ماكين واثق من الفوز ويصوب على خطط أوباما الاقتصادية ويصفها بـ«اليسارية المتطرفة»

59% من الناخبين يرون أن بالين غير جاهزة لتكون نائبة الرئيس.. وإيغلبيرغ وزير الخارجية السابق ينتقد مؤهلاتها

ماكين يصافح مجموعة من مؤيديه خلال تجمع انتخابي في مانتور في أوهايو (رويترز)
TT

قال المرشح الجمهوري للانتخابات الاميركية جون ماكين، إنه سيخوض معركة ضارية مع منافسه الديمقراطي باراك اوباما، خلال ما تبقى من ايام، في أطول حملة انتخابية عبر التاريخ الاميركي، حول خطط اوباما الاقتصادية التي وصفها بانها «يسارية متطرفة». وفي محاولة لحسم اصوات المترددين تركز حملة اوباما قبل اربعة ايام من الاقتراع، على ربط ماكين بالرئيس جورج بوش، الذي هوت شعبيته الى الحضيض بعد الأزمة المالية. وكان ماكين قد قرر من قبل ان ينقل الاهتمام للقضايا الخارجية في الايام الاخيرة للحملة، خاصة الاوضاع في العراق، ليقنع الناخبين بان اوباما غير مؤهل ليصبح القائد العام للجيوش الاميركية، الا ان تفاقم الأوضاع الاقتصادية لم يسمح له بذلك.

ويحاول المرشح الجمهوري، الذي كان امس في ولاية اوهايو، ان يكسب أصوات هذه الولاية، على الرغم من ان استطلاعات الرأي تشير الى ان اوباما يتقدمه في الولاية التي يمثلها 20 مندوباً في الهيئات الانتخابية. وفي محاولة لجذب الناخبين في اوهايو قال ماكين: «تضررت اوهايو كثيراً، الناس هنا لديهم مشاكل، حيث يجلسون في منازلهم بدون عمل، لذلك يجب علينا إخراج الاقتصاد من هذا النفق». وترأس ماكين امس تجمعين انتخابيين وشارك معه للمرة الاولى نجم هوليوود وحاكم ولاية كاليفورنيا آرنولد شوارزينغر. وشارك معه أيضا جو السباك الذي اصبح اشهر نموذج للناخب الاميركي. وعبر ماكين في حديث لشبكة «إيه بي سي» عن ثقته في الانتصار في الانتخابات، وقال: «انا واثق من الانتصار، شاركت في عدد كبير من الحملات الانتخابية. الحماسة كبيرة الاهمية، اكبر من اي حملة اخرى شاركت فيها».

وقال ان حملته ستخوض المعركة (في ما تبقى من أيام) في الجانب الاقتصادي، واضاف: «خطط اوباما الاقتصادية يسارية جدا، وخططنا في الوسط، والثابت انه يريد زيادة على الضرائب وهذا أمر واضح». ويقول اوباما إن الاسر التي يصل دخلها الى 250 الف دولار سنوياً، والافراد الذين يصل دخلهم الى 200 الف دولار سنوياً لن تطالهم اي زيادة في الضرائب. وتوقف اوباما أمس في شيكاغو للقاء اسرته بمناسبة «عيد الهلاوين»، وهو عيد اميركي يحتفل به عادة الاطفال، حيث يجمعون حلويات ويرسلونها الى أطفال الملاجئ. وانتقل اوباما من شيكاغو الى انديانا ثم الى ولاية ايوا، التي بدأت منها مسيرة انتصاراته في الانتخابات التمهيدية، حيث يشتد التنافس على أصوات هذه الولاية (سبعة اصوات) مع الجمهوريين. وينتقل اليوم الى ولاية كولورادو.

وسيظهر ماكين مساء اليوم في البرنامج التلفزيوني الشهير «مباشر ليلة السبت»، وسيستهل الحلقة بالقول «أصدقائي انا جون ماكين في بث مباشر من نيويورك ثلاثة ايام قبل الانتخابات». ويعد هذا البرنامج الأكثر مشاهدة في المواسم السياسية. وقال مساعدو ماكين انه سيقطع جولته الانتخابية في الولايات، التي اصبحت تشكل ساحات المعركة ليشارك في هذا البرنامج. ويدير البرنامج اليوم بن افليك، وهو من انصار اوباما، في حين سيكون الضيف الآخر هو المغني ديفيد كوك. وكان ماكين قد شارك في البرنامج في مايو (آيار) الماضي، عندما حسم أمر ترشيحه في الانتخابات التمهيدية، وقال ماكين يومها ساخراً: «اريد أن اسألكم، ما الذي يفترض ان نطلبه في رئيسنا المقبل؟ بالتأكيد شخص عجوز جداً، جداً، جداً». وعندما شاركت ساره بالين في البرنامج في منتصف الشهر الماضي، حقق البرنامج أعلى نسبة مشاهدة خلال 14 سنة. يشار الى ان شبكات التلفزيون الرئيسية دأبت على استضافة بالين بسبب آرائها المثيرة للجدل، وعلى الرغم من ذلك فقد افادت نتائج استطلاع نشر امس، بان 59 بالمائة من الناخبين يرون انها غير مؤهلة لمنصب نائب الرئيس. واظهر الاستطلاع الذي نشرت نتائجه صحيفة «نيويورك تايمز» وشبكة «سي بي اس» الاخبارية، ان اراء 41 في المائة من المستطلعين قالوا ان بالين ليست جيدة مقارنة مع 36 في المائة اعربوا عن تأييدهم لها، بينما قال 24 في المائة انهم لم يسمعوا عنها ما يكفي او انهم لم يقرروا بعد رأيهم فيها. وقال 59 في المائة انهم يعتبرون انها غير جاهزة لتصبح نائبة للرئيس، فيما لم تتعد نسبة من قالوا انها جاهزة لذلك المنصب 35 في المائة.

وفي هذا الاطار، قال لورنس ايغلبيرغ وزير الخارجية السابق، رداً على سؤال ما إذا كانت بالين مؤهلة لتولي المسؤولية خلال الازمات: «بالتأكيد ليست قادرة». واضاف في تصريحات بثتها اذاعة ناشونال ببليك راديو: «لا اعتقد انها في الوقت الحاضر مستعدة لتحمل مسؤولية الرئاسة، كما كان الشأن بالنسبة لكثيرين من نواب الرئيس في الماضي».

وأضاف: «السؤال هو هل بإمكانها ان تتعلم وتكون حاسمة اذا طلب منها تولي مسؤولية الرئيس؟ لنمنحها فرصة لتولي المنصب وربما تكون مؤهلة، لا أقول إنها ستكون ناضجة لكن ربما تحقق الحد الأدنى». وعلق ماكين على هذه التصريحات بان لورنس لم تتح له فرصة اللقاء مع ساره بالين.