مظاهرات في دمشق ضد واشنطن والسفارة الأميركية تغلق أبوابها

سورية تنظم زيارة للملحقين العسكريين إلى منطقة البوكمال

آلاف السوريين من الرجال والنساء خرجوا أمس احتجاجا على الغارة الأميركية على منطقة البوكمال على الحدود العراقية حاملين أعلام ولافتات كتب عليها «لا لإرهاب أمريكا» و«أمريكا الديمقراطية.. قتلت المدنيين في البو كمال» (ا. ف. ب)
TT

نظمت السلطات السورية يوم أمس جولة للسفراء والملحقين العسكريين المعتمدين في دمشق، في قرية (السكرية) في منطقة البوكمال، حيث وقعت الغارة الأميركية يوم الأحد الماضي، وقالت مصادر رسمية سورية إن الهدف من هذه الجولة هو إطلاع الدول وممثليها على نتائج الغارة، وعلى الواقع بشكل مباشر، وكشفت المصادر أن هذه الإجراء يأتي في إطار الإجراءات التي تتخذها سورية لمواجهة تداعيات الغارة الأميركية.

في غضون ذلك أغلقت السفارة الاميركية أبوابها في دمشق يوم أمس لأسباب تتعلق بـ«مخاوف أمنية». ولم يذكر البيان المقتضب الذي صدر عن السفارة في وقت متأخر من ليلة الأربعاء أية تفاصيل سوى التبليغ بأن السفارة ستغلق أبوابها يوم الخميس لأسباب تتعلق بتزايد «المخاوف الأمنية». وأكدت مصادر في السفارة لـ«الشرق الأوسط»، أن الإغلاق ليوم واحد، وإن يومي الجمعة والسبت القادمين هما عطلة نهاية الأسبوع الاعتيادية، على أن تعود لفتح أبوابها يوم الأحد القادم. وجاء إغلاق السفارة يوم أمس تحسبا من تداعيات قد تنشأ عن مظاهرات شعبية غاضبة خرجت في دمشق، لتندد بالاعتداء الأميركي على مزرعة (السكرية) في البوكمال، التي أودت بحياة ثمانية أشخاص وجرح آخرين. وخرجت صباح أمس في دمشق مظاهرة حاشدة من مختلف الفعاليات الشعبية والنقابية والدينية والطلابية والنسائية والجمعيات الأهلية، احتجاجاً على العملية العسكرية الاميركية، التي استهدفت مزرعة السكرية في مدينة البوكمال الأحد الماضي، وقالت سورية انه راح ضحيتها ثمانية مدنيين عزل»، بينما قال مسؤولون اميركيون وعراقيون انها استهدفت مهرب مسلحين تابعا لـ«القاعدة» يدعى ابو غادية. وحمل المتظاهرون الذين تجمعوا في ساحة الشهداء وسط دمشق التجاري لافتات كتب عليها «ديمقراطية بوش تظهر في البوكمال» و«قتل الأبرياء سياسة رعاة البقر» و«إسرائيل وأميركا وجهان لإرهاب واحد» و«أميركا المجرمة عدوة العروبة والإسلام». وتزايدت حدة العداء للسياسة الأميركية وللرئيس بوش في الشارع السوري، بعد الغارة الاميركية على البوكمال، وطالب المتظاهرون المجتمع الدولي بالعمل على وضع حد «للعربدة الأميركية» ودعوا «القوى الحية والفاعلة والمنظمات الدولية لإدانة هذا العدوان الإرهابي واتخاذ الإجراءات المطلوبة لمحاسبة المعتدين الذين يضربون المواثيق والقوانين وجميع الأعراف الدولية عرض الحائط»، حسبما نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا)، فيما قال أحد الطلاب المشاركين في المظاهرة لـ«الشرق الأوسط»: «نحن لا نكره أميركا بل نكره الرئيس بوش وإدارته الحاقدة، التي تزرع الرعب والدمار في منطقتنا وتهدد بلدنا». وتساءل عما إذا كان العالم الغربي والشعب الأميركي «أعمى لا يرى الدماء التي تسفك»، أو أنه «ساذج جدا حتى يصدق الأكاذيب الأميركية». وكانت مدينة البوكمال السورية، قد شهدت أول أمس مظاهرات حاشدة، شارك فيها عشرات الآلاف من المواطنين احتجاجا على العملية الأميركية، وتم إحراق الأعلام الاميركية والإسرائيلية. وكانت وزارة الخارجية السورية قد استدعت يوم الأربعاء القائمة بالأعمال الأميركية بدمشق، ماورا كونيللي، وأبلغتها بشكل رسمي قرار الحكومة السورية إغلاق المركز الثقافي الأميركي فوراً، وكذلك المدرسة الأميركية بحلول السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وذلك بعد يومين على تسليم الخارجية السورية لكونيللي مذكرة احتجاج رسمية إثر الغارة.

وبحسب مصادر مطلعة طلبت القائمة بالأعمال الأميركية تعزيز حماية المباني التابعة للمصالح الأميركية في دمشق، وقد قامت الجهات المعنية السورية بتعزيز الحماية في محيط السفارة والمركز الثقافي وعلى نحو جيد جدا، حسبما قالته مصادر مطلعة قريبة من السفارة الأميركية.

هذا ولم يصل المتظاهرون إلى المنطقة حيث تقع السفارة الأميركية، وإنما تجمعوا في ساحة الشهداء وسط دمشق.