خادم الحرمين الشريفين يؤسس لأكبر مدينة جامعية للبنات بأكثر من 20 مليار ريال

أطلق عليها اسم الأميرة نورة بنت عبد الرحمن بعد أن اعتذر عن عدم تسميتها باسمه * الانتهاء منها في عامين وتضم 3 مراكز أبحاث

خادم الحرمين الشريفين خلال رعايته بدء انطلاقة الأعمال الإنشائية لبناء أكبر مدينة جامعية للبنات («الشرق الأوسط»)
TT

أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، في الرياض عصر أمس، شارة البدء لانطلاقة الأعمال الإنشائية لبناء أكبر مدينة جامعية للبنات في العالم، وذلك على أرض تقدر مساحتها بـ8 ملايين متر مربع، وبقيمة قال الدكتور إبراهيم العساف وزير المالية السعودي إنها تزيد على 20 مليار ريال.

وأعلن الملك عبد الله إطلاق اسم الأميرة نورة بنت عبد الرحمن (شقيقة الملك المؤسس)، على مشروع الجامعة، وذلك بعد أن اعتذر عن عدم قبول تسمية جامعة الرياض للبنات باسمه.

وكان الدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي، قد ذكر في بداية كلمته بأن «مجلس الجامعة قد أوصى بأن تتشرف بإطلاق اسمكم حفظكم الله عليها ليصبح اسمها جامعة الملك عبد الله للبنات».

لكن الملك عبد الله، وبعد أن فرغ العنقري من كلمته، اعتذر عن هذا الأمر، وقال «بسم الله الرحمن الرحيم.. أشكر الأخ خالد (وزير التعليم العالي) والأخت الجوهرة (مديرة الجامعة)، على هذه التسمية.. ولكن بعد استخارتي للرب عز وجل تسمى هذه الجامعة باسم الأميرة نورة بنت عبد الرحمن».

وكان خادم الحرمين الشريفين، قد رعى حفل وضع حجر الأساس لجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، حيث كان في استقباله الأمير مشعل بن عبد العزيز رئيس هيئة البيعة، والأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، إلى جانب وزيري المالية والتعليم العالي، وعدد آخر من المسؤولين.

واعتبر الدكتور العساف، أن وضع خادم الحرمين الشريفين لحجر الأساس للمدينة الجامعية للجامعة الحكومية الأولى للبنات، يدشن مرحلة تاريخية من مراحل تطور تعليم المرأة في السعودية، بتجسيد حي لرؤية الملك عبد الله الهادفة لتعزيز دور المرأة ومشاركتها الإيجابية في التنمية وخدمة المجتمع، في ظل القيم الإسلامية، كما عد هذا الأمر «نموذجا ودليلا ساطعا على بذلكم بسخاء وعطائكم بلا حدود لتطوير التعليم كما ونوعا».

وأعلن وزير المالية السعودي، الذي تشرف وزارته على تنفيذ هذا المشروع، أن الأعمال الإنشائية للمدينة الجامعية، ستنتهي بعد عامين من الآن. وقال في تصريحات صحافية على هامش هذا الحفل «إن خادم الحرمين الشريفين أكد علينا أكثر من مرة أنه لا بد أن يتم الانتهاء خلال عامين من بناء جميع مرافق المدينة الجامعية».

وأشار الدكتور العساف إلى أن المدينة الجامعية، رُسم لأن تكون صديقة للبيئة، وتستفيد من الطاقة الشمسية في توفير 15 في المائة من تكاليف التدفئة، بالإضافة لاحتواء المدينة على تقنية توفر 18 في المائة من تكلفة التبريد.

ولجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن للبنات، 13 كلية، ويدرس بها الآن نحو 26 ألف طالبة. وستغطي المباني 3 ملايين متر مربع، من إجمالي مساحتها التي تصل لـ8 ملايين متر مربع.

وتحدث وزير المالية السعودي عن بدايات التفكير في المشروع، حيث قال مخاطبا الملك عبد الله «فور صدور توجيهاتكم الكريمة لوزارة المالية والتي شرفت الوزارة بها بالبدء بإعداد الدراسات اللازمة لهذه المدينة الجامعية المتكاملة وتخصيص موقع لها وتفضل الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد بإصدار توجيهاته الكريمة للإسراع في إنهاء إجراءات تخصيص الموقع، قامت الوزارة بالتنسيق مع عدد من دور الهندسة المتخصصة في مثل هذه المشاريع الضخمة داخل المملكة وخارجها».

