وزير الدفاع البلجيكي يقترح على البرلمان إنهاء مشاركة بلاده في «اليونفيل» بلبنان

تذرع بضرورة خفض النفقات المالية

TT

تعالت الاصوات أمس داخل البرلمان البلجيكي احتجاجا على دعوة وزير الدفاع، بيتر ديكريم، إنهاء مهمة القوات البلجيكية المشاركة في قوات حفظ السلام الدولية(يونفيل) في لبنان اعتبارا من ابريل (نيسان) المقبل وبالمقابل تمديد مهمة مشاركة طائرات «اف 16» المقاتلة، التابعة لسلاح الجو البلجيكي في مهمتها في افغانستان، لغاية أغسطس (آب) 2009 بدلا من فبراير (شباط)، وهي مهمة تشارك فيها اربع طائرات ونحو مائة جندي ومركز عملياتها جنوب افغانستان. جاء اقتراح الوزير في مذكرة قدمها للحكومة، حول برنامج المشاركة البلجيكية في مهمات خارج البلاد، ومنها ما يتعلق ايضا بالمشاركة في المهمة الاوروبية، او قوات «اليوريفور» في تشاد وافريقيا الوسطى .

وتتركز المهمة البلجيكية في لبنان بشكل خاص على الكشف عن الالغام التي زرعتها القوات الاسرائيلية في الجنوب إبان حرب صيف العام 2006، وقد تسببت في مقتل أربعة جنود بلجيكيين حتى الان، ثلاثة منهم قتلوا في مارس (آذار) الماضي، والرابع في سبتمبر (أيلول) الماضي اثر انفجار قنبلة عنقودية.

وحسب الاعلام البلجيكي تريد الحكومة استبدال مشاركتها العسكرية في جنوب لبنان، من خلال القوة الاوروبية المشاركة في اليونفيل، بتكثيف المشاركة البلجيكية في مستشفى تبنين الذي يقدم خدمات للجيش اللبناني، وربما يتضمن الأمر ايضا ترك فرقاطة عسكرية بلجيكية، للمشاركة في اطار القوة البحرية الاوروبية قبالة السواحل اللبنانية، وخاصة ان بلجيكا قررت عدم المشاركة في مراقبة السواحل الصومالية.

وقد طالب عضو البرلمان عن الحزب الاشتراكي الفلامنكي، ديرك فانديرمالين، من الحكومة عدم التجاوب مع اقتراح وزير الدفاع ، واقناعه بالتخلي عنها، وقال ان سياسات الوزير تتعارض مع ضرورة التوفيق بين مشاركة بليجكا في مهمات اممية، او اطلسية، او اوروبية .

وبدوره وجه النائب عن الحزب الاشتراكي الوالوني، أندريه فلاهو، (وزير الدفاع السابق) انتقادات لوزير الدفاع الحالي لنفس السبب، ووصف فلاهو بـ«الحجة الواهية» التذرع بضرورة توفير الأموال العامة، وضبط النفقات لسحب القوات البلجيكية العاملة في لبنان في أطارالـ«يونيفيل» وأشار فلاهو إلى أن معالجة الأزمة المالية العالمية حالياً، والتي تطال بلجيكا، لا تكون عبر سحب القوات العاملة في «يونيفيل»، والتي يبلغ عددها 375 رجلا فقط، كون «هذه القوات تمولها الأمم المتحدة وليس الدولة البلجيكية» على حد قوله. كما وجه فلاهو انتقاداً لوزير الدفاع الذي يرغب بتعزيز تعاون بلاده العسكري مع حلف شمال الأطلسي، على حساب مهام أخرى.

ورأى فلاهو أن سياسة وضع الثقل العسكري لبلد مثل بلجيكا، في إطار منظمة دولية واحدة مثل ناتو، على حساب منظمات أخرى، ليس بالسياسة السليمة. وقال «يجب المحافظة على التوازن في وجودنا سواء تحت راية الناتو أو تحت راية الأمم المتحدة». ويذكر أن بلجيكا تشارك بمهام عسكرية في حوالي عشرين دولة.