خصوم أولمرت يسعون لمنع رايس من إعداد ورقة إسرائيلية ـ فلسطينية مشتركة

الليكود احتج وليفني قالت إنها لا تحب أن يفرض عليها شيء من الماضي

TT

يسعى الخصوم السياسيون لرئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت، من أحزاب الائتلاف والمعارضة، الى الضغط على وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، لتتخلى عن خطتها للتوصل الى ورقة تفاهمات اسرائيلية ـ فلسطينية مشتركة حول اتفاق السلام الدائم بينهما.

وحسب مصدر مقرب من رئيس الليكود بنيامين نتنياهو، قال انه يتوقع من الادارة الأميركية ان تدرك بأن التطورات السياسية في اسرائيل جاءت لتعطي رسالة بأن السياسة الحالية ليست مقبولة على الجمهور الاسرائيلي وان هذا الجمهور ينوي انتخاب قيادة جديدة ذات سياسة جديدة، وليس من المعقول ان تفرض على هذه القيادة أوراق واتفاقات لا يرتأيها. واستخدمت وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، كلمات مشابهة للتعبير عن عدم رضاها فقالت انها لا تحب أن يفرض عليها شيء من الماضي عندما تتولى رئاسة الحكومة.

ويذكر ان رايس ستصل الى اسرائيل في يوم الخميس القادم ضمن جولة في المنطقة، تلتقي خلالها المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين، قبل توجهها للمشاركة في لقاء الرباعية الدولية. وانتشرت في اسرائيل، أمس، أنباء تقول انها تنوي العودة الى اقتراحها السابق بإعداد وثيقة يلخص فيها المسؤولون الاسرائيليون والفلسطينيون أهم النقاط التي أحرزوها خلال مفاوضات السلام بينهما. وكانت رايس قد طرحت هذه الفكرة في الماضي، إلا ان الاسرائيليين والفلسطينيين لم يرحبوا بها وأعربوا عن تفضيلهم التوصل الى اتفاق نهائي ودائم للسلام. ولكن اضطرار أولمرت للاستقالة تسبب في تأجيل كل شيء. فانتظرت الادارة الأميركية أن تشكل تسيبي ليفني حكومة، فتتولى تسريع المفاوضات. ولكن ليفني قد فشلت، وتقرر تبكير موعد الانتخابات الاسرائيلية العامة. وبما ان أولمرت سيبقى رئيسا للحكومة حتى تشكيل حكومة جديدة في فبراير (شباط) القادم وقد أعلن انه لن يقف مكتوف اليدين وسيستأنف المفاوضات السلمية، فقد تجدد الأمل في واشنطن للخروج بورقة تكون وثيقة تتباهى الادارة الأميركية بها كانجاز، بعد مسلسل الاخفاقات في سياستها الخارجية خلال دورتي الرئاسة. فهرعت رايس الى المنطقة لبلورة هذا الانجاز.

هنا تحركت أحزاب اليمين الاسرائيلي المعارض معربة عن قلقها من هذا التطور. فهي تعرف جيدا ان المفاوضين الاسرائيليين والفلسطينيين قطعوا شوطا طويلا في تفاهماتهم حول التسوية الدائمة. ففي مسألة الحدود باتت اسرائيل تتحدث عن الانسحاب من كامل الضفة الغربية باستثناء التجمعات الاستيطانية الكبيرة، والتي ستعطي للفلسطينيين تعويضا عنها بأراض بنفس المساحة وفي مسائل الأمن والمياه والاقتصاد هناك تفاهمات في معظم القضايا وحتى في موضوع القدس هنالك تفاهم على الانسحاب الاسرائيلي من معظم الأحياء العربية المحتلة منذ العام 1967. كما ان هناك تفاهمات بين الرئيس محمود عباس (أبو مازن) وايهود أولمرت تنطوي على مواقف اسرائيلية أفضل بالنسبة لعملية السلام. ولا يريد اليمين الاسرائيلي ان تتم صياغة هذه التفاهمات على ورقة، لأن الورقة ستكون بمثابة وثيقة ملزمة للحكومة التي ستأتي بعد أولمرت. ويتمسك زعيم اليمين، بنيامين نتنياهو، بالتصريحات التي كان أدلى بها رئيسا الوفدين المفاوضين، الفلسطيني أحمد قريع (أبو العلاء)، والاسرائيلي تسيبي ليفني، بأن ما لا يتم التوقيع عليه يظل في الهواء. ففي هذه الحالة يشطب اليمين كل شيء ويبدأ من جديد.