حماس تحذر من تراجع فرص الحوار بسبب استهداف عناصرها في الضفة

طالبت مصر بالتدخل.. والرئاسة الفلسطينية تنفي وجود معتقلين سياسيين لديها

TT

اتهمت حركة حماس، السلطة الفلسطينية، بتصعيد الهجمة ضد انصارها في الضفة الغربية، واعتقال العشرات منهم، واقتحام مؤسسات ومساجد وجمعيات خيرية. وحذرت حماس من تراجع كبير لفرص نجاح الحوار المزمع خلال الشهر الجاري في القاهرة، في حال استمرار السلطة «في تصفية الحركة في الضفة الغربية». الا ان الرئاسة الفلسطينية قالت ان لا معتقلين سياسيين لديها.

وأصدرت حماس، عدة بيانات متتالية من الضفة وغزة، تلقت «الشرق الاوسط» نسخا منها، تطالب مصر بالتدخل لوقف استهداف عناصر الحركة في الضفة. وقال فوزي برهوم، الناطق باسم حماس، إن «عدم تدخل مصر حتى اللحظة للضغط على رئيس السلطة محمود عباس لوقف الاعتقالات السياسية في الضفة الغربية وتصفية حركة حماس وإطلاق سراح كافة المعتقلين في سجون السلطة لا يخدم بالمطلق فرص نجاح الحوار». وأضاف، أن «هناك حملة غير مسبوقة تشنها أجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية طالت عددا كبيرا من أبناء وعناصر وقيادات حركة حماس تزامنت مع دعوة مصر الفصائل الفلسطينية للبدء في الحوار، بل وازدادت وتيرتها بعد أن أطلقت الحكومة الفلسطينية في غزة سراح كافة المعتقلين لديها من أبناء وقيادات حركة فتح». وقال، برهوم «إن استمرار الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية في هجمتها الشرسة على حركة حماس بهدف تصفيتها وبتنسيق أمني خطير مع المحتل الصهيوني، دون تدخل مصري فوري للضغط على الرئيس عباس لوقفها وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين من سجون السلطة في الضفة لا يخدم أي جهود لإنجاح الحوار الفلسطيني، بل سيحدث تراجعا كبيرا في فرص نجاحه».

وتابع، «مصر حتى اللحظة لا تبدي موقفا واضحا من الملاحظات التي قدمتها الفصائل الفلسطينية وحركة حماس على الورقة المصرية، مع تقديرنا للدور المصري والذي نحرص على إنجاحه وضرورة استمراره بما يضمن الوصول إلى مصالحة حقيقية وإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي».

وجاءت أقوال برهوم بعد قليل من اعلان حماس في الضفة عن حملة غير مسبوقة لاجهزة أمن السلطة استهدفت كواردها في عدة مدن. وقالت حماس في الخليل جنوب الضفة ان الأجهزة الأمنية داهمت العديد من بيوت أنصار وكوارد حركة حماس في عدة قرى ضمن حملة شرسة مستمرة منذ أيام وطالت مساجد وجمعيات اعقتل خلالها العشرات من انصار الحركة. واستنكرت الحركة في طولكرم، شمال الضفة «الاعتداءات المتواصلة التي يتعرض لها أبناؤها ومناصروها ومؤيدوها» وقالت إن الأجهزة الأمنية الفلسطينية في طولكرم «قد مارست خلال شهر تشرين الأول (أكتوبر) المنصرم 39 اعتداء بحق الحركة ومناصريها ومؤيديها». واضافت «في الوقت الذي يصدر من قادة فتح وإعلامييها دعوات الوحدة والمصالحة والحوار أصبحنا نترقب الاعتداءات أكثر فأكثر.. وكأن تصريحاتهم الوحدوية (شيفرة خاصة) توعز لأدواتها زيادة الاعتداءات، الأمر الذي يدل على التناقض الفتحاوي وعدم الجدية والمصداقية في التعامل مع قضايا الشعب الفلسطيني .. وعدم احترام الجهود العربية لإنجاح المصالحة». وكانت حماس في الضفة الغربية، طالبت السلطة باطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين، ردا على خطوة كهذه اتخذتها حماس في القطاع. . وتتهم الاجهزة الامنية، معتقلي حماس لديها، بالتحضير والتخطيط لهجمات تستهدف قيادات في السلطة. وكان قائد منطقة الخليل، العميد سميح الصيفي، قال في تصريحات سابقة لـ«الشرق الاوسط» ان معتقلين من حماس لديه اعترفوا بالتخطيط لتنفيذ اعتدءات ضد مسؤولين امنيين وسياسيين. وانهم كانوا يجمعون السلاح من اجل ذلك.

وقال رأفت ناصيف، عضو وفد حماس للحوار في تصريح مكتوب، ان استمرار هذه الحملة القمعية وعدم توقفها لاسيما فيما يخص الاعتقال والإفراج عن المعتقلين من شأنه ان يجعل من مسألة إعادة دراسة جدوى الذهاب للحوار قائمة في مؤسسات حركة حماس.

اما ابو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحماس، فاتهم الاجهزة الامنية بالخيانة. وقال «مهما حاول المتصهينون أن يجمّلوا هذه الخيانة فإنها ستبقى خيانة». واضاف، «هم يريدون أن يقضوا على كل معاقل الفضيلة والمجد والكرامة، ويٌبقوا لنا حثالة من «صعاليك دايتون»، تعيث في الضفة الغربية فساداً وإفساداً».وحث الناطق باسم القسام جميع فصائل المقاومة على توحيد موقفها من تلك الجرائم التي ترتكب بحقها في الضفة المحتلة. وخاطب ابو عبيدة اهل الضفة قائلا «لو كان بنا حيلة نحن في غزة أن نرفع عنكم هذا المصاب بقوة الساعد والسلاح لفعلنا، ولكن حالت بيننا جحافل الأعداء الواهية التي ستسقط بإذن الله مهما طال الزمن، والنصر صبر ساعة». من جهة ثانية، اتهمت حركة الجهاد الإسلامي الاجهزة الامنية في محافظة طولكرم باعتقال ثلاثة من مقاومي الحركة بالمحافظة ورابع من بلدة طمون. وقال مصدر قيادي بالحركة في تصريح له امس «إن الأجهزة الأمنية اختطفت مساء الجمعة ثلاثة من مجاهدي الحركة بمنطقة عتيل شمال طولكرم، أثناء قيامهم بإلصاق بوسترات خاصة بذكرى استشهاد كل من الدكتور فتحي الشقاقي والقائدين لؤي السعدي وخالد أبو ساري». وأضاف المصدر «فيما تمكن أربعة آخرون من الفرار من المكان بعد أن أطلقت أجهزة أمن السلطة النار بشكل مباشر اتجاههم، واعتقل الثلاثة الذين أطلق وابل من النيران اتجاههم لعدم تمكنهم من الفرار من المكان بسهولة».