وتنقسم أكبر مدينة جامعية للبنات في العالم، إلى 3 مناطق؛ إدارية وأكاديمية، وسكنية، ويوجد بها مستشفى تعليمي تصل طاقته الاستيعابية لنحو 700 سرير في جميع التخصصات الطبية. وذكر إبراهيم العساف أنه سيتم بالتعاون مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بناء 3 مراكز علمية لأبحاث تقنية النانو، وتقنية العلوم الحيوية، وتقنية المعلومات.

ويستوعب سكن الطالبات، قرابة الـ20 ألف طالبة، وتشمل المنطقة السكنية وحدات خاصة لأسر منسوبي الجامعة وهيئة التدريس وسكنا خاصا بالطالبات، كما تضم المنطقة مسجدا وجامعا ومدارس للتعليم العام بمراحله الثلاث ورياضا للأطفال للبنات والبنين ومرافق ترفيهية متكاملة ومغلقة خاصة بالأسر ومرافق ترفيهية متكاملة ومغلقة خاصة بالطالبات.

وأكد وزير المالية، على توفر نظام نقل حديث وملائم للمدينة الجامعية، حيث أولي هذا الجانب عناية خاصة بتوجيهات من الملك عبد الله، «إذ تم العمل على تصميم نظام نقل حديث يتمثل في تسيير مركبات آلية مكيفة ومبرمجة بتوقيت دقيق ورحلات متكررة على مدار الساعة تغطي كافة مرافق المدينة الجامعية».

من جهته، أبرز وزير التعليم العالي في السعودية، حرص خادم الحرمين الشريفين الدائم على أهمية تعليم البنات وجعله موازيا لتعليم البنين في مجمل التخصصات الملائمة لاحتياجات سوق العمل وتوفير كافة الإمكانات وتيسير كل السبل التعليمية في جميع التخصصات الحيوية أمام فتيات البلاد للقيام بدورهن المتميز خدمة لدينهم وبناء لوطنهم على الوجه الأكمل.

بدورها، شرحت الأميرة الجوهرة بنت فهد آل سعود مديرة جامعة الأميرة نورة بن عبد الرحمن للبنات، بأن الجامعة حاليا تضم 13 كلية في مدينة الرياض هي كلية الصيدلة وكلية العلاج الطبيعي وكلية التمريض وكلية العلوم وكلية الإدارة والأعمال وكلية علوم الحاسب والمعلومات وكلية اللغات والترجمة الفورية وكلية رياض الأطفال وكلية التربية وكلية الاقتصاد المنزلي وكلية التصاميم والفنون وكلية الآداب وكلية الخدمة الاجتماعية. وأفادت بأن نحو 26 ألف طالبة ينتظمن الآن في الدراسة بالجامعة، حيث يقوم بتدريسهن 1350 عضو هيئة تدريس، مدعومين بفريق من الفنيين والإداريين الذكور والإناث تزيد أعدادهم عن 2600 موظف.

وشاهد خادم الحرمين الشريفين والحضور فيلماً تسجيلياً عن مشروع جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن للبنات، كما شاهد والحضور فيلماً وثائقياً عن مسيرة التعليم الجامعي للبنات.

وقدم وزير التعليم العالي هدية تذكارية لخادم الحرمين الشريفين بهذه المناسبة من جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن للبنات، قبل أن يطلع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على مجسم لمشروع الجامعة، واستمع إلى شرح واف من وزير المالية عن المشروع وما يشتمل عليه من مبان إدارية وتعليمية وإسكان ومباني خدمات ومرافق.

ثم وضع خادم الحرمين الشريفين حجر الأساس للمشروع قائلا «بسم الله الرحمن الرحيم وعلى بركة الله. جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن».

حضر الحفل، الأمير فهد بن محمد بن عبد العزيز، والأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، والأمير بندر بن محمد بن عبد الرحمن، والأمير عبد الإله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير محمد بن سعد بن عبد العزيز مستشار وزير الداخلية، والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، وعدد كبير من الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين.