ماكين يركز على علاقات منافسه بـ«إرهابيين».. وأوباما يرد: سيتهمونني بالشيوعية بسبب أصدقاء لي في الروضة

المرشح الديمقراطي يحث مؤيديه على التصويت لمرشحي حزبه في الكونغرس قبل 4 أيام على الاقتراع

المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية باراك أوباما يحتضن الرئيس السابق بيل كلينتون خلال احتفال انتخابي في فلوريدا أمس (رويترز)
TT

يعمل المرشحان الديمقراطي باراك اوباما والجمهوري جون ماكين ضد الساعة من أجل كسب الولايات المتأرجحة خلال الايام الثلاثة المقبلة، وقالت مصادر الحملتين إن الناخبين المترددين سيقررون كأقصى حد يوم الاثنين المقبل. ويركز ماكين الآن على ثلاث مسائل وهي عزم الديمقراطيين على زيادة الضرائب، وتوجهات اوباما «الاشتراكية» وعدم قدرة المرشح الديمقراطي على الدفاع عن اميركا، ثم علاقة اوباما مع «ارهابيين» مثل ويليام أيرز الذي كان يتزعم مجموعة راديكالية في الستينات تبنت محاولة جرت لتفجير البنتاغون والكونغرس، ورشيد الخالدي الذي عمل لفترة مستشاراً لمنظمة التحرير الفلسطينية، وكلاهما عمل اوباما الى جانبهما استاذاً في جامعة شيكاغو. ورد اوباما على الاتهامات بانه اشتراكي بكيفية ساخرة وقال في فلوريدا: «لا أدري ماذا سيحدث نهاية الاسبوع ربما يتهمني (ماكين) بانني كنت شيوعياً سرياً لأن رفاقي اثناء وجودي في روضة الاطفال كانوا يشاركونني ألعابي وسندويشاتي». وبعد أن تحدث ماكين أول أمس عن علاقة اوباما بخالدي، عادت سارة بالين المرشحة لمنصب نائب الرئيس على البطاقة الجمهورية لتهاجم اوباما من جديد حول علاقته مع ويليام أيرز ورشيد الخالدي. وقالت إنه لا يوجد أي خطأ في التعرف على شركاء اوباما في الماضي، وقالت: «اضافة الى شراكة اوباما مع ويليام أيرز كانت له صداقة مع ارهابيين» في إشارة الى علاقة اوباما مع رشيد الخالدي الذي دأب على انتقاد اسرائيل. وفي ردها على سؤال من شبكة «إيه بي سي» حول ما إذا كانت ترى ان اوباما ليس اميركياً قالت: «لا، ليس كذلك على الاطلاق، انا متأكدة ان السناتور اوباما يهتم بهذا البلد مثل ما يفعل ماكين». وكانت بالين قد قالت في تجمع انتخابي في ولاية أوهايو إن باراك اوباما ارتبط بعلاقة صداقة وكان جاراً لرشيد الخالدي، واضافت: «يبدو أن استاذاً متطرفا آخر ارتبط لوقت طويل مع باراك أوباما». وقالت إن الخالدي عمل ناطقاً سابقاً باسم منظمة التحرير الفلسطينية، وهو أمر نفاه الخالدي لشبكة «سي إن إن» الذي شارك اثناء محادثات السلام في بيروت مع الوفد الفلسطيني كمستشار. ونفت حملة اوباما ادعاءات بالين ونشرت بياناً على موقع اوباما يقول «إن ما ذكرته بالين عن علاقة أوباما مع جاره السابق وأستاذ جامعي لا أساس له من الصحة». وعمل الخالدي في جامعة شيكاغو خلال الفترة نفسها التي عمل فيها أوباما قبل أن ينتقل الى جامعة كولومبيا في عام 2003. وقال ماكين في فلوريدا حول هذه العلاقات «من الذي سيحمي اميركا من الارهابيين». وبشأن المشاكل التي تخلقها بالين قالت شبكة «سي ان ان» إن أحد مستشاري ماكين قال لها «هي (بالين) لا تسمع نصيحة من أي أحد». ويحاول اوباما جهده الآن لكي يستفيد المرشحون الديمقراطيون من شعبيته الكاسحة في انتخابات الكونغرس، حيث يسعى الحزب الديمقراطي الى زيادة اغلبيته الى 60 مقعداً في مجلس الشيوخ بدلاً من أغلبيته الضعيفة حالياً (مقعد واحد) وذلك حتى تتفادى الادارة الديمقراطية الجديدة في حالة فوز اوباما برئاسة البيت الابيض عرقلة الجمهوريين لمشاريع القوانين في مجلس الشيوخ. وقال السيناتور تشيك سشمر، رئيس حملة الحزب