أهالي النجف المدينة الأقرب للمرجعية: سنختار المستقلين في الانتخابات

مصدر في الحوزة: المرجعية تتبنى الكيانات غير المتطرفة دينية كانت أم ليبرالية

TT

بدأ الشارع العراقي يتفهم ان المرجعيات الدينية لا تتبنى او تدعم أي كيان دينيا كان ام علمانيا، وان همها الوحيد هو من ينتشل العراق من الأوضاع المأساوية التي يعيشها، وأعطت الضوء الأخضر للمواطن لأن ينتخب من يشاء بشرط ان يكون ذا كفاءة وإخلاص للعراق.  الشيخ فرحان الساعدي رجل دين من الحوزة الدينية في النجف قال لـ«الشرق الاوسط» إن المرجعية الدينية في النجف «لا تتبنى كيانا معينا  ولكنها تتبنى الكيانات غير المتطرفة في الجانبين لا في جانب الدين ولا في الجانب الليبرالي». إلا انه اضاف ان «بعض الجهات العلمانية تسبق نفسها مستغلة إخفاقات في بعض الأمور من قبل الكيانات الدينية لكن الجهات العلمانية لم تقدم حلا حقيقيا سوى الشعارات الكلاسيكية التي  تطرح في الشرق الاوسط». من جهات علمانية، لذلك المرجعية لا تتبنى خطا معينا وانما تدعو الى ما ينفع الشعب العراقي». وأشار الى ان «الاخفاقات التي حدثت في مجالات عدة قابلتها نجاحات في مجالات اخرى مثل النجاح الكبير في مجال الامن وتخفيض 200 مليار دولار من الديون العراقية وكذلك تجاوز مرحلة الحرب الاهلية في العراق».

وفيما يخص تجاوب المواطنين مع أوامر المرجعية الدينية، قال الساعدي «هنالك تفاوت بين منطقة ومنطقة ونفوذ ونفوذ  ونجاح ونجاح وفكر وفكر لكن عموما الشيعي العراقي عندما يتذمر ويصل لمرحلة الجد يتبنى قضيته. وخير دليل هو ما حدث في الانتخابات السابقة عندما أحس الشيعي ان وجوده في خطر تبنى نفس الجماعات التي كان معترضا عليها في زمن رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري». يذكر ان المرجعية الدينية في النجف دعت الشعب العراقي للمشاركة في الانتخابات وإعطاء صوته للاسماء التي تخدم البلد وشعبه ويبقى الاختيار للمواطن وهو الذي  يقر ما يختار من المرشحين. وفي تصريحات سابقة من مصادر مقربة للمرجعية الدينية قالت انها مستاءة من القوائم الحالية التي لم تنهض بواقع الشعب العراقي على كافة الأصعدة. المواطن حسن أمان عزواي، 49 سنة، قال «اننا مع الانتخابات ومع القوائم المفتوحة التي أعطت الاختيار الكامل للموطن باختيار ما يريد من اسماء المرشحين، وأنا وأفراد عائلتي السبعة سوف نشارك في الانتخابات ونختار الرجل المستقل ذا الكفاءة والسمعة الطيبة». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» ان القوائم الحالية المتمثلة بالأحزاب «لم تف بوعودها التي قطعتها ولم تفدنا .. بل نشاهد اليوم انهم اهتموا فقط بالأشخاص المقربين منهم».  اما المواطن علي حميد علي، 53 سنة، فقال «عائلتي تتكون من 12  شخصا لكن لم نشارك في الانتخابات لأن نتيجة الانتخابات محسومة لجهات معينة والنتيجة محسومة سواء اقترعنا أم لا». وأضاف ان «كل الوعود التي قطعها لنا أصحاب القوائم الحزبية الذين يمثلون الدولة العراقية الآن هي كاذبة ولم يتحقق منها شيء والصراحة لا نؤمن بأي شخص كان».

المواطن ابو محمد، قال «من جانبي سوف أذهب الى الانتخابات القادمة وأشارك أنا وعائلتي وكل أقربائي لأن المرجعية الدينية أوجبت أن نشارك في الانتخابات، لكن لم تحدد لنا أي قائمة ننتخبها او شخصا معينا لهذا سوف ننتخب الشخص المستقل ولن ننتخب القوائم التي تحكم البلد حاليا».   أحد المرشحين المستقلين لانتخابات مجالس المحافظات في النجف قال «كمرشح احاول ان أستفيد من أخطاء غيري ولا اعتمد على دعم مكون ديني ما بقدر ما أقدم للناخب برنامجا واضحا ومكرسا بالكامل لتقديم الخدمات وشفافا حتى أضمن بذلك تقديم نفسي كمؤهل لشغل المنصب مستقبلا ولأضمن عدم تعرضي لضغط من التيارات والكتل التي ربما تحاول فرض رؤيتها علي وعلى برنامجي الانتخابي، لأن هي التي أوصلتني للمنصب». وأضاف المرشح، الذي فضل عدم الكشف عن نفسه، «أظن أن المرجعية الدينية وبعد تجربة دعم الأحزاب الدينية ستنأى بنفسها عنها، لكن ذلك سيبقى مرهونان بمدى نفوذ القوى المسيطرة على الشارع العراقي وقدرتها على تهييج المشاعر الدينية لاستغلالها قبيل الانتخابات، فضلا عن امتلاكها مقدرات كبيرة كوسائل إعلام، فضلا عن تضاؤل دور الأحزاب العلمانية والليبرالية في مناطق الوسط والجنوب وتوجه الأحزاب الدينية الى ادخال بعض مرشحيها تحت عناوين انتخابيه أخرى». الى ذلك، أكدت مسؤولة المفوضية العامة للانتخابات في النجف مشاركة أكثر من 500 كيان سياسي في الانتخابات القادمة لمجالس المحافظات في عموم العراق، ويحق لهذه الكيانات المشاركة في كل محافظات العراق. وحول عزوف المواطنين عن المشاركة في الانتخابات كون النتيجة محسومة لجهة معينة حسب تعبيرهم، قالت بشرى الزاملي لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه حرية تفكير الناخبين وحرصهم على إجراء الانتخابات بشكل ديمقراطي، فضلا عن حرصهم على بلدهم.. المفوضية من جانبها هيأت آليات دقيقة جدا وطورت عملها عما كان في السابق وستكون نتائج دقيقة في الانتخابات القادمة من خلال تهيئة وسائل للحد من التزوير».