أوباما يشتري 30 دقيقة في محطات التلفزة في ساعة الذروة وماكين يحذر من قدرة منافسه على مواجهة تحديات الأمن

خمسة أيام على التصويت.. والاقتراع المبكر يصل إلى رقم قياسي

TT

أطلق المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الاميركية باراك اوباما أكبر حملة إعلانية تلفزيونية في تاريخ الحملات الانتخابية في الولايات المتحدة، وذلك قبل خمسة أيام من موعد الاقتراع، في وقت افاد فيه إستطلاع أجراه معهد «بيو» للأبحاث، وهو ذو مصداقية عالية، بان 61 بالمائة من الناخبين يعتقدون الآن ان اوباما سيصبح الرئيس الاميركي الرابع والاربعين، في حين قال 17 بالمائة ان الرئيس الاميركي المقبل سيكون منافسه جون ماكين. وتحدث أوباما أمس في معظم الشبكات التلفزيونية الاميركية في ساعات ذروة المشاهدة، عن برنامجه الانتخابي وحث الناخبين للتصويت له، وقال إنه برنامج «من أجل تغيير اميركا والعالم»، كما اجرى حوارات مع عدة شبكات تلفزيونية، وتعمد ان يظهر مع الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون في فلوريدا ولاول مرة في توقيت مناسب حيث هيمن الخبر على اخبار المساء، وبث ضمن الحملة الاعلانية لقطة من تجمع فلوريدا. وهذه هي المرة الاولى التي يشتري فيها مرشح للرئاسة الاميركية مساحة زمنية في اكبر عدد من الشبكات في وقت واحد ليتحدث عن برنامجه والترويج لصورته بين المشاهدين. ومن بين اللقطات التي بثت عملية مونتاج لأشخاص يتحدثون عن مشاكلهم في حين يتحدث اليهم اوباما عن الحلول التي يقترحها. واشترت حملة اوباما المدة الزمنية في شبكات «سي بي إس» و«إن بي سي» و«فوكس» بحوالي مليون دولار، في حين كان السعر اقل في شبكات «يونيفيشن» و«تي في ون». وفي موضوع طريف يتعلق بحملة اوباما الاعلانية قالت زوجته ميشيل في لقاء إذاعي، ان ابنتها «ماليا» التي تبلغ من العمر عشر سنوات، انزعجت حين قيل لها إن والدها اشترى فترات إعلانية في معظم التلفزيونات وفي ساعات الذروة، مشيرة الى انها سألت والدتها قائلة: «هل ستكون الاعلانات في جميع التلفزيونات، هل يعني أننا لن أشاهد برامجي المفضلة؟». وقالت إن والدها أكد لها بانه لن يشتري فترة إعلانية في قناتها المفضلة «ديزني تشانل».

ولم تستطع حملة ماكين، التي يفترض ان تنفق حوالي 47 مليون دولار خلال نصف شهر اكتوبر (تشرين اول) الحالي، مجاراة الانفاق الذي تقوم به حملة اوباما. وعلى الرغم من أن حملة ماكين اشترت مساحات إعلانية لتبث في الايام الاخيرة من ايام الحملة لكنها محدودة مقارنة مع حملة اوباما الاعلانية، وهي تركز على التلفزيونات المحلية في الولايات. وهي تركز على السخرية والاستهزاء من اوباما بكلمات قالها ماكين نفسه أو المرشحة معه لمنصب نائب الرئيس سارة بالين.

