واشنطن: مقتل المصري خالد حبيب مسؤول العمليات الخارجية لـ«القاعدة»

مسؤول أوروبي: لقي مصرعه داخل سيارة فُجِّرت بصاروخ من طائرة بريديتور

TT

صرح مسؤلوون معنيون بجهود مكافحة الإرهاب هذا الأسبوع بأنه تم شن ضربة جوية أميركية على مناطق بشمال غرب باكستان، ومن المعتقد أنها أسفرت عن مقتل أحد القيادات البارزة في تنظيم «القاعدة»، في استمرار للهجمات الجوية التي أثارت غضب باكستان، أحد الحلفاء الجوهريين للولايات المتحدة. إلا أنه يسود الاعتقاد بأن هذه الهجمات ألحقت أضراراً كبيرة بقدرة التنظيم الإرهابي على تنفيذ عمليات.

واول من امس أعلن مسؤول أوروبي رفيع المستوى بمجال مكافحة الإرهاب أن الاستخبارات المتوافرة تشير إلى أنه، على ما يبدو، تم إطلاق صاروخ من طائرة طراز بريديتور (Predator) بدون طيار، ما أدى إلى مصرع خالد حبيب، وهو مصري تولى العام الحالي قيادة المجموعة المعنية بـ«العمليات الخارجية»، والتي تتخذ من جنوب آسيا مقراً لها بينما تستهدف عملياتها الغرب. وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته نظراً لحساسية القضية، أن حبيب لقي مصرعه داخل سيارة فُجِّرت خلال الهجوم الذي وقع في 16 أكتوبر (تشرين الأول) في قرية سام، والتي تعد مركزاً للمسلحين الأجانب المتمتعين بحماية أبناء القبائل الموالين لزعيم حركة طالبان داخل منطقة جنوب وزيرستان. واستطرد المسؤول موضحاً أنه مثلما الحال مع الزعامات الأخرى التابعة للقاعدة التي من المعتقد أنه تم قتلها خلال الهجمات الجوية الأميركية داخل الأراضي الباكستانية هذا العام، يبقى من الصعب التأكد من مقتل حبيب، منوهاً بوجود تضارب في الأرقام الخاصة بعدد الضحايا الذين سقطوا في الهجوم. لكنه أضاف أن المعلومات الاستخباراتية المتوافرة تبدو مؤكدة، وقال: «الافتراض الذي نعمل على أساسه أنه (حبيب) قُتل».

ويعد مقتل حبيب، حال التأكد منه، استمراراً لنمط الجهود التي تبذلها القوات الأميركية المعنية بمكافحة الإرهاب، والتي ركزت اهتمامها على الزعامات البارزة التي تشكل المستوى الثاني من القيادة داخل «القاعدة» والتي تتولى إدارة العمليات اليومية لحساب أسامة بن لادن، ونائبه الأول، أيمن الظواهري، وكلاهما هارب من العدالة. وهناك أولوية لإعاقة عمليات التخطيط والتدريب على شن هجمات محتملة ضد أهداف غربية، وذلك حسبما صرح به مسؤولو مكافحة الإرهاب. جدير بالذكر أن أبوالليث الليبي من بين القيادات التي من المعتقد أنها لقيت حتفها هذا العام. ويعتقد مسؤولو مكافحة الإرهاب أن ضربة جوية تم شنها في يوليو (تموز) تسببت في مقتل أبوخباب المصري، وهو خبير مفرقعات اسمه الحقيقي مدحت مرسي السيد عمر. وقد تولى أبوخباب قيادة جهود التنظيم الإرهابي لامتلاك أسلحة كيماوية. وقد وقع 15 هجوماً على الأقل باستخدام طائرات بريديتور منذ مطلع أغسطس (آب)، ما يزيد على ثلاثة أضعاف إجمالي الهجمات التي شهدها العام حتى ذلك الوقت. ومع تسارع وتيرة الغارات، باتت هذه القضية بالغة الحساسية بالنسبة للحكومة المدنية الباكستانية التي لا يتجاوز عمرها في السلطة سبعة شهور. ويوم الأربعاء، استدعت القيادة الباكستانية السفيرة الأميركية، آن دبليو. باترسون، وطالبتها بوقف الضربات الجوية، مؤكدة أنها تشكل انتهاكاً للسيادة الباكستانية. إلا أنه على ما يبدو نجحت الضربات الجوية في الإبقاء على عناصر «القاعدة» في حالة هروب مستمر. وقال سكان شمال وجنوب وزيرستان إن المسلحين تجنبوا خلال الأسابيع السابقة المساجد والمدارس الدينية، التي شكلت أهدافاً رئيسية للهجمات. ومن جانبه، أكد المسؤول الأوروبي أن تصعيد حبيب للقيادة عكس وجود فوضى واضطراب في صفوف القيادة المستنفذة داخل التنظيم. وأشار إلى أن مسؤولي الاستخبارات يعتقدون أن حبيب شارك في قيادة العمليات مع كل من عبد الله سعيد الليبي وأسامة التيمي.

* خدمة «لوس أنجليس تايمز» خاص بـ «الشرق الأوسط»