الحريري: الإرهاب صناعة النظام السوري ولا مساومات على المحكمة الدولية

في حديث إلى تلفزيون «روسيا اليوم» لمناسبة زيارته الى موسكو

TT

عرض رئيس كتلة المستقبل النيابية، النائب سعد الحريري، مع رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية، سمير جعجع، في لقاء عقداه في قريطم مساء اول من امس، التطورات المحلية والاقليمية. واعلن الحريري، في مقابلة مع تلفزيون «روسيا اليوم» ان زيارته قريبا الى موسكو تهدف الى «تفعيل العلاقات اللبنانية ـ الروسية». واذ اعرب عن تفاؤله بمستقبل لبنان، اكد سعيه دائما الى منع اي دولة من التدخل فيه، معربا عن اعتقاده بان «الحوار حول سلاح حزب الله والاستراتيجية الدفاعية يجب ان يتم على نار هادئة». بداية قال الحريري، ردا على سؤال حول لقائه نصر الله: «كان جيدا جدا سادته المصارحة ومراجعة لما حدث خلال الأعوام الثلاثة والنصف الماضية، وكان فيه استيعاب للاحتقان في الشارع اللبناني. وكان الجو ايجابيا جدا والكلام صريحا». واضاف: «كانت هناك آراء مختلفة وثوابت عند كل من الطرفين بازاء التطلعات السياسية. ولكن كان هناك اجماع على انه كلما كان هناك حوار في لبنان وتحاور بين الاطراف اللبنانيين، كانت الوحدة الداخلية اللبنانية متماسكة امام أي محاولة لزعزعة الاستقرار في البلد». وتابع: «اظن ان ما حصل في السابع من ايار الماضي، كان درسا رأت من خلاله المعارضة ان لا شيء يتغير. السابع من ايار كان كلحظة انهيار للثوابت اللبنانية والحوار والتواصل والمصارحة والتعاطي والقبول برأي الآخر. اننا لغاية الآن نشهد تداعيات لهذا اليوم. وستبقى هناك تداعيات له في المستقبل. علينا ان نستوعب ما حصل. ومن الواضح ان هناك محاولة وارادة من حزب الله والسيد حسن نصر الله لاستيعاب ما حصل. ونحن ايضا نريد ان نستوعب ما حصل».

وعما اذا كانت قوى 14 آذار ستبقى على تحالفاتها القائمة حاليا خلال الانتخابات النيابية، اجاب: «بالتأكيد، نحن في قوى 14 آذار لدينا ثوابت، وننظر فعليا الى لبنان والى التضحيات التي قدمها الشعب اللبناني بكل اطيافه توجهاته وشخصياته. نحن نؤمن بان قوى 14 آذار حققت انجازات، منها قيام المحكمة الدولية والخروج السوري من لبنان والانتخابات التي حصلت عام 2005 ونجاح مؤتمر باريس ـ 3. كل هذه الامور انجازات. كذلك كانت هناك انجازات لقوى 8 آذار كالصمود خلال الحرب وغيره. لكن نحن نؤمن بان كل هذه الانجازات هي للبنان مجتمعا وليست لاي طرف دون الآخر. هنا يكمن الفرق بيننا».

