البشير لـ «الشرق الأوسط»: لا عودة إلى مربع الحرب.. وملتزمون بنتائج الانتخابات

الرئيس السوداني رحب بأي منافسة «نزيهة».. وقلل من إمكانية وفاء المانحين بالتزاماتهم بعد الأزمة المالية العالمية

TT

استبعد الرئيس السوداني عمر حسن البشير، أن تعود بلاده إلى مربع الحرب من جديد، قائلا إنه «أصبح جزءا من الماضي». وقال إن جميع المبادرات والاتفاقيات ذات العلاقة بإرساء السلام في دارفور «تسير سيرا حسنا».

وقلل البشير، في تصريحات خص بها «الشرق الأوسط» عشية مغادرته السعودية بعد زيارة استمرت يومين، من شأن التقارير التي تتحدث عن عمليات تسلح تشهدها مناطق جنوب السودان تمهيدا لسيناريو حرب محتملة.

وقال البشير «اتفاقية السلام الشامل (نيفاشا بكينيا) التي انهت حرب الجنوب، واتفاقية أبوجا (نيجيريا) لسلام دارفور، ومبادرة «أهل السودان» لحل مشكلة دارفور، على الصعيد الداخلي تسير سيرا حسنا، ولا نخشى من العودة إلى مربع الحرب، فذلك أصبح جزءا من الماضي». وأرجع الرئيس السوداني، اعتراء مسيرة السلام في إقليم دارفور، لبعض الهزات أو العثرات «لكون البدايات دائما صعبة». واستدرك بالقول «ولكن بفضل الله ثم بوعي القادة والقاعدة العريضة من أبناء شعبنا قد اجتمع رأيهم بأن لا عودة للحرب، ولا سبيل غير الحوار وإشاعة ثقافة السلام». وأكد الرئيس البشير على التزام بلاده بإقامة الانتخابات في موعدها المحدد، كما أعلن التزامه بنتائجها أيا كانت. ورد على سؤال حول بروز احتمالية فوز نائبه الاول سلفا كير في الانتخابات المقبلة كونه مدعوم من أحزاب المعارضة بقوله «نحن ملتزمون بإقامة الانتخابات في موعدها، وهذا أمر جوهري، وملتزمون بنتائجها أيا كانت، وهذا التزام وقناعة قيمية وأخلاقية وسياسية، ونرحب بكل منافسة حرة ونزيهة وشفافة». وانتقد في سياق ذي صلة بتنمية إقليم دارفور، مجموعة المانحين، والذين قال إنهم لم يوفوا بالتزاماتهم بشكل مرضي. وقال «ما قطعه المانحون على أنفسهم لدعم مسيرة السلام في بلادنا لم يتمكنوا من الوفاء به بشكل مرض حتى قبل أن تضرب الأزمة المالية بأطنابها في الاقتصاد العالمي». وتحدث عن أن بلاده ستعتمد على إمكاناتها المتاحة. وأضاف «لذلك فنحن نعتمد على الله، ثم على إمكاناتنا المتاحة بالإضافة إلى دعم الدول الشقيقة والصديقة في محيطنا العربي والأفريقي والإسلامي». مقللا بذلك من إمكانية وفاء المانحين الدوليين بالتزامات تنمية الإقليم بعد الأزمة العالمية الأخيرة. وشدد البشير في ذات السياق، على ضرورة أن يكون لمبادرة المؤتمر الإسلامي والتي ستلتئم في السعودية، في فبراير (شباط) من العام المقبل، «دورها الفاعل في إعادة إعمار دارفور، وتوفير الخدمات، وإرساء قواعد التنمية بإذن الله». وأعلنت منظمة المؤتمر الاسلامي اخيرا عزمها عقد مؤتمر في السعودية، يهتم بتنمية وإعمار دارفور.

وكان الرئيس السوداني، قد عقد جلسة مباحثات معمقة مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، نهاية الأسبوع الماضي، فيما غادر المدينة المنورة أمس عائد إلى بلاده بعد زيارة استغرقت يومين، أدى خلالها شعيرة العمرة وزار المسجد النبوي الشريف. وذكر البشير بأن أبرز الملفات التي تناولتها مباحثاته مع الملك عبد الله، كان ملف العلاقات الثنائية.