عون يذكر سليمان بـ«عدم حاجته» إلى كتلة نيابية.. والعريضي يعتبرها «ضرورة»

هل دخل لبنان مرحلة إعادة اصطفاف سياسي؟

TT

لم يكد رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان يطرح حاجة لبنان إلى كتلة نيابية «ترجح المصلحة الوطنية وتكون إلى جانب الوطن وليس إلى جانب العهد»، حتى «جوبه» بجملة تفسيرات لطرحه هذا. ففي حين رأت اوساط الأكثرية ان سليمان قرر الإدلاء بدلوه في المعركة الانتخابية المقبلة، اعتبرت أوساط معارضة ان فكرة الرئيس لا تزال بحاجة الى بلورة.

الا ان الموقف الأوضح صدر عن التيار الوطني الحر ورئيسه النائب ميشال عون الذي كان قد «صادر» طرح سليمان لحساب كتلته، فقال: «سمعت فخامة الرئيس منذ يومين يقول إنه يريد نواباً للوطن. ونحن جميعاً سنكون إلى جانب فخامته حتى نؤمّن له هذه الكتلة من النواب الذين هم على استعداد للتضحية من أجل لبنان والحفاظ على المكتسبات التي حققناها»، ليعود و«يضع النقاط على الحروف» في اللقاء الأسبوعي لتكتل التغيير والاصلاح أمس فيقول ان «رئيس الجمهورية قال أنا رئيس جمهورية لكلّ الوطن وأنا لست بحاجة الى كتلة وطنية بجانبي. ويضيف ان ما قاله سليمان «صحيح في عمومياته، الا ان البعض يحرّف حديثه». ونفى ان يكون هاجم رئيس الجمهورية. الا انه عاد وشدد على ان «أبشع أنواع المواقف هو الموقف الحيادي، فهناك أمور لا بد من أن يأخد المرء موقفا فيها، فهل يمكن ان نكون ضد السيادة والاستقلال والعدالة؟ أو هل يمكن ان نكون مع الفساد؟»، وأضاف: «الإنسان المستقل لا يستطيع تحقيق شيء. ولنا الحق كأكبر كتلة نيابية مسيحية في اختيار المرشحين الذين يلتزمون خطاً إصلاحياً محدداً». وزير الأشغال غازي العريضي لا يوافق على أي تفسير يلغي استقلالية طرح سليمان، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «من حق رئيس الجمهورية ميشال سليمان ان يطالب بكتلة برلمانية مستقلة. ووجود مثل هذه الكتلة يريح البلد ولا يعقد اوضاعه». وأضاف: «ليس منطقيا رفض طرح سليمان. فإذا سلمنا انه الرئيس التوافقي، أي الذي لا ينتمي الى قوى 14 آذار أو قوى المعارضة، يكون طبيعيا ان لا يحسب على أي طرف. وبالتالي لا يبدو منطقيا القول ان الرئيس هو في هذه الكتلة او تلك». واعتبر أن «وجود كتلة مستقلة ضروري. وليس طبيعيا ان يبقى لبنان مقسوما بين الكتلتين الحاليتين اللتين تلغيان الآخرين. فهناك مستقلون يرون أخطاءً في الأداء السياسي لقوى 14 آذار وقوى 8 آذار ويرغبون بتشكيل كتلة تحدث نوعا من التوازن كما هي الحال في مجلس الوزراء». كما رأى انه «اذا بقيت الاكثرية لفريق واحد في لبنان سنبقى محلنا. نحن بحاجة الى حالة وسطية تؤمنها كتلة كالتي تحدث عنها سليمان. وأنا اعتقد ان التوازن في لبنان لا يكون الا بوجود مستقلين في الندوة البرلمانية».

النائب عبد المجيد صالح من كتلة التنمية والتحرير التي يترأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، يجد انه «من المبكر الحديث عن تفعيل طرح الرئيس سليمان، ولم يحصل تكريس له.

الا ان مثل هذه المبادرة تليّن الخلافات وتكمل انطلاقة سليمان بما انتخب عليه كرئيس توافقي يطرح كتلة وسطية لتكون صمام امان بين المعارضة والموالاة». وعن ردود فعل التيار الوطني الحر تجاه طرح سليمان، قال صالح: «صحيح ان رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون كان واضحا عندما علق على الأمر بأن كتلته هي لخدمة سليمان، الا ان خير الأمور الوسط. وفكرة انشاء تكتل وسطي ليست سيئة، فوجودها يرجح مشروع الوفاق. الا ان مثل هذا الطرح يبقى محصورا في منطقة معينة، ولا يشمل مساحة واسعة من التوزيعات الانتخابية على امتداد لبنان. واذا سلمنا ان من حق سليمان النظر الى الانتخابات البرلمانية المقبلة من زاوية إصلاحية تهدف الى تجنيب لبنان الانقسامات الحادة، فعلينا ألا ننسى خصوصية المنطقة التي لا يسهل اختراقها بكتلة مستقلين ربما لا يستطيعون النجاح في ظل الاصطفاف الحاصل».

وكان وزير الاتصالات جبران باسيل من كتلة عون صرح بأن «رئاسة الجمهورية بحاجة إلى كتلتنا النيابية الوطنية والسيادية والإصلاحية». واعتبر «ان الحياد لا يصنع اصلاحا ولا يقاوم فسادا، كما انه لا يصنع سيادة واستقلالا». وقال: «إن الحياد الذي خبرناه في السابق رسّخ الاحتلال ولم يبنِ الدولة والمؤسسات.

وأي كلامٍ عن كتلة نيابية حيادية اليوم، يهدف اولاً الى إضعاف العمل الإصلاحي الذي نقوم به، ويُضعف العمل على استعادة الحقوق والتوازن، كما يهدف الى إضعاف المؤسسات وعلى رأسها مؤسسة رئاسة الجمهورية التي هي في حاجة الى كتلتنا النيابية الوطنية السيادية والإصلاحية، لنقف الى جانب الرئيس ونعيد للرئاسة هيبتها وموقفها وصلاحياتها. فهذا هو أول ما نحن في حاجة اليه. وبهكذا كتلة نيابية نستعيد الدور والفعالية السياسية حتى ننتقل الى مرحلة نبني فيها المؤسسات».