كابل: 5 قتلى بتفجير انتحاري في وزارة الثقافة والإعلام

طالبان تتبنى.. وكرزاي يدين الهجوم

TT

فيما أعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن التفجير الانتحاري في وزارة الثقافة والإعلام الأفغانية امس، أدان الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، الهجوم الذي أودى بحياة خمسة أشخاص، ووصف التفجير بأنه عمل جبان. وقال كرزاي، الذي يقوم بزيارة لاسطنبول لحضور المنتدى الاقتصادي العالمي لأوروبا وآسيا، «إن الهجوم ما هو إلا محاولة أخرى يقوم بها أعداء أفغانستان لتقويض السلام والأمن». وأضاف: «إن أعداءنا يحاولون تقويض الجهود الأخيرة التي تقوم بها الحكومة لإحلال السلام وإنهاء العنف».

وعند الساعة ( 30.10 00.06 بتوقيت غرينتش) هاجمت مجموعة من مقاتلي طالبان مدخل مبنى الوزارة واطلقت النار على حراسها ثم دخل انتحاري الى داخل المبنى حيث فجر نفسه على مقربة من مكتب الوزير الذي لم يكن في المبنى. وقال مساعد قائد شرطة كابول علي شاه احمدزاي لوكالة الصحافة الفرنسية ان «خمسة اشخاص بينهم شرطي قتلوا على الفور. هناك اثنان آخران اصيبا بجروح بالغة توفيا لاحقا في المستشفى متأثرين بجروحهما». واوضح ان هناك امرأة في عداد القتلى بالاضافة الى ستة جرحى.

وأضاف المسؤول في الشرطة «لقد اردوا الشرطي بعدما شرع في تفتيش الانتحاري عند مدخل المبنى. ومن ثم دخل الانتحاري الى قاعة المؤتمرات حيث فجر نفسه. لقد ادى الانفجار الى تدمير الجدار الشمالي لمبنى الوزارة». من ناحيته اوضح المتحدث باسم وزارة الاعلام حميد نصيري ورداك ان الوزير لم يكن في المبنى لحظة وقوع الانفجار مؤكدا ان الهجوم كان يستهدف الوزير. وقال «لقد فجر الانتحاري نفسه في قاعة المؤتمرات ما ادى الى تضرر مكتب الوزير، مضيفا «الوزير ومستشاروه لم يكونوا في المبنى بل في المتحف الوطني، ولكن الاعتداء استهدف الوزير».

وكان وزير الاعلام عبد الكريم خورام، وهو احد المساعدين السابقين لامير الحرب قلب الدين حكمتيار، اصيب بجروح في اعتداء انتحاري في قندهار (جنوب) في 17 مايو ايار 2007. ودان الرئيس الافغاني حميد كرزاي، الموجود في اسطنبول في زيارة رسمية، بشدة هذا الاعتداء «الهمجي، واللاانساني والمناقض للاسلام» على حد وصفه.

ووصف موظف في الوزارة، طلب عدم الكشف عن اسمه، احداث العملية بالجريئة التي نفذتها مجموعة طالبان. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية «كان هناك ثلاثة مهاجمين مسلحين برشاشات كلاشنيكوف اطلقوا النار على الحراس الموجودين عند المدخل. ومن ثم دخل الانتحاري وفجر نفسه في قاعة المؤتمرات التي يفصل بينها وبين دار حضانة جدار رفيع. لقد قيل لنا ان سبعة اطفال على الاقل اصيبوا بجروح جراء الانفجار». واتى الانفجار على مرآب الوزارة، كما حطم زجاج نوافذ المبنى. وفرضت قوات الامن طوقا امنيا حول المبنى ومحيطه، وبدا عليها التوتر ولا سيما بعدما سرت شائعات عن وجود انتحاري ثان.

من ناحيته اكد ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان ان «ثلاثة مجاهدين هاجموا وزارة الثقافة. لقد فجر احدهم نفسه داخل المبنى في حين تمكن الآخران من الفرار. لقد استهدف هذا الهجوم خبراء اجانب». وتشهد افغانستان تمردا مسلحا منذ أطاح بنظام طالبان نهاية 2001 تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة. وتركز تمرد طالبان في جنوب البلاد وشرقها، ولكن منذ عام تقريبا أخذت رقعة هذا التمرد تتوسع وتكررت الاعتداءات في كابول التي وضعت مذذاك تحت رقابة امنية مشددة. وتكاثرت في كابل خلال الاشهر الفائتة عمليات خطف الاجانب، وخلال اسبوع واحد في اكتوبر (تشرين الاول)، تم اعدام ثلاثة رهائن اجانب. وتصاعدت وتيرة العنف في افغانستان على الرغم من وجود 70 الف جندي في البلاد يعملون في اطار قوتين متعددتي الجنسيات، احداهما تابعة لحلف شمال الاطلسي والثانية تعمل بقيادة اميركية.

وفي برلين أدان وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير التفجير الانتحاري الذي أودى بحياة خمسة أشخاص في وزارة الإعلام والثقافة الأفغانية في كابول امس. وقال شتاينماير إن الهجوم أظهر أن الإرهابيين أرادوا إضعاف الدولة الأفغانية ونشر الخوف وانعدام الثقة بين أفراد شعبها.