باراك يعد بمشروع لدفع المبادرة العربية كأساس للمفاوضات.. وليفني تتهمه بالنفاق

أمر باعتقال عشرات المستوطنين المتطرفين إداريا

TT

امتدح وزير الدفاع الاسرائيلي، ايهود باراك، مبادرة السلام العربية، وقال انها تصلح أساسا لمفاوضات السلام على كلا المسارين، الفلسطيني والاسرائيلي. ولكن وزيرة الخارجية الاسرائيلية، تسيبي ليفني، اعتبرت تصريحاته ضربا من النفاق الانتخابي الذي يحاول فيه باراك استعادة ما فقده من تأييد في صفوف قوى السلام واليسار العمالي.

وقال باراك أمس، في حديث إذاعي، انه يرى في المبادرة العربية مشروعا ايجابيا لا غضاضة في اعتماده أساسا للمفاوضات الى جانب «خريطة الطريق» وغيرها. وأشاد بما أسماه مميزاتها الخاصة، «حيث انها تفتح الباب أمام توسيع عملية السلام وتعطي غطاء يسهل على الفلسطينيين والسوريين خوض غمار التفاوض مع اسرائيل ويزيل أسباب ترددهم الحالي». وأكد انه في أفكاره حول هذا الموضوع، قريب من تفكير رئيس الدولة، شيمعون بيريس، الذي طرح أفكاره حول المبادرة وامكانية تطويرها خلال لقائه الرئيس حسني مبارك. وانه يتعاون مع بيريس في هذا. ووعد باراك بأن يسعى بعد الانتخابات المقبلة لطرح مشروع متكامل حول دفع هذه المبادرة الى الأمام، بالتعاون مع الرئيس بيريس. وردت ليفني على تصريحات باراك بالقول انها ليست جادة وكل هدفها هو انتخابي لاسترجاع المؤيدين الذين تركوا حزب العمل بسبب باراك ومعهم عشرات الألوف من أنصار السلام وقوى اليسار. وقالت ليفني انها هي أيضا على اطلاع على مبادرة بيريس وانها لا تعارض المبادرة العربية للسلام بل ترى الكثير من جوانبها الايجابية، «لكن المفاوضات تجري في مسارات ثنائية وهذا جيد. فمن يريد تغيير هذا النهج، عليه ان يطرح بديلا أفضل. فهناك امكانية للسير جنبا الى جنب في كل المسارات: فلسطيني وسوري ولبناني، بينما يتم التفاوض أيضا مع الجامعة العربية حول الشؤون الاقتصادية وتطبيع العلاقات وغيرها».

ومقابل هذا التصريح المعتدل أطلق باراك تصريحات متشنجة ومتشددة هدد فيها كلا من حزب الله اللبناني وحركة «حماس» بضربات عسكرية موجعة. وقال انهم يحسبون ان وجود اسرائيل في خضم معركة انتخابات وتحت قيادة حكومة انتقالية يعني انها لن تدافع عن نفسها كما يجب. ولكن هذه الحكومة تتمتع بكامل الصلاحيات لإصدار أي قرار للدفاع عن أمن اسرائيل بكل قوة ومن دون أية حدود. وأضاف: «الحكومة الحالية مقيدة في اتخاذ قرارات درامية في عدد من القضايا، ولكن في قضايا الطوارئ تستطيع اتخاذ كل ما ترتئيه من قرارات حازمة. ويجدر بأعدائنا أن يعرفوا اننا لسنا مكبلي الأيدي في عمل أي شيء لمجابهة مخططاتهم العدوانية». وكشف باراك انه أبلغ قائد قوات الأمم المتحدة (اليونيفيل) في لبنان بأن اسرائيل لم تعد تحتمل تدفق الأسلحة على حزب الله، مما ضاعف قواته وعدد صواريخه وجعله أقوى مما كان عليه في حرب لبنان الأخيرة. كما أشار الى ان «حماس» أيضا أصبحت أقوى بفضل الأسلحة المهربة والتدريبات التي يجرونها بارشاد ايراني. وأعرب باراك عن تأييده لرئيس الوزراء، ايهود أولمرت، في أية خطوة من أجل اطلاق سراح الجندي الأسير جلعاد شليط أو في مواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية.

الى ذلك، امر باراك أمس، باعتقال اداري لعشرات نشطاء اليمين المتطرف الذين يمارسون الاعتداءات على الجنود الاسرائيليين وينفذون أعمال تخريب ضد المزروعات الفلسطينية. وقال خلال نقاش في لجنة الخارجية والأمن البرلمانية ان اهمال هؤلاء يعطيهم القوة ويجعلهم يتمادون أكثر على جنود الجيش الاسرائيلي لدرجة التمني بأن يصبحوا جميعا أسرى مثل جلعاد شليط. وهاجم نواب اليمين باراك على هذه الأوامر. وقال النائب ايفي ايتام: ان باراك يقدم على هذه الخطوة فقط للأغراض الانتخابية. «فهو يشعر بأن قوى اليسار تنفض من حوله فيحاول منافقتها».