نصر الله والحريري التقيا وسط كتمان شديد.. وأتفقا على تعزيز العمل الحكومي والتمسك بالطائف

رئيس «المستقبل» اطلع سليمان وبري والسنيورة وقوى «14 آذار» على تفاصيل اللقاء

رئيس تيار المستقبل، النائب سعد الحريري، خلال اجتماعه ليل الاحد الماضي مع الامين العام لحزب الله، حسن نصر الله («الشرق الاوسط»)
TT

اللقاء المنتظر منذ فترة طويلة بين الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله ورئيس «تيار المستقبل» النائب سعد الحريري عقد فجأة ليل أول من أمس الأحد في مكان لم يكشف عنه ووسط كتمان شديد مراعاة للظروف الامنية. وقد أكد الجانبان، في بيان مشترك ومقتضب وزعه مكتباهما الاعلاميان «ضرورة تعزيز العمل الحكومي والتمسك باتفاق الطائف وتطبيق اتفاق الدوحة، وتأكيد استمرار التواصل الثنائي وتشجيع مناخات الحوار عبر خطوات التهدئة ميدانياً وإعلامياً». وأشار البيان الى ان اللقاء كان مناسبة «لمراجعة مبدئية للمرحلة السابقة من أجل استيعاب تداعياتها».

وجاء هذا اللقاء بعد اكثر من شهر على استقبال الحريري في منزله وفداً من قيادة «حزب الله» برئاسة رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد. وقد اعتبر اللقاء خطوة أولى على طريق المصالحة بين الطرفين بعد احداث بيروت في 7 مايو (أيار) الماضي.

لقاء الحريري ـ نصر الله الذي عقد ليل الاحد ـ الاثنين حضره مدير مكتب رئيس «تيار المستقبل» نادر الحريري، ومن جانب «حزب الله» المعاون السياسي للامين العام، الحاج حسين خليل، اضافة الى مصطفى ناصر الصديق المشترك للجانبين ومنسق اللقاء بينهما.

وصباح امس وزع الجانبان البيان الآتي: «تناول اللقاء آخر المستجدات السياسية في لبنان والمنطقة. كما كان مناسبة لمراجعة مبدئية للمرحلة السابقة من اجل استيعاب تداعياتها، في جو من الصراحة والانفتاح. وجرى خلال اللقاء تأكيد الوحدة الوطنية والسلم الاهلي وضرورة اتخاذ كل الاجراءات لمنع التوتر والتشنج الداخلي وتعزيز حالة الحوار والتواصل في البلاد لدرء الفتنة بغض النظر عن الخلافات السياسية بين الاطراف. كما تم الاتفاق على ضرورة تعزيز العمل الحكومي والتمسك باتفاق الطائف وتطبيق اتفاق الدوحة وتأكيد استمرار التواصل الثنائي وتشجيع مناخات الحوار عبر خطوات التهدئة ميدانيا واعلاميا».

واجرى الحريري ظهر امس اتصالات هاتفية بكل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة والرئيس السابق امين الجميل ورئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات اللبنانية» سمير جعجع ووضعهم في اجواء اللقاء الذي تم مع الامين العام لـ«حزب الله».

وذكرت مصادر قصر الرئاسة اللبنانية ان الرئيس سليمان «هنأ اللبنانيين واصحاب العلاقة بانجاز المصالحة التي تمت بين رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، حيث تم التأكيد على الحوار الوطني واتخاذ الاجراءات والخطوات اللازمة لمنع التوتر وتصويب العمل السياسي وتشجيع العمل الحكومي والتمسك باتفاق الطائف وشجع على استمرار المصالحات ومناخات الحوار والتهدئة».

وبعد ظهر امس، استقبل الحريري في دارته في قريطم وفدا من الامانة العامة لقوى «14 اذار» ضم النائبين سمير فرنجية والياس عطا الله والنائبين السابقين فارس سعيد وغطاس خوري. وقد اطلعهم على اجواء اللقاء مع نصرالله. وتحدث منسق الامانة العامة لقوى «14 اذار» فارس سعيد، فقال: «لقد وضع النائب الحريري وفد الامانة العامة لقوى 14 اذار في اجواء الاجتماع الذي حصل بالامس مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. واطلعنا على تفاصيل هذا الاجتماع الذي يؤكد ضرورة تبديد الاجواء ونقل الخلاف السياسي من الشارع وفك ارتباط امني بين كل المواطنين اللبنانيين وانتقال هذا الخلاف السياسي الى داخل الحياة السياسية اللبنانية، اكانت داخل المؤسسات ام بمناسبة اجراء الانتخابات النيابية المقبلة. واهم ما في السياسة ازاء هذا اللقاء، هو انه حصل. واهم ما فيه هو تأكيد اتفاق الطائف الذي لا يزال النظام الذي يحل المشاكل اللبنانية ـ اللبنانية وينظمها وينص على كيفية حل كل المشاكل القائمة. واهم ما فيه سياسيا ايضا، هو تأكيد الاختلاف السياسي بين فريق 14 اذار وبين السيد حسن نصرالله وفريق 8 اذار. وان هذا الاختلاف السياسي سيتم وسيبرز تحت شكل التنافس الانتخابي في المرحلة المقبلة».

وسئل: هل يؤسس هذا اللقاء لمرحلة جديدة ام هو مجرد تهدئة؟ فاجاب: «اللقاء هو بمثابة شبكة امان للمواطنين اللبنانيين. وهو يؤكد الاختلاف السياسي. ونعتقد انه لا يذهب في اي اتجاه، لا في اتجاه تحالف جديد، او تحالف انتخابي في الاشهر المقبلة. النائب الحريري وتيار المستقبل جزء لا يتجزأ من 14 اذار. و14 اذار متحدة وستخوض هذه الانتخابات في مواجهة فريق 8 اذار الذي يشكل حزب الله جزءا منه. وسيكون التنافس الانتخابي هو الحكم لتحديد الاختلاف السياسي بين الطرفين».

وكان عضو كتلة «المستقبل» النائب احمد فتفت قد اكد امس «ضرورة حصول اللقاء بين رئيس الكتلة النائب سعد الحريري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله»، مذكرا بان اللقاء الذي حصل بين الحريري ووفد من «حزب الله» في قريطم «تم خلاله التفاهم على عدد من النقاط التي يجب توفيرها على الارض وابرزها الامور الامنية للرجلين». وقال: «ان بعض الامور لم تتبلور حتى الان بشكل نهائي. ولا يمكن ان نأخذ في الاعتبار ان المصالحات امر مجتزأ ويمكن ان تحصل بشكل منفصل، اي ان تتم في بقعة من لبنان ولا تتم في بقعة اخرى».

من جهته، قال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسين الحاج حسن: «ان ما يجري من مصالحات ومصارحات هو من اجل تحقيق الاهداف السياسية والشعبية لنزع فتائل التفجير من دون تغيير التحالفات الانتخابية المقبلة التي ستكون ضمن قوائم تمثل المعارضة». ودعا الى «انتخابات نيابية شفافة وخطاب وطني مسؤول بعيدا عن استثارة النعرات».

من جهة اخرى، اعلنت القوى السلفية التي وقعت سابقا وثيقة تفاهم مع «حزب الله»، في بيان اصدرته امس، عن «تأجيل جلسة الحوار (مع الحزب) لاجراء المزيد من التشاور ضمن الاطراف السلفية خاصة والسنية عامة». واشارت الى «ان لقاء النائب سعد الحريري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يشكل حدثا ايجابيا في هذا المجال التشاوري الحواري».