تقارير عن تحذير أميركي للعراق من انهياره في حال عدم توقيع الاتفاقية الأمنية

التهديدات تتضمن قطع مساعدات إعادة الإعمار والتوقف عن تدريب القوات وحماية الأجواء والحدود

TT

كشف أمس عن تحذير صارم ورد ان المسؤولين الأميركيين قدموه للحكومة العراقية من تبعات عدم إبرام الاتفاقية الأمنية، تضمن عقوبات من بينها قطع مساعدات إعادة الاعمار والتوقف عن تدريب قوات الأمن العراقية وحماية الحدود والأجواء العراقية.

وحسب صحيفة «ماكلاتشي» الاميركية، فان التحذير قدمه الجنرال ريموند اوديرنو، قائد القوات الاميركية في العراق ويتضمن لائحة بالخدمات التي ستتوقف الولايات المتحدة عن تقديمها وان الجنرال الأميركي حذر من ان العراق سينهار في حال عدم التوقيع على الاتفاقية.

وحسب نفس المصدر، فان من بين هذه التحذيرات ان العراق سيخسر 6.3 مليار دولار من المساعدات الاميركية للإعمار ولقوات الامن وللنشاطات الاقتصادية، فضلا عن 10 مليارات دولار في السنة تتعلق بمشتريات عسكرية. وحسب الصحيفة، وكما افادت به وكالة «اصوات العراق» يعدّ مسؤولون عراقيون، هذا الامر بأنه «تهديد خطر» ويشعرون بالقلق من ان سد الطريق على اتفاقية وضع القوات الاميركية القانوني في العراق من الممكن ان يؤدي الى ازمة في العراق. فمن دون ابرام الاتفاقية او تجديد تفويض الامم المتحدة، سيصبح الوجود الاميركي احتلالا غير شرعي بموجب القانون الدولي.

وقال المتحدث باسم الجنرال اوديرنو، اللفتنانت كولونيل جيمس هيوتون ان القائمة «تعطي معلومات كجزء من التزاماتنا الاعتيادية مع الكثير(من المؤسسات) في حكومة العراق».

وطبقا لوثيقة التحذير، الذي جاء في ثلاث صفحات، فإن «لم يتم التوصل الى تفويض اممي جديد او اتفاقية في الاول من يناير (كانون الثاني) فان الولايات المتحدة ستتوقف عن تبادل المعلومات الاستخبارية مع الحكومة العراقية وستوقف توفير السيطرة على الحركة الجوية والدفاع الجوي وفرق التدريب او المستشارين في الوزارات. كما انه لن يكون هناك مجال للتصرف بالعراقيين الذين تحتجزهم الولايات المتحدة»، من دون ابرام اتفاقية امنية.

وتضيف رسالة اوديرنو التحذيرية ان القوات الاميركية ستوقف تدريب قوات الأمن العراقية وقوات العراق الجوية والبحرية غير العاملة تقريبا، وتسيير الدوريات على حدوده وحماية الممرات المائية. كما سيوقف الجيش الاميركي توظيف حوالي 200 ألف عراقي وتجديد 8.500 عربة همفي كان قد اعطاها الى قوات الأمن العراقية.

يذكر ان كل الوحدات العراقية تقريبا تعمل بالترادف مع القوات الاميركية البالغة حوالي 151 ألف عسكري، وتتولى فرق تدريب اميركية تدريب قوات الامن العراقية في المستوى الوطني. وكان مسؤولون اميركيون قد قالوا في الاسبوع الماضي ان من دون ابرام اتفاقية ستعود القوات الاميركية الى قواعدها وتبدأ بالانسحاب من العراق، ومن المحتمل جدا ان ينهار العراق من دون قوات التحالف، حسب قول الصحيفة.

وتضيف الصحيفة ان الجيش الاميركي يسيطر على المخابرات العراقية والمجال الجوي العراقي، وكثيرا ما يستخدم مسؤولون عراقيون طيران الجيش الاميركي للتنقل بأمان. والحكومة العراقية غير قادرة على مراقبة مجالها الجوي عبر البلاد، بل حتى الطيران التجاري عبر العراق سيتوقف تماما وتنتهي الرحلات الجوية من البلاد واليها.

وتكشف الصحيفة أن الحكومة العراقية تدرس حاليا خطط طوارئ، فرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يريد تمديد تفويض مجلس الامن، لكن مع إجراء تغيرات في القرار تسمح للعراق بملاحقة المتعاقدين الخاصين في العراق. وستستخدم الولايات المتحدة حق النقض بوجه أي تغيرات في التفويض، الذي يوفر الآن الحصانة للقوات الاميركية والمتعاقدين معها من القضاء العراقي.

الى ذلك، نفى مسؤول حكومي عراقي ان تكون الادارة الاميركية قد بعثت برسائل تهديد الى الحكومة العراقية. وأضاف المسؤول الحكومي قائلا لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد، امس «لقد عرفنا ان هناك رسالة من الرئيس الاميركي جورج بوش الى رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي تفيد بأن الادارة الاميركية مستعدة للتوقيع على الاتفاقية بعد إجراء التعديلات باستثناء الحصانة على الجنود الاميركيين، إذ لا يمكن ان تلغيها اميركا حفاظا على قواتهم». في حين كشف مسؤول حكومي عراقي مقرب من رئيس الحكومة نوري المالكي، أن الاخير تلقى رسالة من الرئيس جورج بوش يبلغه فيها استعداد الادارة الاميركية للموافقة على التعديلات باستثناء ما يتعلق بحصانة أفراد القوات الأميركية في العراق.