9 قتلى و13 جريحا في أعمال عنف متفرقة في العراق

السلطات العراقية تتسلم أمن واسط آخر محافظة جنوبية من الأميركيين

الليفتنانت جنرال لويد اوستن، ثاني أكبر مسؤول عسكري اميركي في العراق، يصافح محافظ واسط لطيف حميد الطرفة، خلال حفل تسليم الملف الأمني للمحافظة أمس (أ.ب)
TT

فيما تسلمت محافظة واسط رسميا أمس ملفها الأمني من القوات الأميركية، اعلنت مصادر أمنية عراقية مقتل تسعة اشخاص واصابة 13 آخرين في اعمال عنف متفرقة في بغداد وجنوب البلاد وشمالها.

واكدت المصادر الامنية «مقتل شخصين واصابة ستة اخرين بانفجار عبوة ناسفة استهدفت حافلة تقل موظفين تابعة لوزارة التربية في حي اور شمال شرق بغداد»، حسبما افادت به وكالة الصحافة الفرنسية. وفي الحلة (100 كم جنوب بغداد)، لقي ثلاثة من قوات الأمن مصرعهم في هجومين منفصلين، بحسب الشرطة. وأوضح الملازم كاظم الخفاجي ان «جماعة مسلحة هاجمت اربعة من استخبارات وزارة الداخلية في منطقة الطهمازية، ما اسفر عن مقتل اثنين واصابة اثنين آخرين بجروح». واضاف ان «مسلحين أطلقوا النار على احد عناصر الشرطة امام منزله وسط الحلة، بينما كان عائدا من عمله ما اسفر عن مقتله فورا». والحلة هي كبرى مدن محافظة بابل التي تسلمت القوات العراقية ملفها الامني من القوات الاميركية قبل سبعة ايام.

وفي الموصل (370 كم شمال بغداد)، اعلن مصدر ان «سيارة متوقفة على جانب الطريق في حي المأمون جنوب المدينة انفجرت لدى مرور دورية الشرطة ما اسفر عن مقتل شرطي واصابة خمسة اخرين».

من ناحية ثانية، تسلمت السلطات العراقية الاربعاء بحضور كبار المسؤولين المحليين والضباط الاميركيين الملف الأمني في محافظة واسط، جنوب شرق بغداد، لتصبح بذلك آخر محافظة جنوبية تنتقل الى السيادة العراقية. وواسط كبرى مدنها الكوت (175 كلم جنوب شرق بغداد) هي المحافظة الثالثة عشرة من اصل 18 تتسلم أمنها القوات العراقية في ظل تحسن الاوضاع الأمنية في البلاد. وما تزال خمس محافظات عراقية خاضعة لسيطرة القوات الاميركية، هي بغداد وديالى ونينوى وصلاح الدين وكركوك.

وقال موفق الربيعي مستشار الأمن الوطني في كلمة في احتفال التسليم في ملعب لكرة القدم في الكوت، «نتسلم اليوم المسؤولية الامنية في واسط». واضاف ان هذه المحافظة «حققت كفاءة في قدرات السلطة المدنية والمستوى الأمني وقدرات الجيش والشرطة من كافة النواحي وفي مقدمتها التدريب ومستوى التنسيق».

وتابع الربيعي ان «العراق رسم المعالم الجديدة ليكون بلدا مزدهرا بعد ان حقق انتصارات على القاعدة التي فقدت القدرة. لذلك بدأ موسم الهجرة العكسية الى المنابع التي جاء منها هؤلاء الاغراب». وقال ان «هذا ما حذرنا منه دول الجوار، فمسؤولية محاربتهم لا تقتصر على العراق». وستتمركز القوات الاميركية في قواعدها في المحافظة ولن تتدخل في اي عملية عسكرية الا بناء على طلب مجلس المحافظة. وأكد الربيعي انه «سيتم خلال الاسابيع القليلة المقبلة تسلم الأمن محافظتي كركوك وصلاح الدين» شمال بغداد.

من جهته، قال اللفتنانت جنرال لويد اوستن الرجل الثاني في القيادة العسكرية الاميركية في العراق، ان «الاوضاع في واسط تؤثر على أمن بغداد، لانها كانت معبرا للعدو لنقل سلاحه عبر المحافظة لمهاجمة قوات الامن العراقية وقوات التحالف». واضاف «خلال السنة الاخيرة، واجه اعداء العراق صعوبات جمة بسبب التحسن الامني في واسط حيث نجحت العمليات العسكرية الى اقصى حد في منع تدفق الاسلحة والمتفجرات». وتابع «منذ سبعة اشهر خلت، كانت واسط تشهد 16 الى 18 هجوما في الاسبوع. اما الان، فان المحافظة لم تعد تشهد اي هجمات وهذا النجاح الكبير يعود بشكل كبير الى المستوى الرفيع من التعاون بين الوحدات الامنية كافة». ويبلغ طول الحدود بين واسط وايران حوالي مائتي كلم وتتهم القوات الاميركية مجموعات ايرانية بتهريب السلاح الى العراق لتنفيذ عمليات ضدها.

بدوره، قال لطيف حميد الطرفة محافظ واسط «هذا يوم انتظرناه طويلا، وما جاء الا بعد جهد بذله منتسبو القوات الامنية، وما قدموه من تضحيات من اجل حرية واستقلال العراق». وفور الانتهاء من إلقاء الكلمات، استعرض الحاضرون الوحدات العسكرية المشاركة في أمن المحافظة من جيش وشرطة وحرس حدود بالاضافة الى الدفاع المدني.

وشهدت الكوت مواجهات شرسة في اغسطس (آب) 2004 بين جيش المهدي التابع لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر والقوات الأمنية تساندها قوات اميركية واوكرانية كانت متمركزة في المحافظة انذاك. وأدت المواجهات الى مقتل واصابة حوالي مائتي شخص ومقتل سبعة جنود اوكرانيين وجرح 20 اخرين. وقد تكررت الاشتباكات في مارس (اذار) من العام الجاري.

يذكر ان هناك 14 مخفرا على الحدود مع ايران في المحافظة التي تجاور ست محافظات اخرى هي ميسان وذي قار وبابل والديوانية وديالى وبغداد.