاوبوي» معلقا «سجل هذه الادارة الاميركية حافل بالاكاذيب منذ ان ذهبوا الى مجلس الامن وهم يقولون ان لديهم ادلة على امتلاك العراق لاسلحة دمار شامل».

وردا على سؤال حول الموقف العراقي من الغارة، قال المعلم «استغرب ان يكون هنالك شخص عربي فيه نقطة دم عربية يبرر العدوان الاثم على مدنيين عزل، لا استطيع ان اصدق ما قاله، اذا كان قاله» مشيرا في الوقت نفسه الى انه ينتظر مكالمة لوزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بناء على طلب الاخير.

وردا على سؤال حول ما اذا كانت سورية سوف تلجأ الى مجلس الامن الدولي، قال «طالما هنالك اميركيون داخل المجلس لا يوجد ديموقراطية» معلقا ردا على سؤال حول دور الجامعة العربية «هذا عدوان سافر على بلد عربي وكل من فيه دم عربي يجب ان تكون لديه ردة فعل قوية من دون ان يخاف». وقال «الرد سيعتمد على ما سنحصل عليه من اجوبة من الادارة الاميركية والحكومة العرقية» مضيفا ان «القانون الدولي يعطي لكل دولة الحق بالدفاع عن اراضيها، نأمل ان لا نصل الى المواجهة ولكن اذا ارادوها فلا خيار اخر». واضاف «اذا قيل ان ثمة عناصر من القاعدة يتجمعون في واشنطن لشن هجوم هل تصدقون ام تطلبون ادلة؟ من يقول ان هنالك وجودا للقاعدة عليه ان يقدم الادلة وعلى الاقل ان يحترم حياة الناس».

وشدد على ان اللقاء مع نظيره البريطاني ديفيد ميليباند كان ايجابيا قائلا «اننا بحثنا كل اوجه العلاقات الثنائية وشرحت لزميلي ظروف العدوان الاميركي وتحدثنا عن العلاقات بين سورية والاتحاد الاوروبي» معبرا عن «الارتياح» لنتائج المباحثات ومشيرا الى انه دعا ميليباند الى زيارة سورية ويأمل ان يلبي الدعوة قريبا.

وردا عى سؤال عن المرشح للانتخابات الاميركية المفضل لدى السوريين، قال المعلم «آمل ان ينتخب الاميركيون الرئيس الذي يستطيع ان يصنع سمعة جيدة لاميركا على نقيض ما يجري مع الادارة الحالية وان يتعلم من اخطاء هذه الادارة ويعمل على حماية ارواح الاميركيين وغيرهم». وشدد على ان الغارة الاميركية على الاراضي السورية لن تؤثر على عملية التقارب بين سورية والغرب وبشكل خاص الاتحاد الاوروبي. وردا على سؤال حول العلاقات مع ايران، قال المعلم ان «علاقاتنا جيدة جدا وسوف نتابعها طالما ان الملف النووي الإيراني سلمي وهم أكدوا لنا ذلك».

واضاف «هنالك تنسيق سياسي ولكن لدينا مصالحنا وهم يفهمون مصالحنا ويدعمونها».

وحول مسألة تهريب السلاح والمقاتلين عبر الحدود والذي شكل دوما موضع نقد للسوريين من جانب الاميركيين، قال المعلم «نحن نبذل افضل ما لدينا لضبط الحدود ولكن لا احد بإمكانه ضبط الحدود مائة بالمائة، كما ان لا شريك فعليا لدينا من الجانب الآخر للحدود (العراق) في مهمة ضبط الحدود وتبادل المعلومات». وتابع «هنالك اتفاق امني للتعاون بين البلدين وكنا على وشط الدعوة لعقد اللجنة الأمنية لدور جوار العراق».

وحول ما إذا كانت الغارة سوف تؤثر على مسار المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل، قال المعلم «نحن نشهد الان أزمة سياسية في إسرائيل وحتى نهاية هذه الأزمة لن يكون هنالك مفاوضات» مع إسرائيل. وكان بيان مشترك صدر عن الجانبين البريطاني والسوري أكد ان اللقاء بين المعلم وميليباند شهد «محادثات صريحة ومفيدة وبناءة حول العلاقات الثنائية والوضع في الشرق الأوسط» وان الطرفين «عبرا عن ارادتهما المشتركة للعمل سويا من اجل الاستقرار في المنطقة على أساس مصالحهما المشتركة».

وبحسب البيان، شدد الطرفان على ضرورة ان يبني لبنان وسورية على اتفاق التبادل الدبلوماسي التاريخي بينهما حيث شددا على ضرورة تبادل السفراء في اقرب وقت ممكن وترسيم الحدود. وبحسب البيان، يتطلع الجانبان الى انتخابات لبنانية ناجحة وشفافة وآمنة ونزيهة فضلا عن تطبيق كامل للقرار 1701 الصادر عن الأمم المتحدة.