مؤتمر صومالي جامع في نيروبي يشارك فيه نواب ووزراء ورؤساء دول «إيقاد»

تكتم حول الأجندة.. ووفد من المعارضة يشارك على هامش الاجتماعات

الشيخ مختار أبو منصور أحد القادة الإسلاميين يلوح بسلاحه بعد مؤتمر صحافي في العاصمة الصومالية مقديشو أمس رويترز)
TT

من المقرر أن يفتتح في العاصمة الكينية نيروبي اليوم مؤتمر يحضره أعضاء المؤسسات الصومالية الانتقالية (الرئاسة والحكومة وأعضاء البرلمان الـ 275) ويستمر ثلاثة أيام يعقبه اجتماع قمة لرؤساء دول منظمة الهيئة الحكومية للتنمية «إيقاد» السبعة مع المدعوين الصوماليين. وكانت الإيقاد قد وجهت الدعوة الى كل من الرئيس الصومالي عبيد الله يوسف أحمد ورئيس الوزراء نور عدي وأعضاء حكومته إضافة الى رئيس البرلمان الشيخ آدم مدوبي وجميع نواب البرلمان الصومالي البالغ عددهم 275 عضوا للاجتماع في نيروبي وحل الخلافات بينهم، والتوصل الى حل شامل للأزمة الصومالية. وتوافد معظم المدعوين الى نيروبي للمشاركة في هذا المؤتمر، حيث تم توزيعهم على عدد من الفنادق الرئيسية في نيروبي. وقد تكتمت منظمة إيقاد حتى الآن على الأجندة التفصيلية للمؤتمر الصومالي الذي يعد أول اجتماع من نوعه خارج البلاد منذ مؤتمر المصالحة الذي عقد في نيروبي عام 2004، والذي انبثقت عنه المؤسسات الانتقالية الحالية (الحكومة والبرلمان). وانتقد وزير الخارجية الكيني «موسيس وتانجولا» الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمنظمة إيقاد أداء الحكومة الصومالية خلال السنوات الأربع الماضية، لكنه نفى نية المنظمة تغيير القيادات الحالية لهذه الحكومة، وقال إن ذلك من شأن الصوماليين و«إذا تم شيء من هذا القبيل فسيتم في داخل الصومال وليس في الخارج».

ويأتي انعقاد مؤتمر نيروبي المخصص للحكومة والبرلمان الصوماليين بعد يومين من توقيع اتفاقية سلام جديدة بين الحكومة وتحالف المعارضة في جيبوتي برعاية الأمم المتحدة، تشمل تطبيقا لوقف إطلاق النار ابتداء من 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل وانسحاب القوات الإثيوبية من الصومال على مرحلتين خلال 120 يوما من بدء سريان الاتفاقية؛ حيث تنسحب أولا من المناطق السكنية في كل من العاصمة مقديشو ومدينة بلد وين (وسط الصومال) فيما تتولى قوات حفظ السلام الأفريقية والقوات الحكومية والقوات التابعة لتحالف إعادة تحرير الصومال المهام الأمنية في المناطق التي ستنسحب منها القوات الإثيوبية. ويتم انسحاب القوات الإثيوبية في المرحلة الثانية من كافة الأراضي الصومالية خلال فترة الـ 54 يوما المتبقية من الـ 120 يوما التي تم تحديدها في اتفاقية جيبوتي الثانية بين الحكومة الصومالية وتحالف المعارضة في التاسع عشر من أغسطس (آب) الماضي. فيما يشرع الطرفان خلال هذه الفترة بتشكيل قوة أمنية مشتركة قوامها 10 آلاف جندي لحفظ الأمن في العاصمة والمناطق الأخرى. ومن المقرر أن يجتمع وزراء خارجية دول منظمة إيقاد مع أعضاء الحكومة والبرلمان الصوماليين إضافة الى الرئيس ورئيس الوزراء لمناقشة ما حققته الحكومة الصومالية خلال السنوات الأربع الماضية والإخفاقات التي واجهتها إضافة الى مستقبلها في ظل التطورات المتلاحقة في البلاد، وسينضم رؤساء دول المنظمة الى المؤتمر في اجتماع سيعقد في نيروبي يوم الأربعاء القادم.

وأرجع الدكتور محمد عمر طلحة نائب رئيس البرلمان الصومالي أسباب عقد هذا المؤتمر في نيروبي بدلا من الصومال الى أسباب أمنية «حيث لا تسمح الظروف الأمنية الحالية في البلاد بزيارة قادة دول منظمة الإيقاد الى الصومال» وتخوض الحكومة الصومالية الانتقالية التي بقي من مدة ولايتها عدة أشهر فقط معركة البقاء في مدينتي بيداوا (مقر البرلمان ـ جنوب غرب البلاد) والعاصمة مقديشو، حيث تشهد بيداوا هجمات يومية مستمرة على مواقع القوات الحكومية ووحدات الجيش الإثيوبي التي تدعم الحكومة الصومالية، فيما العاصمة أصبحت مسرحا لحرب عصابات متواصلة يشنها المقاتلون الإسلاميون المعارضون للحكومة وللتواجد الإثيوبي في البلاد، وتسيطر القوات الحكومية على أجزاء من العاصمة فيما تقوم القوات الإثيوبية وقوات حفظ السلام الأفريقية بحراسة المرافق الرئيسية فيها مثل المطار والميناء والقصر الرئاسي. علي صعيد آخر من المقرر أن يتوجه وفد من تحالف المعارضة الى نيروبي لعقد اجتماعات مع قادة دول منظمة إيقاد، على هامش المؤتمر الذي سيعقد خصيصا للحكومة والبرلمان الصوماليين هناك، ويرأس وفد المعارضة الشيخ شريف شيخ أحمد زعيم تحالف إعادة تحرير الصومال. وأفادت مصادر مطلعة في نيروبي بأن رؤساء الإيقاد سيوجهون خطابا الى أعضاء الحكومة والبرلمان وأعضاء وفد تحالف المعارضة في قاعة واحدة وهو أول حدث من نوعه لكن ليس من المعروف بعد فيما إذا كانت نيروبي ستستضيف لقاءات بين الحكومة والمعارضة على غرار ما حدث في جيبوتي.