وبشأن الولايات المتأرجحة أفاد استطلاع اجرته «اسوشييتد بريس» مع معهد «جي إف كي»، ان اوباما يتقدم في ولايات كولورادو وفلوريدا ونيفادا ونيوهامشير وشمال كارولاينا واوهايو وبنسلفانيا وفرجينيا. وطبقاً للاستطلاع يتقدم اوباما في اوهايو بسبع نقاط وفي نيفادا بحوالي 12 نقطة وفي كولورادو بتسع نقاط وفي فرجينيا بسبع نقاط. وأفاد الاستطلاع نفسه ان ولاية نيومكسيكو وايوا ومونتانا وهي ولايات «حمراء» ربما ستصوت مع الديمقراطيين لاول مرة. وأفاد آخر التكهنات بان اوباما يتقدم الآن في اربع ولايات كان قد فاز بها الرئيس الحالي جورج بوش عام 2004، في حين يشتد التنافس مع ماكين في ولايتين أخريين من الولايات التي تعتبر «حمراء»، اي موالية للجمهوريين.

ونسب الى جو غايلورد، وهو مستشار في الحزب الجمهوري من ولاية فرجينيا قوله: «لو كنا نعتقد بوجود معجزات، يمكن ان نعتقد بفوز ماكين». وفي السياق نفسه قال توم راث وهو مستشار جمهوري في ولاية نيوهامشير: «اعتقد ان الامر حسم لكن ليس لصالحنا مع بقاء بصيص امل». بيد ان مستشاري ماكين يقولون إنه طبقاً لاستطلاعاتهم الداخلية فإن الفوز ما يزال في متناولهم. واشار الاستفتاء نفسه الى ان آمال ماكين تكمن في وجود عدد كبير من الناخبين ربما يغيرون مواقفهم في آخر لحظة بسبب موضوع العرق، خاصة في فلوريدا وبنسلفانيا وشمال كارولاينا.

وعقد امس ماكين اجتماعاً في فلوريدا مع عسكريين متقاعدين حيث حذر من تولى اوباما مهمة القائد الاعلى للجيوش في حالة فوزه في الانتخابات، وقال إن هناك تهديدات للأمن الوطني ولن يستطيع اوباما التعامل معها، كما ربط بين هذه المسألة والموضوع الاقتصادي خاصة زيادة الضرائب التي يقترحها ماكين ، حيث قال: «رفع الضرائب سيجعل من الاقتصاد المتدهور في حالة أسوأ».

الى ذلك، دعت سارة بالين الى إحداث قطيعة مع سياسة الرئيس الاميركي جورج بوش في مجال الطاقة، وقالت إن تلك السياسة اعتمدت كثيراً على استيراد النفط، واشارت في خطاب القته امس في اوهايو الى ان تراجع اسعار النفط يجب ان لا يحول بين البحث عن بدائل للطاقة، والتنقيب عن النفط وتطوير الطاقة النظيفة من الفحم.

وفي موضوع آخر، توقع جوشوا ميرفشيك الباحث في معهد «اميركان انتربرايز» أن يستفيد اوباما من التصويت المبكر في 31 ولاية تسمح بذلك والذي شهد اقبالا كبيرا من ناخبين وصل الى رقم قياسي. وقال ميرفشيك لـ«الشرق الاوسط»: «اعتقد انه سيستفيد من هذا التصويت لسببين، لان أنصاره المتحمسين هم الذين بادروا بالتصويت في الاقتراع المبكر، وايضاً لانه ظل يحث الناخبين للذهاب مبكراً لمراكز الاقتراع»، بيد انه استدرك قائلاً: «هناك بالطبع ناخبون ضد اوباما ولن يتأثروا بحملته الدعائية وربما يكون هؤلاء ايضاً قرروا الذهاب مبكرا الى مراكز الاقتراع».

يشار الى ان الولايات التي ستجري فيها انتخابات مبكرة هي: آلاسكا واريزونا واركنساس ووفلوريدا وكاليفورنيا وكولورادو وجورجيا وهاواي وايداهو وإلينوي وانديانا وآيوا وكنساس ولويزيانا ومين ومونتانا ونبراسكا ونيفادا ونيو مكسيكو وشمال كارولاينا وشمال داكوتا واهايو واوكلاهوما وجنوب داكوتا وتينسي وتكساس ويوتا وفيرمونت وغرب فرجينيا وويسكنسين ووايومنغ.