إيران تفتتح قاعدة بحرية على هرمز لتكون «خط دفاع».. وواشنطن ترد: لن تغير شيئا

العطية في طهران: قدرنا أننا جيران * متقي يلمح إلى مرحلة جديدة قد تشهد تنسيقا أمنيا مع الخليج

TT

قالت إيران إنها افتتحت قاعدة بحرية جديدة في خليج عمان على الجانب الشرقي من مضيق هرمز، موضحة أن القاعدة تقع عند ميناء منطقة «جسك»، التي هي بمثابة عنق مضيق هرمز. غير أن مسؤولة بالأسطول الخامس الاميركي في الخليج، قللت في تصريحات لـ «الشرق الأوسط» من تأثير الخطوة الإيرانية، موضحة أنها لن تغير من طبيعة العمليات الاميركية في المنطقة. ويأتي ذلك، فيما قال وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي وعبد الرحمن العطية الامين العام لمجلس التعاون الخليجي: إن إيران ودول الخليج العربية تناقش تعزيز التعاون من خلال التجارة الحرة وروابط اقتصادية اخرى. وفيما قال متقي إن «مرحلة جديدة من التعاون» قد تؤدي الى مزيد من التنسيق الأمني، أوضح العطية، وفقا لما نقلت رويترز أمس، أنه من الضروري تعزيز التعاون بين إيران القوة الاقليمية وبين الدول العربية الخليجية. وأضاف «قدرنا في هذه المنطقة أننا جيران وبحكم الجيرة لا بد أن يكون هناك تفاهم على كل الامور. فيجب أن نزيل كل ما يعيق ويعكر». وحول القاعدة البحرية الإيرانية على خليج عمان، قال راديو ايران الرسمي أمس نقلا عن القائد بالبحرية الإيرانية الادميرال حبيب الله سياري: إن افتتاح القاعدة البحرية هدفه «خلق خط دفاعي جديد». وقال سياري في التصريحات التي نقلتها وكالة أنباء اسوشييتدبرس: إن القاعدة البحرية التي تصل خليج عمان بمضيق هرمز تمكن إيران، إذا اقتضت الضرورة، من «منع دخول أي عدو للخليج الفارسي». وحاولت «الشرق الأوسط» الحصول على رد من الخارجية الإيرانية حول توقيت الاعلان عن افتتاح القاعدة وما إذا كانت تشاورت مع دول الجوار بخصوصها، بدون نجاح. من ناحيتها قالت المتحدثة باسم الاسطول الخامس الأميركي لـ «الشرق الأوسط»: إن هناك قاعدة بحرية إيرانية موجودة في ميناء «جسك» على خليج عمان، موضحة ان ما فعلته إيران هو أنها أقامت مقرا رئيسيا لادارة عملياتها البحرية في القاعدة. وشددت على أن الخطوة الإيرانية لن تغير من طبيعة العمليات الأميركية في الخليج، موضحة أن طهران لم تبلغ الجانب الاميركي بإقامة مقر لادارة العمليات البحرية في «جسك»، وان واشنطن علمت من خلال تقارير اخبارية. ويأتي ذلك، فيما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) عن الامين العام لدول مجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية قوله أمس في طهران: ان مجلس التعاون الخليجي ينظر في مقترحات تعزيز العلاقات بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي والتي قدمها الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد خلال مشاركته في قمة مجلس التعاون العام الماضي في الدوحة. ووفقا لوكالة إرنا، فقد أكد: «الامين العام لمجلس تعاون بلدان الخليج الفارسي عبد الرحمن العطية أن المقترحات التي قدمها الرئيس محمود احمدي نجاد في قمة مجلس التعاون لبلدان الخليج الفارسي الاخيرة في الدوحة وضعت قيد الدراسة». وتابعت «أشار الامين العام لمجلس