السلطة تبدأ حملة أمنية في الخليل باعتقال مسلحين من حماس

قائد منطقة الخليل لـ«الشرق الأوسط»: هذه مجموعات هدفها الإرهاب والتنسيق مع الإسرائيليين أمر واقع

رجلا شرطة فلسطينيان يقتادان شابا خلال حملة اعتقالات واسعة في منطقة الخليل جنوب الضفة الغربية أمس (أ. ب)
TT

قالت الأجهزة الأمنية الفلسطينية، إنها نفذت عملية أمنية كبيرة، واعتقلت عددا كبيرا من المطلوبين لها في مناطق قرب الخليل، وذلك بعد يومين من الانتشار الأمني في المدينة ضمن الحملة الجديدة التي أُطلق عليها «إشراقة وطن». واعتقلت الأجهزة 53 ممن سمتهم مطلوبين للعدالة، في بلدتي السموع ويطا بجنوب الخليل. وجاء انتشار عناصر الأمن الـ 600 الجدد، بعد موافقة اسرائيل، اثر عدة طلبات تقدمت بها السلطة سابقا. وتنظر اسرائيل الى القوة الجديدة على انها ستقوي من جهود السلطة في مواجهة حماس التي تتمتع بنفوذ كبير في الخليل، التي شهدت مؤخرا توترا بينهما، بعد تهديدات اطلقتها الحركة بحسم قريب في المدينة، اثر اعتقال السلطة خلايا مسلحة تابعة حماس، واكتشافها مخازن للأسلحة.

وقالت حماس ان الحملة الأمنية تهدف للقضاء على الحركة، واعلنت ان 35 من عناصرها اعتقلوا امس. واكد العميد سميح الصيفي قائد منطقة الخليل لـ«الشرق الأوسط» اعتقال مجموعات مسلحة خارجة عن القانون. وتنظر السلطة الى كل جماعة مسلحة على انها «خارجة عن القانون» مهما كانت انتماءاتها او دوافعها. وقال الصيفي «نحن واضحين ونعمل ضد الخارجين عن القانون وتجار المخدرات واللصوص والفئات المسلحة التابعة لأي جهة والتي تحمل أي سلاح» وأضاف «أي سلاح غير سلاح الاجهزة الأمنية، غير شرعي». وتتهم حماس السلطة، بأنها تستهدف بشكل أساسي سلاح المقاومة، ورد الصيفي متسائلا «سلاح العشائر هل هو سلاح مقاومة؟ وسلاح تجار السلاح هل هو سلاح مقاومة ؟». وتابع «نحن استهدفنا سلاحا غير شرعي مع جماعات مسلحة كان هدفها الإرهاب وتخزن المتفجرات في أماكن سكانية مأهولة». ويهزأ الصيفي من اتهامات حماس لأجهزته بالتنسيق مع الإسرائيليين. وقال «أنا وين بشتغل، أنا عسكري في السلطة ولا يحق لي بعد الانتفاضة أن أحرك قواتي بدون التنسيق مع الإسرائيليين، يجب ان يكون هناك تنسيق وهذا واقع». وتابع «ثم أليس هناك تنسيق بين حماس وإسرائيل، كيف يغادرون رفح؟».

وكان كبار قادة الأجهزة الأمنية، اجتمعوا بكبار قادة الجيش الإسرائيلي من اجل التنسيق لمواجهة حماس في الضفة. واتفقوا على اقامة غرفة عمليات مشتركة لهذا الغرض، وهو امر لم تنفه الأجهزة الأمنية. وقال مساعدون لوزير الداخلية الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط» ان التنسيق مع الإسرائيليين ليس سرا. وردا على سؤال حول اسباب اعتقال مسلحين من حماس قال الصيفي «كانوا يستهدفون قيادات فلسطينية امنية وسياسية». وأضاف «الا يحق لي ان اعتقل من يريد ان يقتلني ويعتدي على مقراتي».

ويرفض الصيفي القول بان سلطته تنسق لاستئصال حماس، وقل «حسبي الله ونعم الوكيل»، وقال «لا نريد اسئصال حماس، وهناك قيادات سياسية ومعروفة، لا نعتقلهم»، مشددا على انهم يعتقلون كل المسلحين التابعين لحماس او لغيرها. وقال فككنا كتائب الأقصى وكل جناح مسلح هو محظور.

وتنوي السلطة الفلسطينية في الخليل، فرض سيطرتها بالقوة على المناطق التي سمحت اسرائيل لها بالعمل فيها. وتساءل محافظ المدينة حسين الأعرج لـ«الشرق الأوسط»: «ان قوات الأمن تهدف الى اعادة النظام ومواجهة الانفلات الأمني وأي سلاح غير شرعي». وأضاف «هناك مسلحون ومنفلتون وعصابات وهاربون من القانون وعائلات تتسلح، من سيلاحقهم؟». وضمن حملتها امس، أغلقت السلطة مستشفى خاصا. وقال الصيفي، «كانوا يستخدمون الأدوية الفاسدة حتى في غرف العمليات، فأغلقنا المستشفى، هذا أيضا ضمن خططنا وليس فقط استهداف مسلحين».

وكانت حماس قد اعتبرت ان سماح اسرائيل بنشر المئات من قوات أمن السلطة في محافظة الخليل، هو «مكافأة لتلك القوات على دورها في تصفية المقاومة وحماية الاحتلال». وتعتبر محافظة الخليل، التي يسكنها 600 ألف فلسطيني، احد أكثر المحافظات انفلاتا امنيا، وكان يحكمها المسلحون بالقوة. وتقول السلطة انها تتقدم في خطتها الأمنية لفرض النظام والقانون. الا ان السلطة تواجه وضعا معقدا، بسبب وجود مئات المستوطنين الذي يعيشون في البلدة القديمة تحت حراسة الجيش الإسرائيلي. وقال مصدر أمني إسرائيلي بأن القوة الفلسطينية الجديدة لن تدخل مناطق«H2» في الخليل، الخاضعة للسيطرة الأمنية الإسرائيلية، بحسب بروتوكول الخليل الموقع بين السلطة وإسرائيل. وأضاف الصيفي انه وبسبب المناطق التي تقع تحت السيطرة الإسرائيلية، فان «سيطرة قواتي تبقى اقل. أنا غير مسموح لي بالتحرك الى هناك».