المشاورات تحضيرا لمؤتمر الحوار الوطني تنشط مع عودة سليمان والسنيورة من الخارج

توسيع دائرة المشاركة يتأرجح بين عدم الحسم والرفض

TT

مع بداية العد العكسي للجلسة الثانية من مؤتمر الحوار الوطني اللبناني المقرر عقدها في القصر الجمهوري برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، تنشط المشاورات وتتكثف اللقاءات بين الفرقاء السياسيين عامة والحلفاء منهم خاصة. ومع عودة الرئيس سليمان من روما ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة من القاهرة، ينتظر ان تتسارع الاستعدادات لمؤتمر الحوار وخصوصا ان المصالحات التي جرت حتى الآن وفرت مناخات ايجابية لانعقاده.

وأكد النائب بطرس حرب (قوى 14 آذار) ان «توسيع طاولة الحوار لم يحسم بعد. والمعلومات المتوافرة ان رئيس الجمهورية سيطرح على المتحاورين بحث هذا الموضوع. وإذا تم الاتفاق على توسيعها سيصار الى اعتماد هذا الأمر. وإذا لم يحصل ستطوى هذه الصفحة، ويستمر الحوار في القضايا المطروحة وفقا للآلية في اطار الممثلين او القيادات الموجودة حول الطاولة».

وقال امس: «اذا كان من طالب بتوسيع طاولة الحوار يفعل ذلك تحت طائلة التهديد بوقف الحوار او وضعه كشرط لاستمراره، فاعتقد ان هناك مشكلة سنواجهها. وإذا كان الامر مجرد الرغبة او التمني بالتوسيع من دون ان يؤدي هذا الامر الى تعريض استمرار الحوار، عندها اعتقد اننا لن نمر بأزمة. وسيطرح هذا الامر في جلسة مقبلة، وبالتالي سنتجاوزه».

وقال عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب فؤاد السعد ردا على سؤال اذا كان يعتبر ان توسيع طاولة الحوار قد طوي: «ان الأمر لا يستلزم طاولة حوار. وان طاولة الحوار كانت عندما كان الناس او الفرقاء لا يتحدثون مع بعضهم البعض. هناك مجلس نواب وحكومة. وهما متوافقان، وفقا لما تقرر في الدوحة، ويعملان. وهناك قوانين. وذاهبون الى انتخابات. ولا أرى لزوما لحوار في غير المؤسسات الرسمية. وهناك مجلس وزراء، لماذا لا يتحاور؟ ولماذا علينا الحديث عن حوار وندخل في عملية عدد وتوسيع وغيره؟ وكل تغيير يجر آخر. ويبقى هناك أناس غير راضين وما الى هناك. ونسأل: لماذا اللجوء الى حوار ضمن حلقة غير متفق عليها، في حين ان هناك مؤسسات رسمية قادرة على ان تتحاور؟».

اما عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب انطوان سعد، فدعا الى «الاستفادة من مناخ المصالحات لتمتد رقعتها على المناطق المسيحية»، معتبرا ان «لقاء رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله سيرخي بظلاله الايجابية على اجواء طاولة الحوار». وشدد على «ضرورة حماية أجواء المصالحات من بعض المتضررين الذين يتسكعون في الأزقة والزواريب لتخريب مناخات التهدئة والاستثمار في اروقة بعض الانظمة الشمولية».

الى ذلك، رحب المجلس الاعلى لحزب «الوطنيين الاحرار» في بيان وزعه امس بـ«لقاء الحريري ـ نصر الله لتأثيره الايجابي بعد أحداث 7 مايو (ايار) وتداعياتها، ولمساهمته في ترسيخ ثقافة التواصل والحوار التي لا غنى عنها في وطن التعددية والخصوصية».

وكان رئيس الحزب دوري شمعون قد زار النائب الحريري منذ ايام واطلع منه على نتائج لقائه والأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله. وجاء في بيان «الاحرار»: «ان حزب الله مطالب خصوصا بخطوات عملية لإضفاء الجدية على خياراته المستجدة، وفي مقدمها العودة عن نهج بناء دويلته المتمثل في قرار الاحتفاظ بسلاحه لاعتبارات لا تكف حلقاتها عن التوسع متخطية حدود التوافق اللبناني والتهديد الضمني باستعماله في الداخل، طالما يتم سبغه بهالة القدسية، ووصف حامليه بالمجاهدين وأعمالهم ممهورة بخاتم الهي. وهو مطالب ايضا بان يبرهن ان انعطافة استراتيجية في كنف الوطن الواحد والدولة الموحدة في ظل اتفاق الطائف هي حقيقة لا ادعاء ولا مجرد مناورة تفرضها ضبابية المرحلة الراهنة اقليميا ودوليا ورمادية التطورات المرتقبة على الجبهات السياسية والأمنية والعسكرية».

وأكد الحزب رفضه «توسيع قاعدة المشاركين في مؤتمر الحوار او طرح موضوعات خارج جدول اعماله المعروف»، داعيا الى «التقيد الدقيق باتفاقي الطائف والدوحة في كل المقاربات ضنا منا بالمصلحة الوطنية وتوخيا لفاعلية الحوار».