الديمقراطي لانتخابات الكونغرس: «في ولايات مختلفة نسعى من اجل أمور مختلفة ونحقق نتائج باهرة». واقترح الديمقراطيون ان يتبرع اوباما من أموال حملته لبعض المرشحين الديمقراطيين الذين يواجهون متاعب، وفي الوقت نفسه تمضية الايام الاربعة المتبقية في دعم هؤلاء المرشحين في ولاياتهم. لكن مصادر حملته قالت إن اوباما سيواصل العمل في الولايات المتأرجحة، ولهذا الغرض ترأس امس تجمعاً انتخابياً في فرجينيا، سينتقل بعدها الى نيفادا وكولورادو. وكان اوباما قد ترأس تجمعاً ضخماً في فلوريدا حضره لاول مرة الرئيس السابق بيل كلينتون حيث اشار الى ان اوباما «هو المستقبل». وفي السياق نفسه، قال السيناتور سشمر: «تحدثت امس (اول امس) مع باراك اوباما، وقلت له: كنت عظيماً وساعدتنا في كل الاتجاهات التي طلبناها». وكان السيناتور سشمر قد طلب من اوباما ان يشارك في شريط إعلاني لدعم المرشح الديمقراطي جيف ميركلي في ولاية اوريغون، وهي ولاية مضمونة لصالح اوباما، حيث يواجه ميركلي في انتخابات صعبة السيناتور الجمهوري فوردون سميث، وهو الاعلان الوحيد الذي مولته حملة اوباما لصالح احد المرشحين الديمقراطيين، في حين طلب اوباما في إعلانات إذاعية من الناخبين دعم المرشحين الديمقراطيين. وأرسل اوباما ملايين الرسائل الالكترونية الى أنصاره لتشجيعهم على التطوع والتصويت لصالح المرشحين الديمقراطيين، كما ارسل نداءات هو، وجو بايدن، المرشح معه لمنصب نائب الرئيس، من اجل التبرع للجنة الديمقراطية لحملة المرشحين. كما تبرع من أموال حملته للجنة الوطنية للحزب الديمقراطي بمبلغ 10 ملايين دولار لتمويل حملات المرشحين الديمقراطيين. وفي بعض الولايات التي لها حساسية عرقية يتجنب المرشحون الديمقراطيون ربط أنفسهم باوباما، وفي هذا الصدد اعتمد المرشح الجمهوري لمجلس النواب جاي لوف في ولاية آلاباما على شريط اعلاني يقول إن منافسه الديمقراطي بوبي برايت تربطه علاقة مع باراك اوباما، وذلك لحساسية البيض في هذه الولاية تجاه السود بكيفية عامة. وبالمقابل يعتمد بعض المرشحين الديمقراطيين على الماكينة الضخمة لحملة اوباما واستقطاب اصوات السود، كما هو الشأن بالنسبة الى كاي هاغان في شمال كارولاينا، وروني مسغروف في مسيسيبي، وجيم مارتين في جورجيا، الذين يأملون الحصول على مقاعد الجمهوريين في هذه الولايات. ودأب اوباما على دعوة المرشحين للكونغرس على حضور تجمعاته الانتخابية خاصة في الولايات التي تشكل ساحة معركة. وفي إطار تسابق المرشحين على الولايات المتأرجحة، يركز جون ماكين الآن على اوهايو وفلوريدا، في حين تجول اوباما امس في فرجينيا وميسوري. وخاطب اوباما الناخبين في الدقائق الثلاثين التي اشتراها على خمس محطات تلفزيونية أول أمس في ساعات الذروة، وقال: «عندما تغلق مراكز الاقتراع يوم الثلاثاء، لا شك انكم لا تريدون أن تقولوا لأنفسكم، هناك أمر لم افعله او هذا نقاش لم اشارك فيه وهناك يد لم اصافحها». وتحدث اوباما عن معطيات جديدة حول الكساد الاقتصادي وقال إن المستهلكين خفضوا مشترياتهم بنسبة لم يسبق لها مثيل منذ 28 سنة. واشتملت الحملة الدعاية الانتخابية غير المسبوقة التي بثتها الليلة قبل الماضية الشبكات الرئيسية لقاءات مع اشخاص تحدثوا عن المصاعب التي يمرون بها في حياتهم، اضافة الى لقطات لعدد من شخصيات المال والاعمال يشرحون فيها اسباب دعمهم لانتخاب اوباما. وقال اوباما في تلك الدعاية «لن اكون الرئيس الكامل والمثالي، ولكن سنعمل معاً من اجل التغيير واتعهد لكم بانني سأحيطكم علما بما افكر فيه وبموقفي من كافة الامور».