المواقع الأصولية تدخل إلى حلبة الانتخابات الأميركية

لا يوجد إجماع عام على مرشح محدد يمكن أن يكون أكثر فائدة لـ«القاعدة»

TT

مع اقتراب قدوم رئيس جديد للولايات المتحدة، باتت المواقع الإلكترونية المرتبطة بتنظيم القاعدة أرضا خصبة للمناقشات، حيث يقوم زوار تلك المواقع من الناشطين الإسلاميين بمحاولة توقع أي من المرشحين ـ ماكين أم أوباما ـ هو الذي سيجلب السقوط السريع لأميركا.

لكن الاتفاق الذي يسود بين زوار تلك المواقع هو أن كلا المرشحين من الشخصيات السيئة، فقد سخر أحد المواقع على الإنترنت من ماكين فوصفه بأنه «متهور» وأكثر غباءً وتطرفًا من بوش، وفي الوقت ذاته تمنى موقع آخر مصرع أوباما. وقد قال أحد كبار المعلقين ممن تتوافق آراؤه مع آراء القاعدة إن الرئيس الجديد ـ أيًا كان ـ سوف يضطر إلى الانسحاب من العالم الإسلامي.

وقد جاء في أحد الموضوعات التي كتبها واحد من زوار الموقع، والذي يلقب نفسه بـ«أسد الجهاد2»: «إذا بقي العدو في أرضنا، فإن ذلك سيرهق أميركا وذلك أحد أهداف القاعدة، وإذا سحبت أميركا قواتها سترسخ القاعدة من أقدامها على الأرض وتتفرغ لتصفية خصومها الآخرين، وهو أيضًا أحد أهداف القاعدة». تلك التعليقات غالبًا ما تنشر على موقعي الاخلاص والحسبة المحسوبين على القاعدة، وتقوم مجموعة استخبارية تدعى SITE، وهي عبارة عن مجموعة صغيرة تراقب المواقع الإسلامية لصالح الحكومة وعملاء صناعيين، بترجمة وتحليل أشهر التعليقات على هذه المواقع.

وتقول ريتا كاتز مديرة سايت، التي أصدرت مجموعتها، هذا الأسبوع، في خلاصة وافية لأهم التعليقات التي وردت على تلك المواقع: «لا يوجد إجماع عام بين الجهاديين على مرشح محدد يمكن أن يكون أكثر فائدة للقاعدة»، كما أشارت إلى أنه لم يبد أي من زوار المواقع تأييده لأي من المرشحين. وتقول كاتز في تصريح لها: «لا يمكن للقاعدة أن تدعم مرشحًا معينًا لأن الرئيس الجديد لن يدعم قائدًا جديدًا للقاعدة». كان الكثير من النقاشات الخاصة بالانتخابات الأميركية قد انطلقت على موقع الحسبة، حيث عبرت عن تأييد قوي لماكين، معللة تأييدها ذلك بأن الديمقراطيين سوف يجرون الولايات المتحدة إلى حرب عصابات طويلة ومكلفة مع القاعدة في العراق وأفغانستان. فقد كتب محمد حفيظ ـ الذي يعد أحد أقدم أبرز الأصوات النافذة في المواقع المرتبطة بالقاعدة، حيث يوجد له أكثر من 600 مقالة منذ عام 2003 ـ أنه «يجب أن تدعم القاعدة ماكين في الانتخابات ليكمل مسيرة الفشل لسلفه بوش».

وتجذب تعليقات حفيظ عشرات الردود، من بينها أحد التعليقات التي كتبها شخص يطلق على نفسه اسم «القلم»، يوم الاثنين، أشار فيها إلى أن أوباما سيسرع في الانسحاب من العراق، وأن الأمور ستكون مهيأة لدولة العراق الإسلامية، وستتمكن القاعدة من إنشاء قاعدة لتوسع نطاق الصراع في الشرق الأوسط.

وفي رسالة تم عزوها إلى أبويحيى الليبي، أحد كبار مسؤولي القاعدة، دعا فيها إلى عدم التصويت إلى ماكين، لكنه لم يؤيد ترشيح أوباما، قال ـ بحسب ترجمة موقع LauraMansfield.com وهو موقع يتابع المواقع الإسلامية ـ : «يا الله يا رب العالمين أذل بوش وحزبه».

ولا يتناول مجتمع الإسلاميين المستخدمين للإنترنت أوباما، الذي يتحدر من أصول أفريقية وجد مسلم ومناصر لوجهات النظر الإسرائيلية والذي يبدو كلغز أو أحجية، بالكثير من التعليقات. كما أعرب الكثير من المعلقين على الموقع عن شكوكهم في إمكانية سماح الأميركيين البيض والصهاينة لرجل أسود بتولي منصب الرئيس. إلا أن أوباما بعد خطابه الهام، الذي ألقاه في فبراير، وتعهد فيه بالدفاع عن إسرائيل، قد عرّض الحزب الديمقراطي للسب واللعن على موقع الحسبة، حيث أوردت مجموعة سايت ترجمة لما كتبه أحدهم قال فيها: «إنه يتبع خطوات سلفه، ولن نرى شيئًا مختلفًا عما فعله الكلب السابق». تأتي تلك المناقشات وسط ضربة موجعة أخرى تعرضت لها القاعدة، حيث قتل خالد حبيب أحد كبار القادة الميدانيين في منتصف شهر أكتوبر (تشرين الأول) في قصف صاروخي أميركي على منزل آمن في جنوب وزيرستان الباكستانية بالقرب من الحدود الأفغانية. وأكد مسؤول أميركي متخصص في مجال مكافحة الإرهاب ـ شريطة عدم ذكر اسمه ـ موت المصري خالد حبيب، وأشار إلى أنه يقاتل في صفوف القاعدة منذ مدة طويلة وأنه يضطلع بصورة رئيسة بالتخطيط والعمليات.

* شاركت جولي تات في كتابة هذا التقرير

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»