زعيم خاطفي الصينيين بكردفان لـ «الشرق الأوسط»: الحكومة هي من قتل الرهائن الثلاثة

السفير الصيني ينفي تدخل قوات من بلاده في معركة إنقاذ الرهائن.. ولجنة تحقيق من بكين تصل إلى الخرطوم

TT

كشف قائد مجموعة خاطفي العمال الصينيين التسعة الذين لقي 3 منهم مصرعهم في عملية انقاذ فاشلة، تفاصيل المعارك التي دارت بين الخاطفين والجيش السوداني الاثنين الماضي، وأعلن السفير الصيني في الخرطوم عن عثور أحد المخطوفين حياً تسلمته السلطات السودانية فيما جرح 3 آخرون الاسبوع الماضي وما زال اثنان في يد خاطفيهم في منطقة ما بجنوب كردفان. ونفى قائد المجموعة الخاطفة ابو حميد آدم دناي في أول اتصال له مع «الشرق الاوسط» بعد معركة محاولة تحرير الرهائن الاسبوع الماضي، ان تكون مجموعته قد قامت بقتل العمال الصينيين، وأضاف «إذا كانت نيتنا قتلهم لفعلنا ذلك منذ ان اعتقلناهم»، وقال ان «مجموعته كانت بصدد تسليم الرهائن التسع الى الحركة الشعبية بزعامة النائب الاول للرئيس السوداني رئيس حكومة الجنوب سلفا كير، لكن الجيش السوداني وجهاز الامن والتابعين لهم من ابناء المسيرية قطعوا الطريق امام وصولنا للجنوب وتسليم الرهائن وهم الذين قتلوا الصينيين الثلاث».

وأكد دناي أن اثنين من الرهائن ما زالوا أحياء وبحوزتهم وانه سيقوم بتسليمهم الى حكومة الجنوب في اول نقطة يصلها في الحدود الجنوبية، مشيراً الى ان رسالتهم كانت لفت الحكومة المركزية للتهميش الذي تشهده منطقته، وقال «لم يكن في نيتنا قتل الرهائن ونحن سبق ان اختطفنا صينيين من قبل وأطلقنا سراحهم دون اراقة دماء». وقال دناي ان اتصالات كانت قد جرت بينه وأعيان من قبيلته المسيرية لتسليم الرهائن، وان مندوباً من الشركة الصينية كان برفقة الاعيان، وأضاف ان «الاتصالات أسفرت عن امكانية تسليم الرهائن بشرط ان تكون الحركة الشعبية موجودة في عملية التسليم»، وتابع «بعد الاتفاق على منطقة، كدمة، لتسليم الرهائن الى الحركة الشعبية مع الوساطة من القبيلة والمندوب الصيني غدر بنا وتمت إحاطتنا بالسيارات ذات الدفع الرباعي وطائرتين تابعتين للجيش». وأشار الى ان من قادوا الوساطة من اعيان المنطقة عادوا مع تأكيدهم بأنهم سيحضرون لتسلم الرهائن، وقال «بدلا عن تسلم الرهائن تم قصف مواقعنا واشتبكنا مع القوات الحكومية وقتل الصينيون الثلاثة في الحال وجرح آخر مع سبعة جرحى من مجموعته»، وأضاف ان مجموعته تركت القتلى والجرحى الصينيين على ارض المعركة، وتابع «ما تقوله الخرطوم بأننا قتلنا الرهائن الصينيين كذب وعار عن الصحة هم الذين قتلوهم واردوا الصاق دم الرهائن برقابنا». وشدد على انه سيقوم بتسليم الرهينتين الاثنتين اللذين بحوزتهم الى الحركة الشعبية وحكومة الجنوب، لكنه ابدى تخوفه من مواصلة اعتداء القوات الحكومية عليهم. وقال «اذا اتصلت الحركة الشعبية سنسلمها الصينيين الاثنين فوراً». وجدد دناي مطالب مجموعته الحكومة السودانية بإنهاء التهميش واحداث التنمية في المنطقة، واضاف ان الشركات الصينية غير مرغوب فيها اذا كانت تدعم الخرطوم في سرق ثروات المنطقة، وتابع «اذا متنا فان هناك المئات من شبابنا سيواصلون المسيرة حتى نحقق أهدافنا». من جهة أخرى، أرسلت الصين فريقا من المسؤولين الى الخرطوم للمشاركة في التحقيقات حول اختطاف العمال الصينيين في جنوب كردفان منذ نحو أسبوعين. واستبعد السفير الصيني لدى الخرطوم لي تشاو لـ«الشرق الاوسط»، ان تعكر عملية قتل ثلاثة من رعاياه العلاقات مع السودان. وقال إن مباحثات الفريق الصيني ستتطرق الى التحركات الجارية لاطلاق سراح المختطفين الاثنين، مشيرا الى ان البلدين ينسقان سويا في معالجة هذه القضية ويتبادلان وجهات النظر، مؤكداً ان المطلوب هو الإسراع في تأمين سلامة بقية المختطفين. ونفى تشاو تدخل القوات الصينية الموجودة في دارفور في عملية تحرير الرهائن التي تمت الاسبوع الماضي. وقال ان تلك القوات تعمل تحت إمرة قوات الأمم المتحدة ووفق تفويضها للعمل في دارفور، وتابع «كل ما يشاع عن ان قوات صينية شاركت في معركة تحرير الرهائن غير صحيح».

وقال ان مطالب الخاطفين مهما تكن وجاهتها، إلا ان عملية الخطف والقتل غير مقبولة وتجد الادانة لأنها ارهابية، مشيراً الى قتل العمال الثلاثة الصينيين تم بأيدي خاطفيهم، لكنه عاد وقال «السلطات السودانية تحقيق ونحن نتابع كيفية قتل المواطنين الصينيين الثلاثة».