باريس محرجة وتعتبر الحادث خطيرا وتخشى تعطل انفتاحها على سورية

القاهرة تعتبر العملية خرقا جسيما لسيادة سورية

TT

بينما أدان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي العملية العسكرية الأميركية على منطقة بوكمال الحدودية السورية واعتبرتها مصر «خرقا جسيما لسيادة سورية على أراضيها»، وجدت باريس نفسها في موقف حرج بعض الشيء بين صداقتها للولايات المتحدة وعلاقتها الجديدة مع سورية. وهذا ما ظهر من خلال ردة فعل باريس على العملية العسكرية التي نفذتها قوة محمولة أميركية يوم الأحد داخل الأراضي السورية. وفي ردود فعلها التي صدرت عن الخارجية ورئاسة الجمهورية، ركزت باريس على ثلاث نقاط: الأول، الإعراب عن «لقلق» لهذا التطور و«الأسف» لسقوط مدنيين «خصوصا الأطفال» فيما بينهم. والعنصر الثاني يكمن في «المطالبة بإلقاء كامل الضوء» على الحادث وأخيرا الإعراب عن «التمسك بسلامة الأراضي» السورية مذكرة في الوقت عينه أنها «تتمسك بسلامة أراضي كل الدول» بما فيها سورية.

ولم تذهب باريس، صراحة، للحديث عن السيادة السورية ولا عن اعتبار أن العملية الأميركية تشكل انتهاكا لها. وأمس، قال الناطق باسم الخارجية الفرنسية، ردا على سؤال، إنه «إذا أردتم زيادة كلمة سيادة، فلا مانع». إلا أن مصادر نيابية فرنسية على علاقة بالتطور السوري ـ اللبناني ـ الفرنسي اعتبرت أن حادثة الأحد «خطيرة للغاية» ومن شأنها أن «تزيد من هشاشة الاستقرار» في المنطقة.

وتقول المصادر السياسية الفرنسية إن العملية الأخيرة «تضع باريس في موقف صعب».وإذا كانت المصادر الفرنسية «لا ترى علاقة مباشرة» بين العملية الأميركية والتقارب مع دمشق، إلا أنها تعتبر أن هذا التقارب «يمكن أن يعطل» إذا تدهور الوضع و«تكررت» هذه العمليات.

وفي القاهرة أعرب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكي عن قلق مصر إزاء العملية العسكرية الأميركية داخل الأراضي السورية وتداعياتها المحتملة، وقال في بيان رسمي «إن مصر تعتبر تلك العملية خرقا جسيما لسيادة سورية على أراضيها»، معربا عن الأسف لوقوع ضحايا مدنيين من جراء تلك العملية.. وقدم التعازي لسورية وأسر الضحايا»، وأضاف المتحدث «أن مصر تهيب بجميع الأطراف بضرورة الامتناع عن أية أعمال أو إجراءات أو تحركات من شأنها زعزعة الاستقرار فى الإقليم أو أي من دوله والالتزام بمبادئ حسن الجوار خاصة فى ظل الظروف المتوترة التي تشهدها المنطقة». من جانبه أدان بشدة محمد جاسم الصقر رئيس البرلمان العربي القصف والتوغل الأميركي لأهداف مدنية في بلدة البوكمال السورية الواقعة على الحدود السورية العراقية وما أسفر عنه القصف من سقوط عدد من الشهداء والجرحى المدنيين الأبرياء. وقال بيان للخارجية الإماراتية إن «دولة الإمارات تؤكد قلقها البالغ من تداعيات هذا العمل على السلام الإقليمي باعتباره يمثل انتهاكا للشرعية الدولية والسيادة الوطنية للجمهورية العربية السورية الشقيقة».