وردا على سؤال عن امكانية تحالفه مع حزب الله في المرحلة المقبلة، اجاب: «بالتأكيد لن يكون هناك تحالف انتخابي مع حزب الله». وحول موقفه من الإرهاب وتنظيم «فتح الاسلام»، قال «مسألة الارهاب وكل الكلام في شأنه مردود للذين يتهموننا به. في 14 شباط 2005 تم اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وخلال ثلاثة أعوام ونصف عام كانت كل قوى 14 آذار مستهدفة، واغتيل العديد منها. نحن كنا اول من وقف ضد فتح الاسلام. القوى السياسية في 14 آذار وتيار المستقبل هي من اعطت الجيش الغطاء السياسي ليدخل الى مخيم نهر البارد، في حين وضع الاخرون خطوطا حمرا لمنعه. لذلك نحن قوى الاعتدال. وانا متطرف بالاعتدال. واي تطرف بالنسبة الي هو عدو تيار المستقبل. بالنسبة الينا الارهاب والارهابيون ومن يدعون انهم مسلمون ويدعون الاسلام، مثل التكفيريين او القاعدة او غيرهم، فانهم يكفروننا قبل ان يكفروا أي انسان آخر. وهم قلة ويجب محاربتهم. بالنسبة الينا كتيار المستقبل، نحن نعرف ان الارهاب الموجود في لبنان مستورد.. معظم الاغتيالات والتفجيرات التي تحدث في العالم وتكون «القاعدة» وراءها فإنها سرعان ما تعلن عنها وتتبناها. في حين ان احدا لم يعلن مسؤوليته عن أيٍ من الاغتيالات التي حصلت في لبنان. من هنا اقول ان هذه الاغتيالات هي من فعل دولة، ولن تقوم هذه الدولة بتبني عملية اغتيال. حتى انه ليس في استطاعتها اقناع العالم بان «القاعدة» هي وراء اغتيال هؤلاء الناس». وردا على سؤال آخر، قال الحريري: «الارهاب هو صناعة بحتة من النظام السوري. وانا اتحداهم واتحدى كل النظام السوري ليعمل على انشاء لجنة تحقيق دولية، لنرى من الذي يورد الارهاب الى من، ومن الذي يصدره الى العراق ولبنان، ومن الذي يدرب ولديه مخيمات تدريب للارهابيين على اراضيه. واذا لم يريدوا لجنة تحقيق دولية فلتكن لجنة تحقيق عربية. وانا اتحداهم ان يقبلوا بذلك». وعن الإصرار على اتهام سورية بالاغتيالات، قال: «نعم، في السياسة انا اتهم النظام السوري، لكنني قلت ايضا ان المحكمة الدولية هي التي ستكون لها الكلمة الفصل في هذا الشأن. وهي من سيقرر. وهناك لجنة تجري التحقيقات. نحن من المطالبين باقامة علاقات دبلوماسية بيننا وبين الجمهورية السورية. وهذا امر يصب في مصلحتنا في لبنان لان هذه العلاقات يجب ان تكون ندية. اذا كان هناك خلاف سياسي مع سورية، فيجب ان يتم حله في اطار العلاقات الدبلوماسية بين بلدين وليس من خلال علاقات بين حزب وآخر. وكذلك عندما يريد لبنان مخاطبة سورية لاي امر كان، لا يتوجه الى أفرقاء فيها بل الى الدولة السورية». واضاف: «انا اشك ان تكون جهات اصولية وراء الاغتيالات، ولكن اردد ان اي نتيجة تصل اليها اللجنة الدولية او المحكمة الدولية واي قرار ظني يصدر، لن نزايد عليه. نحن طالبنا بالمحكمة الدولية ونتقبل نتائجها سلفا».

وعن التأخر في انشاء المحكمة، قال: «ان انشاء المحكمة يستغرق بعض الوقت، خصوصا ان عمل لجنة التحقيق علمي، لانها تعمل على البحث عن الوقائع والحقائق للتوصل الى اصدار القرار الظني، وليس كما يحصل عندنا، من العبث بمسرح الجريمة ومساعدة المجرم احيانا على الفرار من السجن». وحول علاقته برئيس اللقاء الديمقراطي، النائب وليد جنبلاط، اكد: «علاقتي به ممتازة، نحن حلفاء الدرب ولا شيء يفرقنا. قد تحصل احيانا بعض الخلافات الصغيرة، لكن العلاقة بيننا متينة واستراتيجية واخوية. انا اعتبر ان وليد بك من الاشخاص الذين كانوا محوريين منذ لحظة اغتيال الوالد. نحن كعائلة كنا حينها ضائعين، لكن وليد بك حمل المشعل وخاض المعركة. وخلال الأعوام الثلاثة والنصف الماضية تعاملنا مع بعضنا بكل صدقية وشفافية، وكانت هناك علاقة مميزة بيننا. وهي ستستمر لانني اعتبر وليد بك بمثابة اخ كبير لي».

وعن موقفه من الدعوات لزيادة عدد المشاركين في الحوار الوطني، قال الحريري: «بصراحة، انا ضد توسيع طاولة الحوار. واعتقد ان هذا الامر لا جدوى منه. اتفاق الدوحة واضح وصريح، فلا داعي للف والدوران. هناك قوى سياسية موجودة ومنتخبة في مجلس النواب». واعتبر «ان الحوار حول سلاح حزب الله والاستراتيجية الدفاعية يجب ان يتم على نار هادئة. ويجب الا يحصل في الاعلام او في اجواء متشنجة. وهذا يتطلب وقتا. ولا يمكن ان يحل هذا الموضوع الكبير بجلسة او جلستين من الحوار».