اليمين في إسرائيل يتصدر القوى السياسية وفقا لآخر استطلاعات الرأي

نتنياهو أفضل من ليفني وحتى من الجنرال باراك في معالجة التهديدات العسكرية

TT

دل آخر استطلاعين للرأي نشرا في تل أبيب، أمس، على ان الاتجاه العام في الانتخابات الاسرائيلية المقرر اجراؤها في فبراير (شباط) المقبل، هو إعادة أحزاب اليمين الى مركز الصدارة ومنحها أكثرية المقاعد. ومع ان حزبي «كديما» و«الليكود» يتساويان في أحد هذين الاستطلاعين (31 مقعدا لكل منهما)، إلا ان النتيجة العامة للأحزاب تشير الى ان اليمين سيستحوذ على 61 مقعدا (من مجموع 120). وان زعيم الليكود، بنيامين نتنياهو، سيستطيع تشكيل حكومة بسهولة، فيما ستواجه زعيمة «كديما»، تسيبي ليفني، مصاعب جمة.

وجاء في نتائج الاستطلاع الأول، الذي ستنشره صحيفة «هآرتس»، اليوم، ان حزب العمل بقيادة ايهود باراك سيهبط الى 10 مقاعد (يوجد له اليوم 19 مقعدا)، لينافس على المرتبة الرابعة أو الخامسة في لائحة الأحزاب الاسرائيلية. فقد سبقه حزب «اسرائيل بيتنا» المتطرف بزعامة أفيغدور ليبرمان (11 مقعدا)، وقد يسبقه حزب اليهود الشرقيين المتدينين «شاس» الذي تتراوح مقاعده بين 10 و11 مقعدا.

ويتضح ان مشكلة هذا الحزب الكبرى تكمن في رئيسه، ايهود باراك. فالجمهور لا يقتنع به حتى في الناحية الأمنية والعسكرية، مع انه جنرال ويحمل أكبر عدد من الأوسمة العسكرية على تفوقه وانجازاته. فقد سئل المستطلعون عمن يرونه ملائما لقيادة اسرائيل في مواجهة الأخطار العسكرية المحدقة بها وخصوصا الخطر الايراني، فأجاب 33% منهم بنيامين نتنياهو، فيما قال 26% انهم يفضلون باراك و14% يفضلون ليفني. ويرى محللون ان لهذه النتيجة قد تكون تبعات خطيرة، حيث ان باراك هو اليوم وزير الدفاع الاسرائيلي وليس من المستبعد أن يحاول البرهنة العملية على انه رجل الأمن الأقوى، فيبادر الى توجيه ضربات عسكرية في المنطقة. وكان باراك قد وجه تهديدات لحركة «حماس» وحزب الله اللبناني فقط قبل يومين، بدعوى انهما يعززان قوتهما العسكرية ضد اسرائيل.

وجاء في استطلاع «هآرتس» أيضا ان حوالي 20% من مصوتي حزب «كديما» اليمينيين، سيعودون الى الليكود و25% سيعودون الى حزب العمل، بينما 20% من مصوتي حزب العمل قرروا تجربة التصويت هذه المرة لحزب «كديما». وكانت الاذاعة الرسمية قد نشرت، أمس، نتائج استطلاع آخر، أشارت فيه الى ان 30% من الإسرائيليين لم يقرروا بعد كيف سيصوتون في الانتخابات المقبلة، مما يعني ان الاستطلاعات تعطي صورة غير متكاملة في هذه المرحلة. وهناك احتمالات كبيرة بأن تتغير هذه الصورة في الشهور المقبلة، الى حين تجرى الانتخابات الفعلية. وجاء في نتائج هذا الاستطلاع ان حزب الليكود يتقدم على حزب قديما بثلاثة مقاعد، حيث يحظى بـ 25 – 26 مقعدا إذا جرت الانتخابات اليوم، بينما كديما بـ 22 ـ 23 مقعدا. وأما حزب العمل فيحصل وفق هذا الاستطلاع على 16 – 17 مقعدا. ويصل استطلاع الاذاعة الى النتيجة نفسها التي وصل اليها الاستطلاع السابق بخصوص سيطرة اليمين على الحياة السياسية في إسرائيل في الانتخابات المقبلة. فقد دل على ان مجموع نوابه سيتراوح بين 59 و64 نائبا. يذكر ان الانتخابات الاسرائيلية تتم على الطريقة النسبية، حيث يقترع كل مواطن بلغ الثامنة عشرة للائحة حزبية واحدة. ورئيس الدولة يكلف رئيس الحزب الذي يحظى بأعلى عدد من المقاعد، كي يشكل الحكومة. وإذا تساوى عدد المقاعد، فإنه يكلف الحزب الذي حصل على أكبر عدد من الأصوات. وإذا تساوى عدد الأصوات فيكلف النائب الذي يحظى بتأييد أكبر عدد من النواب. وكل هذه الدلائل تشير الى انه في حالة بقاء النتائج على النحو الذي تشير اليه الاستطلاعات، فإن الليكود هو الذي سيشكل الحكومة المقبلة. وتحاول ليفني، في ضوء هذه النتائج، ان تسوي الصراعات الداخلية في حزبها حتى تدير معركة انتخابات سليمة تسترجع فيها ثقة الناخبين بحزبها. فاجتمعت مع شاؤول موفاز، وأبلغته انها ترى فيه الرجل الثاني في الحزب بكل ما يعنيه ذلك من كلمة. وانه في حالة حصول الحزب على نتائج جيدة تتيح له تشكيل الحكومة بقوة، كما في المرة السابقة، فإنها ستمنحه أية وزارة يطلبها فضلا عن منصب القائم بأعمال رئيس الوزراء.