شيوخ قبائل باكستانيون وأفغان يسعون لفتح محادثات مع طالبان

TT

اتفقت باكستان وافغانستان على إجراء اتصالات مع المجموعات المتمردة من خلال مجلس قبلي، على ما اعلن مسؤول افغاني امس في اسلام اباد بعد محادثات استمرت يومين حول سبل مكافحة تمرد حركة طالبان. وقال وزير الخارجية الافغاني السابق عبد الله عبد الله، خلال مؤتمر صحافي، «اتفقنا على إجراء اتصالات مع مجموعات المعارضة في البلدين، اتصالات مشتركة من خلال مجلس اعيان (لويا جيرغا) مصغر». وترأس عبد الله الوفد الافغاني الى مجلس «لويا جيرغا» مصغر عقد اول من امس وامس في اسلام اباد بمشاركة خمسين ممثلا افغانيا وباكستان وعدد من اعيان القبائل. وسئل رئيس الوفد الباكستاني عويص غاني عما اذا كانت هذه الاتصالات ستشمل طالبان وغيرها من المجموعات المتمردة، فرد «نعم، هذا يشمل كل الضالعين في وضع النزاع هذا». ولجأ عناصر من طالبان طردوا من افغانستان ومقاتلون مرتبطون بتنظيم «القاعدة» الى المناطق القبلية الباكستانية المحاذية لافغانستان وتتهمهم واشنطن وكابل بالانطلاق منها لشن هجمات داخل الاراضي الافغانية. ويأتي اللقاء الذي شارك فيه 50 مسؤولا وزعيم قبيلة من جانبي الحدود لمتابعة لمجلس السلام (جيرغا السلام) الذي عقد في كابول في اغسطس (اب) 2007. وتصاعد العنف على جانبي الحدود الوعرة خلال الاشهر الاخيرة حيث حثت واشنطن وكابل اسلام اباد على القضاء على «الملاجئ الامنة» للمسلحين في منطقة القبائل الباكستانية التي تشن منها هجمات في افغانستان. وصعدت الولايات المتحدة هجماتها الصاروخية التي تستهدف المسلحين في باكستان خلال الشهرين الماضيين ما ادى الى مقتل العشرات وتوتر الوضع على الحدود. ورغم المعارضة الاميركية والافغانية لاتفاقات السلام التي توصلت اليها باكستان مع المسلحين في العامين 2005 و2006، إلا ان فكرة اشراك طالبان في المحادثات ازدادت قوة هذا العام. وصرح وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الاسبوع الماضي ان السعودية ترعى محادثات بين حكومة الرئيس الافغاني حميد كرزاي ومسلحي طالبان. وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» امس ان الولايات المتحدة تفكر كذلك في المشاركة في المحادثات مع عناصر من طالبان في تغيير كبير في تكتيكاتها في افغانستان. وقال غاني، حاكم الولاية الحدودية الشمالية الغربية في باكستان، إن عملية اجراء اتصالات مع المسلحين «جارية حاليا الى حد ما. نحتاج الان الى تسريع هذه العملية» واضاف «سنجلس، وسنتحدث معهم، وسوف يستمعون الينا وسنتوصل الى حل ما. دون الحوار لا يمكن ان نتوصل الى اية نتيجة». وقال عبد الله عبد الله ان مجلس اللويا جيرغا المصغر نصح الحكومتين «بحرمان الارهابيين والعناصر المسلحة الذين يهددوننا جميعا في البلدين، من المخابئ». واضاف «وفي الوقت ذاته كانت احدى التوصيات الجديدة لمجلس الجيرغا هي التسريع في عملية السلام والمصالحة». وجاء في الاعلان المشترك ان «هناك حاجة ملحة وضرورية للحوار والمفاوضات مع جماعات المعارضة في البلدين بهدف إيجاد تسوية سلمية للنزاع المستمر، والحفاظ على سيادة دستورَي البلدين». ومن المقرر ان يعقد الاجتماع التالي في كابل بعد شهرين او ثلاثة اشهر، حسب المسؤولين. وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» انه تم تلخيص النهج الجديد في مسودة توصية في تقييم سري للبيت الابيض للاستراتيجية الاميركية في افغانستان. وستقود الحكومة الافغانية المحادثات «ولكن بمشاركة نشطة من الولايات المتحدة» حسب موقع الصحيفة. لكن طالبان سارعت الى رفض دعوة الحوار، وقال متحدث باسمها «إنها بلا قيمة». وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان بالهاتف عبر الاقمار الصناعية من مكان لم يكشف عنه «المؤتمر لا سلطة له ولا احترام» وأضاف «لن نجري أي حوار ما دامت هناك قوات أجنبية يقودها الاميركيون في بلادنا».