أكدت مصادر مقربة من وزارة الخارجية الصربية أمس نبأ الطلب من سفير ماليزيا مغادرة بلغراد في ظرف 48 ساعة، بعد اعتراف كوالامبور باستقلال كوسوفو. وقالت شبكة بي 92 الصربية أمس إن قرار الحكومة الصربية جاء كردة فعل طبيعية على اعتراف ماليزيا باستقلال كوسوفو، وإن السفير الماليزي لم يفاجأ بالقرار بل كان مستعدا له، حيث اتخذت نفس الاجراءات مع سفراء الدول التي اعترفت باستقلال كوسوفو وعددها 54 دولة. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الماليزية قد ذكر أمس أن وزارة الخارجية الصربية استدعت السفير الماليزي في بلغراد، سو تشينج هونغ، وطلبت منه مغادرة البلاد في ظرف 48 ساعة. بعد إعلان ماليزيا اعترافها باستقلال كوسوفو، وتأكيدها على إقامة علاقات دبلوماسية معها في الوقت المناسب كما جاء في بيان وزارة الخارجية الماليزية. وقال وزير الخارجية الماليزية رئيس يتيم إن «اعتراف بلاده باستقلال كوسوفو يأتي وفاء لطموحات شعب كوسوفو في إقامة دولته المستقلة». وتشعر صربيا بالإحباط بعد اعتراف 4 دول من بينها ماليزيا ومقدونيا والجبل الأسود والبرتغال باستقلال كوسوفو، بعد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الموافقة على طلب بلغراد رأيا استشاريا من محكمة العدل الدولية بخصوص مشروعية استقلال كوسوفو وفق القانون الدولي. مما سيمثل وفق وزارة الخارجية الصربية ضغطا على قرار المحكمة الدولية، والذي لن يرى النور في المديين القريب والمتوسط، حسب تقييمات صربية نشرت مؤخرا. من جهة أخرى قال آخر رئيس لدولة صربيا والجبل الأسود المنحلة سفيتوزار ماروفيتش، والذي أيد استقلال منتنغرو عام 2006 إنه «لا يمكن الاندماج في الاتحاد الأوروبي بدون تضحيات» وتابع في حديث مع صحيفة «ستاندرد» الصربية الصادرة في بلغراد أمس «الجبل الأسود اعترف باستقلال كوسوفو، لأن الانضمام للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي يتطلب ذلك، وهو ما يجب على صربيا إدراكه».
وقال «ليس من حق الجبل الأسود أن تغلق باب الاتحاد الأوروبي، لأن صربيا ترفض استقلال كوسوفو، بل على صربيا تقديم تضحيات كبيرة من أجل اندماجها في الاتحاد» وعن توقيت الاعتراف باستقلال كوسوفو مع طلب صربيا رأيا استشاريا مع المحكمة الدولية، قال «نحن اخترنا التوقيت المناسب الذي يجعل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي يقدر موقفنا أكثر».
من جهة أخرى، قال رئيس وزراء كوسوفو هاشم تاتشي أمس إن «مسيرة الاعتراف باستقلال كوسوفو ستشهد اتساعا في المرحلة القادمة أكثر مما كان متوقعا»، وتابع «أغلب دول الجوار اعترفت باستقلالنا وعديد الأصدقاء يزداد باضطراد وقبل نهاية العام سيكون لنا عدد أكبر من الدول التي تعترف باستقلال كوسوفو».