فرنجية: المصالحة المسيحية ـ المسيحية لم تعد على نار قوية.. والرابطة المارونية خير وسيط

نواب «حزب الله» يلتزمون ترجمة ما تضمنه البيان المشترك للقاء نصر الله ـ الحريري

TT

في موازاة المصالحات السياسية التي تحقق تقدما مطردا وخاصة بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» وحركة «امل» والحزب التقدمي الاشتراكي، تواصل الرابطة المارونية مساعيها لتحقيق اختراق في جدار المصاعب التي تواجه المصالحة المسيحية ـ المسيحية ولاسيما بين «القوات اللبنانية» و«تيار المردة».

وفي هذا الاطار، زار امس وفد من الرابطة برئاسة رئيسها جوزيف طربيه رئيس «تيار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية. وفيما اكتفى طربيه بالقول عقب اللقاء ان الرابطة مستمرة في مسعاها للمصالحة، قال فرنجية: «نشكر الرابطة المارونية على جهودها وعلى ما تبذله. وهي جهود كبيرة، ولكن صبر رئيس الرابطة طويل. لقد أصبحت قصة المصالحة المسيحية كقصة ابريق الزيت. ولقد اتعبنا اللبنانيين كثيرا في الحديث عنها وحولها. ولكن كلما سارت الامور بالطريق الصحيح والسليم وبعيدا عن الاعلام رأيناها تبرز اعلاميا، ما يجعل الناس في بعض الاوقات تعتقد ان الامور ذاهبة بهذا الاتجاه او ذاك. وأعتقد انه خلال اجتماعنا مع الرابطة ورئيسها الاستاذ جوزيف طربيه اتفقنا على امر اساسي هو التهدئة الاعلامية او عدم الافتراء اعلاميا على بعضنا البعض. نحن في موقع سياسي والآخرون في موقع آخر. وكل من الطرفين يمارس السياسة وفق اقتناعاته، لكن دون الافتراء او التهجم الشخصي. وهذا أمر نراه جيدا وخطوة على طريق التهدئة إذا قبل بذلك الطرف الآخر».

واضاف: «بالنسبة الى المناخ العام، فإن موضوع المصالحة يجب أن يثار بهدوء، لانه اذا سلقت الامور فإننا نكون نضر أكثر مما نفيد، كما هي الحال اذا حصل تأخير. وكل شيء يجب ان يحصل في حينه وعندما يكون الجميع مرتاحا» مؤكداً: «نحن في السياسة لسنا محرجين. فاذا كان أحد يريد أن يحرجنا فإن الحرج أخلاقي ووجداني. ومع الرابطة سنكمل الاتصالات لأنها خير وسيط بين الجميع. ونتمنى على الجميع، لاسيما على الاعلاميين والاعلام، أخذ موضوع المصالحة بموضوعية، لأن نقطة الزيت قادرة على إشعال حريق كبير في هذا الموضوع، خصوصا أن الظرف هو ظرف مصالحات كما نرى. ولهذا فان الكلام على المصالحة ولاسيما الكلام السلبي يعيد اجواء التشنج التي نحن بغنى عنها، وهذا الموضوع يجب ان يعالج بروية وبطريقة صحيحة، فالساحة المسيحية شبعت دما وسنتصالح في يوم ما، ولكن لا أستطيع ان احدد متى».

وردا على سؤال اذا كان ذلك يعني ان المصالحة المسيحية وضعت على الرف، اجاب: «لا نقول ان المصالحة وضعت على الرف، بل نقول ان الشكل المطروح فيه المصالحة حاليا، والمضمون الذي تطرح فيه يجعلها غير ناضجة. وقد يكون غدا كلام آخر وطرح آخر يضعان المصالحة على نار قوية. اما اليوم فاننا نقول ان المصالحة لم تعد على نار قوية».

