وصول سفينة «الأمل» إلى غزة وعلى متنها عشرات المتضامنين

حماس والجهاد تطالبان مصر والجامعة العربية برفع الحصار

رجال شرطة فلسطينيون يبحثون في احدى مغاور بلدة السموع في الخليل عن سلاح غير شرعي امس (رويترز)
TT

بعد تأخير استمر اثنتي عشرة ساعة، ووسط أجواء عاصفة وماطرة، وفي ظل استقبال جماهيري كبير، رست على شواطئ غزة صباح امس سفينة كسر الحصار «الامل» التي نظمت رحلتها حركة «غزة الحرة». ووصلت السفينة وهي الثانية في غضون شهرين وعلى متنها 27 من المتضامنين الأجانب والفلسطينيين، الذين أمضوا الليلة قبل الماضية في عرض البحر، بعد أن حال سلاح البحرية الإسرائيلية دون دخول السفينة المياه الإقليمية الفلسطينية. ووصلت السفينة وعلى متنها الناشطة الآيرلندية ماريد ماغواير الحاصلة على جائزة نوبل عام 1976، وعدد من الأطباء الأجانب وناشط سلام إسرائيلي والنائب في المجلس التشريعي الفلسطيني مصطفى البرغوثي. ولم تمنع الأمطار الغزيرة التي شهدتها مدينة غزة، المئات من الفلسطينيين عن استقبال السفينة على شاطئ البحر، حيث شاركت فرق الكشافة والخيالة.

ولدى نزولها من السفينة قالت ماغواير إنها وزملاءها جاءوا لغزة لمطالبة المجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة بالتدخل السريع لوقف معاناة الشعب الفلسطيني، ورفع الحصار عن قطاع غزة. وشددت على وجوب تقديم الدعم العاجل لسكان القطاع وتوفير الدعم اللازم لهم، معتبرة أن «صمت العالم عما يتعرض له الفلسطينيون في غزة غير مبرر وغير مقبول وغير مسؤول». أما الطبيب الإسكوتلندي جوك ماكدونالدي فقد اكد أن لديه اهتماما خاصا للوقوف على ما يتعرض له الفلسطينيون في القطاع، مشيرا الى أنه تأثر كثيراً مما كانت شاشات التلفزة توثقه من أحداث في غزة. وقال النائب البرغوثي إنه يدخل غزة بعدما منعته إسرائيل على مدى عامين من دخول القطاع، مشيراً الى أن التسلح بالإرادة كان وراء نجاح المتضامنين مع غزة في دخولها، منوهاً الى أن سفينة «الأمل» غير مجهزة لرحلات طويلة، ومع ذلك فقد أصر المتضامنون على ركوبها للتعبير عن عزمهم على كسر الحصار «الظالم». واعتبر البرغوثي أن مشاركة فلسطينيين من الضفة الغربية وفلسطينيي 48 في الرحلة يدلل على وحدة الشعب الفلسطيني، معتبراً ان «وصول السفينة أكبر رسالة لدعم وحدة الشعب الفلسطيني». وأكد البرغوثي أن وصول السفينة يؤرخ لبداية انهيار الحصار المفروض على القطاع، داعياً إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني وتقوية المقاومة الشعبية في وجه الاحتلال. وأشاد جمال الخضري، رئيس اللجنة الشعبية لفك الحصار، بالمتضامنين الأجانب، معربا عن امله في أن يمثل قدوم السفينة الثانية «بادرة لكسر الحصار عن غزة وفتح خط ملاحة بحري عوضاً عن المعابر البرية المغلقة».

وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قد اعلنت انها ستمنع سفينة «الأمل» من الوصول الى شواطئ غزة، وبالفعل فقد حال الجيش الاسرائيلي دون دخول السفينة المياه الإقليمية، لكن اسرائيل عادت وعدلت عن قرارها وسمحت بدخولها. من ناحيتها اعتبرت حركة حماس أن وصول السفينة يدلل على أنه لا يوجد هناك مستحيل أمام العزيمة والإرادة. وفي تصريح صحافي صادر عنه، قال فوزي برهوم الناطق الرسمي بإسم الحركة إنه «بالإمكان إنهاء حصار غزة لو توفرت الإرادة العربية الرسمية والفعلية لإنهائه، ولم يعد مبرراً حتى هذه اللحظة إبقاء هذا الحصار بدون اتخاذ قرار عربي رسمي وفعلي يتجاوب ويتوازى مع معاناة أهلنا في غزة، وتحديداً بعد وصول هؤلاء المتضامنين». واعتبر ان كسر الحصار يمثل واجبا إنسانيا واخلاقيا وقوميا. وطالب برهوم مصر بفتح معبر معبر رفح، وإنهاء معاناة وحصار غزة؛ معتبراً أن استمرار مصر في منع المتضامنين المصريين والعرب والأوروبيين من الوصول إلى غزة عبر أراضيها «لا يعبر عن أي استجابة لمعاناة مليون ونصف مليون فلسطيني محاصرون فيها».

أما حركة الجهاد الإسلامي فقالت إن وصول سفينة كسر الحصار «يضع الجميع أمام مسؤولياته، ويبدد كل ذرائع الاستمرار في إغلاق المعابر وارتهان أكثر من مليون ونصف فلسطيني في سجن غزة الكبير تحت مبررات ثانوية آن الأوان لتجاوزها». وفي بيان صادر عنها أكدت الجهاد أن هذه الخطوة تدلل على إمكانية «كسر الحصار الظالم المفروض على شعبنا إذا ما توفرت الإرادة الحقيقية لذلك». وطالبت جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي «بالوقوف أمام مسؤولياتها في رفع الحصار الظالم على شعبنا لأن استمرار الصمت لم يعد له ما يبرره سوى حالة العجز التي أصابت النظام الرسمي وجعلته يتقاعس عن نصرة المحاصرين في فلسطين».