باريس تريد كشف كل ملابسات الهجوم.. وإدانات من إيران وحماس والجهاد وروسيا

موسى يشجب الغارة.. ويقول إن الجامعة العربية لم تتلق طلبا لاستصدار إدانة أممية

TT

اعربت فرنسا عن رغبتها في كشف كل ملابسات الهجوم الذي قامت به مروحيات اميركية على قرية سورية حدودية مع العراق وشددت على «تمسكها باحترام وحدة وسيادة اراضي» الدول. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية اريك شوفاليه للصحافيين امس «نأمل في إلقاء كل الضوء على الظروف الدقيقة لتلك الأحداث التي لم تصلنا عنها أي معلومة دقيقة». وبعد ان قدم تعازي فرنسا إلى «عائلات الضحايا» قال شوفاليه «إذا تأكد ان تلك الأحداث وقعت في الأراضي السورية فإننا نذكر بتمسكنا باحترام سيادة ووحدة أراضي الدول».

من ناحيته، أعرب عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية عن إدانته لعملية الإنزال الجوي داخل الأراضي السورية. وقال موسى في مؤتمر صحافي عقده في ختام زيارة الرئيس الإيطالي لجامعة الدول العربية بالقاهرة امس: «لقد استمعت باهتمام إلى التقارير السورية عما حدث.. نتابع الموقف الخطير الناجم عن هذا الحادث الذي خرق السيادة السورية» منوها إلى الاتصال الدائم بالسلطات السورية لمتابعة هذا الموضوع. وأدان موسى هذه «الخروقات» التي وصفها بأنها واضحة مشيرا إلى أن الاوضاع في المنطقة لا تحتاج إلى أي إثارة خاصة وأنها خطيرة ومتأججة. وردا على سؤال ما إذا كانت سورية طلبت من الجامعة العربية طرح الأمر على مجلس الأمن والأمم المتحدة لاستصدار إدانة، قال موسى إن الجامعة العربية لم تتلق هذا الطلب وأن هذا الموضوع يخص سورية.

وقال السفير يوسف الأحمد سفير سورية ومندوبها الدائم بالجامعة العربية في جلسة عقدها المندوبون الدائمون بصفة سورية رئيس القمة العربية الحالية بحضور الرئيس الإيطالي وعمرو موسى إن الولايات المتحدة آثرت بأن تودع أيامها الأخيرة بالزلزال الاقتصادي الذي هز العالم «وأصرت على أن تمارس عدوانا بل جريمة نكراء على شعب سورية». وتابع: «فقد تخطت (القوات الأميركية) الحدود والأجواء السورية وهي تمثل القوى المحتلة للعراق.. أن تتخطى الأجواء السورية لتمارس هوايتها المستمرة في قتل الأبرياء ولم يشبعها دماء ملايين العراقيين التي أهدرتها في السنوات الماضية وجاءت واعتدت على سوريين أبرياء».

بدورها أدانت روسيا الهجوم الاميركي. ونقلت وكالة «انترفاكس» الروسية للانباء عن اندري نسترينكو المتحدث باسم الخارجية الروسية قوله إنه لا يجب مهاجمة أراضي دول مستقلة تحت «شعار مكافحة الارهاب». ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن حسن قشقاوي القول امس خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي: «إننا ندين أي عدوان وانتهاك سيادة الدول والتي تؤدي إلى مقتل الأبرياء وهذا ما لا يمكن قبوله». وأعرب قشقاوي عن أسفه البالغ لمقتل عدد من المدنيين ومن ضمنهم أطفال من أسرة واحدة. وفي دمشق دانت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الغارة، واصفة الهجوم بانه «عدوان اميركي همجي». وقالت حماس في بيان في دمشق انها «تستنكر بشدة هذا العدوان الاميركي الهمجي على الاراضي السورية». واكد مصدر مسؤول في الحركة «تضامنها ووقوفها الى جانب سورية رئيسا وحكومة وشعبا في مواجهة هذا العدوان الغاشم»، داعية «الدول العربية الى الوقوف امام مسؤولياتها في مواجهة هذه العربدة الاميركية في المنطقة».

بدورها، طالبت حركة الجهاد الإسلامي جامعة الدول العربية باتخاذ موقف عملي داعم لسورية «في مواجهة ما تتعرض له من تهديدات أميركية على اعتبار أن أي عدوان يقع ضد بلد عربي هو اعتداء يطال الجميع وأن الجميع مطالب بأن يكون صفا واحدا في مواجهة أي عدوان يقع على أي جزء من هذه الأمة». وأدانت هيئة علماء المسلمين المرجع الديني الابرز للسنة العرب في العراق العملية العسكرية الاميركية. وقالت هيئة علماء المسلمين التي تعارض الوجود العسكري الاميركي في العراق والحكومة العراقية «في سابقة خطيرة تثبت ادارة الاحتلال الاميركي في العراق بشكل واضح وصريح بالادلة المادية المحسوسة تلهفها للقيام بما تتيحه لها الاتفاقية التي تعمل على التوقيع عليها مع الحكومة الحالية بكل السبل الممكنة». وفي لبنان دان الرئيس ميشال سليمان الاعتداء، داعيا إلى «إيجاد حل للمشكلات والنزاعات التي قد تنشأ بين الدول بالوسائل التي تنص عليها شرعة الأمم المتحدة والمواثيق الدولية». كما أبرق نبيه بري إلى الرئيس الاسد مستنكرا «العدوان الاميركي» على منطقة البوكمال. وبين البيان الصادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة: «إن الغارة تشكل خرقا للسيادة السورية. وبالتالي هي اعتداء خطير، مدان وغير مقبول، مهما كانت الحجج التي سيقت لتبريره». من جهتها دانت جماعة الإخوان المسلمين المعارضة أمس الغارة التي شنتها مروحيات أميركية على منطقة البوكمال السورية، ولكنها حملت في الوقت نفسه الحكومة السورية «المسؤولية الكاملة عن حماية الوطن».