خاطفو الرهائن الصينيين يعتزمون تسليمهم إلى الحركة الشعبية.. ويحذرون من مجزرة إذا تدخل الجيش

وزير الخارجية السوداني لـ«الشرق الأوسط»: مستعدون لبذل جهود * الناطق باسم الجيش: ما يجري «إرهاب» من مسؤولية الداخلية

TT

دعا خاطفو العمال الصينيين التسعة في ولاية جنوب كردفان السودانية، النائب الاول للرئيس السوداني رئيس حكومة الجنوب الفريق اول سلفا كير إلى التدخل شخصيا لانهاء ازمة الرهائن، معربين عن ثقتهم فيه وعن عزمهم تسليم المختطفين الى الحركة الشعبية التي يتزعمها، قبل ان يحذروا من مجزرة إذا تدخل الجيش السوداني الذي قالوا انه يطوق منطقتهم، وأشاروا الى ان الحكومة الصينية طلبت الاذن من الخرطوم لقصف المواقع بالغاز المخدر لتخدير جميع من في المنطقة لتحرير مواطنيها. ونفى ناطق باسم الجيش السوداني لـ«الشرق الاوسط» عزم قواته خوض أي معركة مع الخاطفين، وقال ان «ما يجري عمل ارهابي من مسؤولية وزارة الداخلية والاجهزة الامنية الاخرى».

ووجه قائد المجموعة الخاطفة ابوحميد احمد دناي نداء خلال تصريحات أدلى بها لـ«الشرق الاوسط» الى زعيم الحركة الشعبية بان مجموعته على استعداد الى تسليم الرهائن اليها، وانها لا تثق في شريكهم في الحكم المؤتمر الوطني الذي يقوده الرئيس عمر البشير. وتعليقا على تصريح أبو حميد، قال وزير الخارجية السوداني دينق ألور (ينتمي الى الحركة الشعبية)، في اتصال مع «الشرق الاوسط» ان حركته ستبذل جهودا لانهاء الازمة، وسيتم دراسة الرسالة مع قيادته. وقال احد قيادات الجيش الشعبي (قوات الحركة) في جوبا، ان مكتب رئيس حكومة الجنوب سيجري اتصالات مع الخاطفين فوراً. وهدد دناي بقتل الرهائن الصينيين جميعاً في حال اقدام حكومتا السودان والصين لتحريرهم بالقوة العسكرية عبر الطيران وحصار معسكراتهم. وناشد الحركة الشعبية سرعة التدخل. وقال يمكنهم تسلم الرهائن مباشرة أو عبر اي وسيط آخر لتسليمهم للسفارة الصينية بالخرطوم. من جهته قال والي جنوب كردفان عمر سليمان ان السلطات الامنية تمكنت تحديد موقع الرهائن الصينيين وان مفاوضات تجري مع الخاطفين للافراج عنهم. وافاد مصدر محلي ان وجهاء قبائل من وسط السودان توجهوا أمس لاجراء اول لقاء مع الخاطفين وفتح مفاوضات بغية الافراج عنهم. واوضح بشتانا محمد سالم الذي ينتمي الى قبيلة المسيرية العربية التي ينتمي اليها الخاطفين، «طلب الخاطفون مساء امس (الاحد) لقاء ممثلي وجهاء محليين اليوم (امس)». واضاف في اتصال هاتفي ان «بعض الوجهاء غادروا مدينة، المجلد، (جنوب الولاية) وسيلتقون الخاطفين».

وخطف ثلاثة مهندسين وستة عمال من شركة النفط الوطنية الصينية في 18 اكتوبر (تشرين الاول) قرب منطقة ابيي النفطية في وسط السودان. وخطف الصينيون في هجليج في ولاية جنوب كردفان قرب الخط الفاصل بين شمال وجنوب السودان في سهل المجلد حيث معظم حقول النفط السودانية. وقال سالم ان احد وجهاء قبيلة المسارية اسماعيل حمدين يقود الوفد الذي سيلتقي الخاطفين. واكد انه لم يتم تحديد مكان الموعد مسبقا لان الخاطفين يتنقلون باستمرار تفاديا لان تعتقلهم السلطات. واوضح ان «بعد اللقاء سيتفاوض الاعيان مع الحكومة. سيفوضهم الخاطفون للتفاوض مع الحكومة».

ونفى قائد المجموعة ابوحيمد احمد دناي الذي ينتمي لحركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور، بزعامة خليل ابراهيم، لـ«الشرق الاوسط»، وجود أي مفاوضات، وقال ان «مجموعة من قيادات المؤتمر الوطني من ابناء قبيلة المسيرية وصلت الى منطقة، الدبب، لكننا رفضنا التفاوض معهم لانهم سماسرة»، وقال ان مجموعته يمكنها التفاوض مع السفارة الصينية وحدها، واذا كانت السفارة تخطط مع الخرطوم فاننا سنقفل باب التفاوض نهائياً». واوضح ان «كل الطرق مغلقة الان». واضاف «اذا تهورت الحكومة والسفارة الصينية سنقتل الرهائن فوراً». وقال دناي ان الحكومة تحاصر ثلاثة معسكرات تابعة له، وان الطيران يحلق فوق المنطقة. وقال ان الحكومة الصينية طلبت الاذن من الخرطوم لقصف المواقع بالغاز وتخدير جميع من في المنطقة لتحرير مواطنيها. وقال انه يتوقع بنسبة 90% ان يبدأ الهجوم في اي وقت، وتابع «طائرات الانتنوف تحلق منذ ظهر اول من امس ومعلوماتنا المؤكدة ان طائرات وجنود صينيين يشاركون في العملية مع الجيش السوداني». وقال: يمكن ان تحدث مجزرة اذا لم تتدخل الحركة الشعبية. ونفى مدير مكتب الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني المقدم خالد الصوارمي لـ«الشرق الاوسط» دخول قواته في اشتباكات مع خاطفي الرهائن الصينيين، وقال ان «القوات الحكومية لا تتدخل في مثل هذه العمليات الا اذا طلب منها»، وتابع «ما يجري عمل ارهابي من مسؤولية وزارة الداخلية والاجهزة الامنية الاخرى واذا ما طلب منا التدخل يمكننا ان نتدخل»، ودعا الخاطفين الى تسليم الرهائن دون شروط مسبقة. وأقر دناي ان ثلاثة من الرهائن الصينيين اصابهم الاعياء بسبب السير لمسافات طويلة، وقال «هم لم يتعودوا على مثل هذه المصاعب.. وهم ادركوا الان معاناة شعبنا في الحصول على مياه الشرب النقية». وعن كيفية التفاهم مع الرهائن بسبب حاجز اللغة قال «نتفاهم معهم احياناً كثيرة بلغة الاشارة ولدينا مقاتل يعرف بعض من اللغة الانجليزية ومنهم ايضاً احدهم يعرف قليلا من اللغة الانجليزية».