مظاهرات في بغداد والحلة تندد باستهداف المسيحيين في الموصل

أوقاف كردستان تنفي إصدار فتاوى تدعو لاستهدافهم

مجموعة من الشبان المسيحيين والمسلمين العراقيين في مقدمة مظاهرة في حي الكرادة وسط بغداد أمس لمساندة المسيحيين في الموصل (أ.ف.ب)
TT

استنكرت تجمعات نظمتها جهات حكومية ومدنية في بغداد ومدينة الحلة (جنوب العاصمة)، أمس، استهداف المسيحيين في الموصل، كبرى مدن محافظة نينوى في شمال العراق.

وقال محمد الربيعي رئيس المجلس البلدي في حي الكرادة، وسط بغداد «نستنكر ونشجب ما تقوم به جهات خارجة عن القانون باستهداف المسيحيين في بعض المناطق ودفعهم للهجرة رغم كونهم أصل الحضارة العراقية». وأضاف «نطالب الحكومة بتوفير الأمن لهم وتأمين حياة مستقرة وإعادتهم الى ديارهم».

من جهته، قال لويس الشابي أحد قساوسة كنيسة القديس يوسف للكلدان، ان «التجمع يعبر عن الاستياء حيال التهجير القسري الذي تعرض له المسيحيون في نينوى»، مشيرا الى ان «غالبية الحاضرين من المسلمين المتضامنين مع اخوانهم المسيحيين».

وحمل المشاركون أعلاما عراقية وسط إجراءات أمنية مشددة كما رفعوا لافتات «تستنكر الاعتداءات التي يتعرض لها اخواننا المسيحيون». بدوره، قال محمد الزهيري نيابة عن منظمات المجتمع المدني «نعلن وقوفنا صفا واحدا ضد الممارسات الارهابية التي لا تستطيع قلع جذور المسيحيين من ارضنا». وفي الحلة، كبرى مدن محافظة بابل (100 كلم جنوب بغداد)، تجمع مئات من المنظمات المدنية والحكومية في باحة كنيسة مريم العذراء تنديدا بالعنف ضد المسيحيين.

وقال ممثل الطائفة المسيحية في بابل سامي متى لوكالة الصحافة الفرنسية ان «تهجير المسيحيين فتنة من أعداء العراق مثلما حصل بين الطوائف الاخرى»؛ في إشارة للصراع بين السنة والشيعة.

وقد أعلنت وزارة حقوق الانسان في 22 الشهر الحالي، ان عدد العائلات المسيحية التي نزحت من الموصل (370 كلم شمال بغداد) إثر عمليات قتل طالت اكثر من 12 من ابناء الطائفة وتدمير ثلاثة منازل، بلغ 2270 عائلة.

وتعرض المسيحيون في الموصل لسلسلة من الاعتداءات أبرزها خطف أسقف الكلدان المطران بولس فرج رحو في 29 فبراير (شباط) الماضي والعثور عليه ميتا بعد اسبوعين. كما تعرض مسيحيون في بغداد وكركوك والبصرة لموجة من الاعتداءات اسفرت عن فرار العديد منهم باتجاه شمال العراق او الخارج.

وفي تطور لاحق، نفت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في حكومة إقليم كردستان، أمس، ما تردد عن إصدار أحد أئمة جوامع محافظة اربيل فتوى بقتل المسيحيين والإيزيديين، وفق بيان للوزارة.

وكانت اتهامات قد وجهت الى قوات البيشمركة وأخرى الى اكراد في قوات الأمن العراقية بالوقوف وراء الحملة التي استهدفت المسيحيين في الموصل. وقال البيان إن «صحفا ومواقع الكترونية نشرت في الفترة الاخيرة أن الملا فرزند مزوري إمام وخطيب مسجد قضاء هرير التابع لمحافظة اربيل أفتى في إحدى خطب الجمعة بقتل المسيحيين والإيزيديين، الأمر الذي دفع بصحافيين وكتاب الى مطالبة وزارة الأوقاف بوضع حد لمثل هذه الفتاوى التي تحمل تهديدات صارخة»، بحسب الوكالة المستقلة للانباء (اصوات العراق).

وأضاف البيان أن «الإمام المذكور اتصل بالوزارة ونفى صحة تلك الأنباء، مؤكدا أنه لم يتطرق الى المسيحيين والإيزيديين في خطبه منذ اكثر من سنة ونصف السنة، حيث علق في المرة الاخيرة على قضية مقتل فتاة إيزيدية وهذا ما تناوله اغلب خطباء الجمعة آنذاك، معترفا بأن خطبته تلك كانت حماسية قليلا، وهذا ما تسبب باستدعائه الى الوزارة لمحاسبته».

ونقل البيان عن الملا فرزند مزوري قوله “منذ ذلك الحين لم اتحدث في خطبي سوى عن السلام والتعايش المشترك في الاقليم”.