الجزائر: إقالة الروائي الزاوي من إدارة «المكتبة الوطنية» بسبب أدونيس

TT

تعرض الروائي الجزائري أمين الزاوي، للإقالة من رأس إدارة «المكتبة الوطنية»، بسبب حملة كبيرة شنتها رموز دينية ضد الشاعر السوري أدونيس، الذي دعاه الزاوي منتصف الشهر الحالي لإلقاء محاضرة بالمكتبة أثار مضمونها حفيظة رجال الدين. وقالت مصادر مطلعة إن وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي أنهت مهام مدير عام المكتبة الوطنية أول من أمس، بناء على شكوى رفعتها «جمعية العلماء المسلمين الجزائريين»، إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة تتهم فيها أدونيس بـ«التطاول على أرض الشهداء بإهانة الاسلام» في المحاضرة التي ألقاها. وأوضحت المصادر أن بوتفليقة حمَل الزاوي مسؤولية غضب «العلماء المسلمين» الذين يحظون بمكانة مميزة لدى بوتفليقة. وذكرت المصادر أن الوزيرة تبحث عن شخصية ثقافية أخرى لإدارة المكتبة، وانها أرجأت ذلك إلى غاية انتهاء «الصالون الدولي للكتاب» الذي انطلق أمس.

واعتاد أدونيس زيارة الجزائر بدعوة من الزاوي (مدير المكتبة الوطنية) للمشاركة في أمسيات شعرية، لكن في آخر زيارة ( 13 و14 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي) آثرت المكتبة تنظيم لقاء ونقاش مع الشاعر حضرته أسماء ثقافية وإعلامية، وهو ما فتح شهية أدونيس لمهاجمة العلماء واتهامهم بالوقوف عائقا أمام تقدم الشعوب العربية. الأمر الذي أثار حفيظة رجال الدين وعلى رأسهم الشيخ عبد الرحمن شيبان رئيس «جمعية العلماء» الذي شن ضد الشاعر هجوما عنيفا عبر أعمدة الصحف. وتفيد مصادر على صلة بالقضية بأن الإقالة حركتها دوافع أخرى، أهمها موافقة إدارة المكتبة الوطنية على نشر كتاب للكاتب والصحافي المعارض محمد بن شيكو، ينتقد فيه الرئيس الجزائري وكبار المسؤولين في الدولة ويتهمهم بـ«الديكتاتورية والفساد»، قبل أن تتدخل وزيرة الثقافة لمنع طبعه وتداوله في الأسواق. واعترفت الوزيرة تومي بأنها هي من يقف وراء منع طبع الكتاب، وبررت ذلك بـ«خشيتها من عودة بن شيكو إلى السجن مثلما كان الحال مع كتابه الأول والذي كلفه السجن عامين كاملين».

غير أن الشارع الثقافي في الجزائر، لا يتوقف عن تعداد الأسباب، ويؤكد الكثير من مكوناته بأن أم الأسباب تكمن في «الخلاف الشخصي بين الوزيرة تومي والروائي الزاوي بسبب طموحه في خلافتها خاصة بعدما راجت أنباء حول إمكانية تعيينها في منصب سفيرة لدى منظمة اليونيسكو».

وقد أدى دخول الشيخ عبد الرحمن شيبان، على الخط، من منطلق الدفاع عن الإسلام ومقدساته، إلى تحرك سريع من جانب الحكومة، التي اعتبرت موقف الشيخ شيبان تعبيرا عن مشاعر المجتمع الجزائري برمته نظرا للمكانة التي تحظى بها الجمعية. ودعا شيبان الحكومة إلى معاقبة المسيئين للدين الإسلامي مهما كانت مواقعهم، قائلا: «لو قال هذا الملحد الإباحي (يقصد أدونيس) إنه لا يعمل بتعاليم الإسلام ولا يصدق بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم، لكان حرا، لكن أن يقول لنا في عقر دارنا إن الإسلام عطل الحضارة فإنه يشتم ديني ويشتمني».