التعاون الى دور الجمهورية الاسلامية الايرانية في المنطقة والذي لا ينكر، وقال إن إيران بمثابة الاساس لعلاقات حسن الجوار بين اعضاء مجلس التعاون لبلدان الخليج الفارسي». واعتبر العطية، بحسب ما نقلت إرنا، أن تكنولوجيا إيران النووية «سلمية بحتة.. ونحن ندافع دوما عن حق ايران المشروع ونقول بان امتلاك الطاقة النووية حق لكافة الشعوب». وتابع: «المثير للدهشة هو أن العالم لم يبد اي رد فعل بالنسبة لامتلاك اسرائيل لأسلحة الدمار الشامل والاسلحة الذرية. ونعتقد بأن التعامل مع هذه القضية هو تعامل مزدوج. ويجب نزع اسلحة الدمار الشامل من الكيان الصهيوني». وحول المقترحات التي قدمها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لقمة مجلس التعاون الخليجي الأخيرة في ديسمبر (كانون الاول) 2007 في قطر، قال العطية: «اللجان المتخصصة في مجلس التعاون عقدت اجتماعات لدراسة هذا الاقتراح ونأمل تحقيق نتائج ايجابية في هذا المجال». وأشار العطية وفقا لوكالة إرنا، أن مشاركة أحمدي نجاد في «قمة مجلس التعاون لبلدان الخليج الفارسي خلفت تأثيرات، وحملت اشارات ايجابية كثيرة مما يلزم تعزيز هذا المسار». من ناحيته، أكد متقي على الدور الفاعل لايران في تسوية مشاكل المنطقة. وقال «كان لإيران دوما دور فاعل في تسهيل العلاقات الاقليمية وتسوية الازمات التي تواجه المنطقة». وأبدى متقي ترحيبه لبدء المفاوضات التجارية للمناطق الحرة بين ايران ومجلس التعاون، موضحا: أن المنطقة تحظى بظروف طيبة لتعزيز التعاون الجماعي على المستوى الاقليمي على مختلف الاصعدة». كما لفت متقى الى السياسات التي تتبعها اميركا في المنطقة، موضحا: «القوى الاجنبية تعاني من ظروف صعبة وينبغي أن تسلم الامور في المنطقة لبلدانها عاجلا أم آجلا». ورد متقي على سؤال عن الضغوط الغربية لبلاده بخصوص برنامجها النووي بالقول: ان طهران التي تؤكد ان البرنامج لا يهدف الى لتوليد الطاقة للاغراض السلمية تؤيد عالما خاليا من الاسلحة النووية. وقال، في اشارة الى اسرائيل التي يعتقد على نطاق واسع انها تملك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط: «نعتقد أن الاسلحة النووية يجب أن تزال من كل أنحاء العالم وينبغي نزع السلاح في كل أنحاء العالم، خاصة في هذه المنطقة». وقد بثت شبكة «برس تي في» التلفزيونية الايرانية الرسمية المؤتمر الصحافي بين متقي والعطية. على صعيد آخر، قال وزير الدفاع الإيراني الجنرال مصطفى نجار، إن القوات الإيرانية «سترد بطريقة ساحقة على تهديدات أي من اعدائها». واوضح الجنرال نجار، لدى افتتاح مؤتمر «تطوير الانظمة الاستخباراتية» في طهران امس، أن أمن واستقلال إيران يعتمد على الاكتفاء الذاتي في مجالات العلوم والتكنولوجيا. وتابع وزير الدفاع الإيراني في تصريحاته التي نقلتها «ارنا»: ان القوات المسلحة الإيرانية «جاهزة في الارض والبحر والجو، بالاضافة الى الصواريخ والاتصالات». وتابع: «نحن جاهزون للتعامل بجدية مع تهديدات اعدائنا في جميع المجالات، وبالذات في الحرب الإلكترونية»، في اشارة الى سلاح الاشارة او الاتصالات الإيراني، موضحا أن المعرفة التكنولوجية والعلمية تسير جنبا الى جنب مع القوة السياسية والاقتصادية.