مبارك بعد مباحثاته مع ساركوزي: لن نتخلى عن لبنان.. ونريد دورا أكبر لأوروبا في القضايا الإقليمية

أبو الغيط لـ«الشرق الأوسط»: العملية الأميركية في سورية مفاجأة للجميع ولا نريد تكرارها تحاشيا لاشتعال الوضع

TT

تركزت محادثات القمة الفرنسية ـ المصرية، التي حصلت أمس في قصر الإليزيه على طاولة غداء، على مجموعة من الملفات راوحت ما بين الوضع في الشرق الأوسط وسط الفراغ السياسي والدبلوماسي بسبب الإنتخابات الأميركية والإسرائيلية ومسار الاتحاد المتوسطي استباقا لاجتماع وزراء خارجية الاتحاد الذي سيعقد في مدينة مرسيليا يومي 3 و 4 نوفمبر(تشرين الثاني) إضافة الى الأزمة المالية والاقتصادية العالمية وطرق معالجتها، وصولا الى أزمة دارفور والجهود المبذولة لإيجاد مخرج لها وتفادي التوتر الملازم لمطالبة مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف الرئيس عمر البشير ومحاكمته أمام المحكمة المذكورة بتهمة ارتكاب جرائم حرب. ولم يدخل الرئيس المصري في كلام للصحافة عقب القمة في تفاصيل المباحثات التي شارك فيها من الجانب المصري وزراء الخارجية والاقتصاد والمال والإعلام ورئيس المخابرات مكتفيا بالإشارة الى العناوين العامة. كذلك فعلت مصادر الإليزيه التي لفتت النظر الى أن ساركوزي ومبارك بحثا الاستحقاقات القادمة لمعالجة الأزمة المالية. غير أن هذه الأخيرة اشارت الى نقطتين اضافيتين: الأولى أن الرئيسين مبارك وساركوزي تناولا استحقاقت الاتحاد من أجل المتوسط و«طريقة إنجاح» اجتماع مرسيليا ما يعكس مخاوف من فشل المجتمعين في تسوية القضايا العالقة ومنها وضعية الجامعة العربية وموضوع مقر الأمانة العامة وجنسية الأمين العام ونائبه، فضلا عن تسوية رئاسة الاتحاد من الجانب الأوروبي. والنقطة الثانية، تتمثل في أن باريس ألقت مسؤولية حسم توجيه دعوة مصر الى القمة الاقتصادية المالية المسماة قمة العشرين في واشنطن في 15 الشهر القادم على الجانب الأميركي. وبموازاة ذلك، قالت مصادر الإليزيه إن دعوة مصر الى قمة الـ14 (الدول الصناعية الثمانية زائد الصين والهند والبرازيل والمكسيك وجنوب أفريقيا) في جزيرة سردينيا في موعد لم يحدد بعد «ما زالت قيد الدرس». وعلمت «الشرق الأوسط» أن إيطاليا تريد مشاركة مصر وأن الرئيس ساركوزي يريد مشاركة بلد عربي. غير أن المناقشات مازالت دائرة مع الجهات المعنية في مجموعة الثمانية.

وفي كلامه الى الصحافة، شدد الرئيس مبارك على أهمية أن يلعب الاتحاد الأوروبي «دورا قويا في القضايا الإقليمية» ولا يكتفي بلعب دور الممول للسلطة الفلسطينية.

وفي رده عن الاتصالات التي تقوم بها مصر مع الأطراف اللبنانية، استعاد الرئيس المصري شعار الرئيس الراحل السادات عندما أطلق دعوته الشهيرة: «ارفعوا أيديكم عن لبنان». وأكد مبارك أن مصر «لاتزال في لبنان ولن تتخلى عن مساندته»، مذكرا بأنه سيستقبل الرئيس ميشال سليمان في القاهرة في 7 نوفمبر (تشرين الثاني). وعاد مبارك الى زيارة سليمان الى القاهرة عندما كان قائدا للجيش قائلا: «انقلبت الدنيا وقالوا إن مصر ترشحه للرئاسة ونحن لم نرشح أحدا وكان يزور مصر للبحث في التعاون العسكري». وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» إن الجهود التي تبذلها مصر مع المسؤولين والسياسيين اللبنانيين تهدف لـ«تعزيز الاستقرار في لبنان وصولا الى الانتخابات النيابية (في الربيع القادم) وما بعدها». وبحسب الوزير المصري فإن المساعي المصرية وجهودها تستهدف «الإطمئنان لاستمرار الهدوء في لبنان في المرحلة التي تعقب الانتخابات» بحيث «عندما تعرف نتائجها، نكون متأكدين من وجود اتفاق بين الأطراف اللبنانية حول استمرار إدارة الشؤون اللبنانية بالتفاهم بينهم». من جهة أخرى، اعتبر الوزير المصري ان العملية الأميركية داخل الأراضي السورية الأحد الماضي «كانت مفاجأة للجميع ويجب ألا تتكرر لأن تكرارها سيؤدي الى اشتعال الموقف وإضافة عامل جديد من عوامل هز الاستقرار في إقليم الشرق الأوسط».