بري: آن الأوان للانتقال من مرحلة السلطة إلى الدولة في لبنان

مشاركة سياسية ودينية ودبلوماسية لافتة في افتتاح مجمع الإمام الصادق

TT

جمع حفل افتتاح «مجمع الامام الصادق الثقافي» في الضاحية الجنوبية لبيروت امس حشدا من الشخصيات السياسية والدينية والدبلوماسية. وكان لافتا حضور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط على رأس وفد من نواب «اللقاء الديمقراطي» وجلوسه الى جانب سفير ايران في بيروت محمد رضا شيباني، علما بان جنبلاط كان طالب في وقت سابق بطرده من لبنان.

وقد اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري، في كلمة ألقاها في الحفل، ان المصالحات السياسية الجارية في البلاد هي «أكثر من جيدة» داعيا الى «عدم تحويل لبنان الى مربعات وخطوط تماس انتخابية»، ومشيرا الى انه «آن الأوان لاتخاذ المبادرات للانتقال من مرحلة السلطة الى الدولة وفقا لاتفاق الطائف والدستور». وشدد على «ان طرابلس ومنطقة شمال لبنان، كما مخيم عين الحلوة، هي ضحايا للإرهاب وليست قواعد له». واعتبر ان «من يمس الوجود المسيحي في العراق لا يمكن الا ان يكون إسرائيليا أو عميلا».

وتقدم الحضور في حفل الافتتاح، الى بري وجنبلاط، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان، وشيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن، ونائب الامين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، ورئيس الطائفة الكلدانية في لبنان المطران ميشال قصارجي، ورئيس الطائفة الآشورية في لبنان المطران مار نرساي الياس ديباز، ورئيس المجلس العلوي الشيخ أسد الله عاصي، ونائب رئيس مجلس الوزراء عصام ابو جمرا على رأس وفد من نواب تكتل «التغيير والاصلاح»، ونادر الحريري ممثلا رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري، وسفير مصر احمد البديوي، وسفير ايران رضا شيباني، ووفد من قيادة «حزب الله» ونوابه برئاسة النائب محمد رعد، ووفد من كتلة نواب زحلة برئاسة الوزير ايلي سكاف، والى مسؤولي مكاتب المرجع الشيعي الامام علي السيستاني.

وألقى مدير مكتب السيستاني كلمة قال فيها: إن الامام السيستاني أدان بشدة قبل اكثر من سنتين الاعتداءات الآثمة التي طالت المواطنين المسيحيين في العراق. ودعا الحكومة العراقية لتحمل مسؤوليتها في حمايتهم واحترام حقوقهم ومنها حقهم في العيش في وطنهم العراق.. وقال الشيخ قاسم في كلمته: «ليست من الاسلام إثارة العصبية والفتن المذهبية ووضع المتاريس النفسية بين المسلمين، علينا ان نعمل لرفض العصبية المذهبية او حشرها في الخلاف السياسي». واضاف: «لبنان الذي نعيش فيه هو وطن لجميع بنيه. عندما ندعو الى وحدة ابناء الوطن فنحن ندعو الى ان نتفق جميعا على ان لا يستأثر فريق منا على حساب الاخرين وان نحترم خيارات بعضنا البعض وأن ننظم خلافاتنا السياسية تحت سقف اتفاق الطائف. ندعو الى الوحدة الاسلامية والوحدة الوطنية لنحمي لبنان وأجيالنا ومستقبلنا. لبنان عندما واجه اسرائيل انتصر من أوله الى آخره». وتابع: «بالأمس حصل لقاء بين السيد حسن نصر الله والنائب سعد حريري لنوجه صفعة قوية لكل العابثين والمفتنين ولنقول لهم لا حياة لهم بيننا ولا يمكن ان تمرروا مشاريعكم من خلال خلافاتنا. وليكن معلوما هذه ليست مصالحة شكلية هذا مسار لتنظيم الخلاف السياسي وقطع دابر الفتنة». وقال بري في كلمته: «نعيد تأكيد رفضنا واستنكارنا وإدانتنا للتعرض لمسيحيي الموصل ولسهول نينوى ولأي مسيحي في الشرق. ونقول ان من يمس هذا الوجود في حياته أو ممتلكاته لا يمكن إلا أن يكون إسرائيليا أو عميلا لإسرائيل». وفي الشأن اللبناني، قال بري: «إننا نعيد التأكيد على الاستراتيجية الوطنية الدفاعية الملائمة لمواجهة العدوانية والاحتلال الاسرائيليين. ونرى أنه آن الاوان لاتخاذ المبادرات الاصلاحية والقانونية السياسية والادارية الشاملة للانتقال من مرحلة السلطة الى مرحلة الدولة، وفقاً لاتفاق الطائف والدستور من دون أي إستنسابية، وتأسيساً على ديمقراطيتنا التوافقية التي تضمن مشاركة الجميع في كل ما يصنع حياة الدولة والمجتمع. بخلاف ذلك، وإزاء الاستحقاق الانتخابي المقبل، فإنني أدعو الى عدم تحويل لبنان الى مربعات وخطوط تماس انتخابية، المصالحات أكثر من جيدة. ولكن لا نريد أن تتحول هذه القصة بعد ذلك الى خطوط تماس انتخابية وإقحام المواطنين في الدوائر الانتخابية في حروب باردة تعيد ترسيم الحدود واستنهاض العداوات بين الاهل والجيران وتؤدي الى تموضع عائلي وتباين بين البلدات المتجاورة».

وخلص الى القول: "في مسألة الامن، فإني إذ أجدد الثقة بالجيش وبالخطط التي وضعها مجلس الامن المركزي وصادق عليها مجلس الوزراء، وإذ أؤكد ضرورة منع التداخلات السياسية في الاجراءات أو تسييس الاجراءات، فإننا نرى ان طرابلس ومنطقة الشمال، كما مخيم عين الحلوة، هي ضحايا للارهاب وليست قواعد للارهاب. وإننا في هذا المجال نرى ان أمن طرابلس والشمال وعكار هو من أمن كل لبنان».