وقال رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» رئيس الجمهورية الاسبق امين الجميل، في تصريح ادلى به عقب استقباله السفير الروسي سيرغي بوكين امس: «نلمس من قبل الاطراف الخارجية دعما كاملا للمسيرة الراهنة على الساحة اللبنانية، خصوصا بعد اتفاق الدوحة وكل ما تحقق من انجازات على صعيد المؤسسات وعلى صعيد المصالحات التي يتم التوقف عندها باهتمام كبير». واضاف: «هذه المصالحات تحصن الساحة اللبنانية. ونأمل ان تنتقل ديناميكية اللقاء بين النائب سعد الحريري والسيد حسن نصرالله الى اطراف اخرى، وتستقر الساحة اللبنانية، وتفعّل المؤسسات الرسمية. وسئل اذا كان متفائلا بتحقيق المصالحة المسيحية- المسيحية، فاجاب: «هناك تصميم لدفع مسيرة المصالحات الى الامام، ما حصل بالامس بين النائب سعد الحريري والسيد حسن نصرالله هو مقدمة من المفترض ان تشكل ديناميكية باتجاه مصالحة اوسع، فنحن ندعم كل مسعى بهذا الاتجاه. والمطلوب من فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان ومن غبطة البطريرك (نصرالله صفير) ان يضاعفا الجهد لاتمام هذه المصالحة باسرع وقت. وهذا ما يخدم الاستقرار الداخلي».

في غضون ذلك، تواصلت المواقف المرحبة باللقاء الذي تم ليل الاحد ـ الاثنين الماضي بين رئيس «تيار المستقبل» النائب سعد الحريري والامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله. واشارت كتلة نواب «حزب الله» في بيان اصدرته في ختام اجتماعها الاسبوعي امس، الى «ان هذا اللقاء وما صدر عنه من مواقف مسؤولة، قد بدد الكثير من الاحتقان والقلق واشاع موجة من الارتياح العارم لدى الشعب اللبناني وشعوب العالمين العربي والاسلامي. والكتلة تلتزم بجدية بالغة ترجمة ما تضمنه البيان الصادر عن اللقاء. وتدعو جميع اللبنانيين الى التعاون ضمن هذا المجال».

وكانت المصالحات موضع بحث امس بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب بطرس حرب الذي قال: «عرضنا اجواء المصالحات التي انعكست ايجابا على الجو السياسي، مع الامل في ان تكتمل هذه المصالحات بين كل الافرقاء المتنازعين والمختلفين في ما بينهم، لاسيما ان المرحلة المقبلة، وخصوصا ان مرحلة الانتخابات النيابية تستدعي جوا من الهدوء لتخفيف التشنج وحصول مصالحات تؤمن للمواطن الحرية المطلوبة والاجواء الملائمة لكي يمارس حقه الانتخابي في اختيار من يمثله بعيدا عن اجواء الترهيب او الترغيب».

واستقبل النائب الحريري امس السيد علي الامين الذي قال عقب اللقاء: «كانت زيارة لرئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري جرى فيها عرض التطورات الأخيرة، وخصوصا اللقاءات التي بدأها النائب الحريري مع مختلف القيادات، ابتداء بطرابلس وصولا الى بيروت ومرورا بالبقاع. وقد اثنينا على هذه الخطوات الكبيرة التي لا يقوم بها الا الكبار الذين يدركون حجم الأخطار التي تنشأ من النزاعات والاختلافات. وكلنا امل أن تعطي هذه اللقاءات الثمار المرجوة منها في طي صفحة الماضي والعودة الى الاحتكام الى مؤسسات الدولة اللبنانية التي تشكل وحدها الحكم والمرجع في مختلف الامور. وهذه الخطوة التي جرت قبل يومين في لقائه مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، هي خطوة تشكل بداية لمعالجة التداعيات التي حصلت في الاشهر الاخيرة من اجل التأسيس لمرحلة جديدة يتم التأكيد من خلالها على ابعاد النزاعات والاختلافات».

وقال عضو كتلة المستقبل النائب عمار حوري في حديث اذاعي، ان اللقاء بين النائب الحريري والسيد نصرالله «سيتابع ميدانيا» وانه «البداية وليس النهاية». واضاف: «ميدانيا تم الاتفاق في هذا اللقاء على متابعته على مستويات مختلفة. وهذه المستويات ستنعكس اشاعة جو ايجابي يجب ان يتابع». وتابع: «في ما يتعلق بالحوار، وكما اعلن بالامس النائب سعد الحريري لزواره، فان اجواء هذا اللقاء حكما ستلقي بظلها على جلسة الحوار. ولكن لا بد من لفت النظر الى ان جدول اعمال الحوار محصور بنقطة واحدة هي الاستراتيجية الدفاعية».