القذافي يبحث في موسكو شراء أسلحة.. وأنباء عن عرض ليبي لقاعدة بحرية في بنغازي

موسكو وطرابلس تتفاوضان على بناء محطة نووية في ليبيا... ونصب خيمته يثير جدلا

العقيد القذافي لدى وصوله إلى موسكو أمس (أ.ب)
TT

بعد غياب دام 23 عاما، على آخر زيارة له إلى العاصمة الروسية موسكو في عام 1985، حل أمس الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بخيمته البدوية الشهيرة ضيفا على الرئيس الروسي دميتري مدفيديف، وهي رابع زيارة له منذ توليه الحكم في ليبيا عام 1969. وهي زيارة قد تؤدي الى استئناف التعاون فى المجال العسكري وفي مجال الطاقة النووية بين طرابلس وموسكو حليفتها السابقة فى العهد السوفياتي. وستتناول المباحثات الروسية ـ الليبية كذلك موضوع شراء اسلحة في هذه الزيارة التي تستمر ثلاثة ايام وتبدأ بمأدبة عشاء يقيمها الرئيس ديمتري مدفيديف في مقر اقامته في ميندورف قرب موسكو على ما اعلن الكرملين. وقال مصدر في الكرملين ان «التطور التقليدي للعلاقات في مجال التعاون العسكري والتقني» سيكون بين الموضوعات التي سيتم بحثها. واضاف المصدر ان المباحثات بين مدفيديف والقذافي التي ستبدأ رسميا اليوم قد تتناول ايضا موضوع «الطاقة النووية السلمية» وذلك في اشارة الى معلومات تفيد بأن موسكو وطرابلس تتفاوضان على بناء محطة نووية في ليبيا.

وأفادت صحيفة «كومرسانت» الروسية أمس نقلا عن مصدر مطلع على ترتيبات زيارة القذافي ان ليبيا «على استعداد لقبول قاعدة عسكرية روسية» في ميناء بنغازي. وأوضحت «كومرسانت» ان «الوجود العسكري الروسي سيكون ضمانة لمنع وقوع اي اعتداء على ليبيا من جانب الولايات المتحدة التي لم تسارع الى احتضان القذافي رغم عدة بادرات للمصالحة». واضافت الصحيفة ان هذا الاقتراح من جانب القذافي من شأنه «التخفيف من استياء الكرملين» الذي اثاره عدم احترام طرابلس لاتفاقاتها مع روسيا. وكانت ليبيا قد حصلت على شطب ديونها المستحقة للاتحاد السوفياتي السابق البالغة 5.4 مليارات دولار في مقابل عقود كبيرة مع شركات روسية لم تنفذها طرابلس حتى الآن. ونقلت وكالة «انترفاكس» عن مصدر في مجمع الصناعات العسكرية الروسية أمس ان حجم عقود مبيعات الأسلحة التي ستبحث في هذه الزيارة قد يتجاوز ملياري دولار (5.1 مليار يورو).

وأوضح هذا المصدر ان ليبيا معنية ايضا بالحصول على انظمة صواريخ ارض ـ جو من نوع إس ـ ،300 وتور ـ إم 1، ومقاتلات ميغ/29 وسو ـ 30 ودبابات تي ـ 90. وترجع بداية التعاون العسكري الروسي ـ الليبي الى وصول معمر القذافي الى الحكم فى العام 1969 عقب انقلاب اطاح فيه بنظام الملك ادريس السنوسي. وأصبحت ليبيا حينئذ شريكا مهما للاتحاد السوفياتي ومستوردا للأسلحة السوفياتية، وهو تعاون كانت واشنطن تنظر اليه باستياء.

واصطحب القذافي في زيارته وفدا أمنيا وإعلاميا كبيرا بالإضافة إلى العشرات من حارساته السيدات اللاتي اعتدن الظهور خلفه كحرس شخصي. وأصبحت الخيمة البدوية المزركشة التي يحرص العقيد على اصطحابها في حله وترحاله داخل ليبيا أو خارجها علامة مسجلة باسم القذافي لا سميا عندما تظهر أمامها ناقة لأنه يفضل شرب لبنها كل صباح. وحملت طائرة ليبية خاصة خيمة القذافي قبل وصوله بينما انهمك المسؤولون في بحث مكان نصبها خاصة مع اعتراض جهات أمنية روسية على استخدام الخيمة خلال الزيارة.

ويمثل مكان نصب الخيمة أيضا إشكالية دبلوماسية بين ليبيا وبريطانيا بسبب طلب القذافي نصبها في إحدى الساحات العامة هناك عندما يزور العاصمة البريطانية الشهر المقبل تلبية لدعوة من رئيس الحكومة البريطانية غوردون براون لحضور مؤتمر دولي عن الطاقة. وداخل تلك الخيمة الجيدة الإعداد والمجهزة بأعلى مستوى تكنولوجي والمكيفة اعتاد القذافي أن يعقد معظم اجتماعاته مع ضيوفه سواء داخل ليبيا أو خارجها.