بغداد ترسل أفواج طوارئ إلى الحدود مع سورية.. وتبحث «تطويق» تداعيات الغارة الأميركية

زعيم صحوة الأنبار لـ «الشرق الأوسط»: المسلحون توقفوا عن الدخول إلى العراق

جندي عراقي يقف متأهبا في نقطة تفتيش عند مدخل ساحة الوثبة ببغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

فيما أكدت مصادر أمنية رفيعة المستوى في محافظة الأنبار توجه أفواج طوارئ عراقية الى المنطقة الحدودية مع سورية، أكدت مصادر من مجلس إنقاذ الأنبار وعشائر المحافظة توقف دخول المسلحين الى العراق بعد الغارة الاميركية التي شنتها على منطقة البو كمال داخل سورية.

وقال اللواء طارق العسل قائد شرطة الانبار إن أفواجا من الطوارئ التابعة لمحافظة الانبار توجهت امس الى منطقة القائم ضمن الحدود مع سورية.

وأشار العسل في تصريح لـ«الشرق الاوسط» من مدينة القائم حيث كان يدير العمل بشكل مباشر مع قوات الطوارئ هناك، ان «أمرا من الحكومة العراقية قد نفذ بتوجيه افواج من طوارئ الشرطة لحماية حدود العراق مع سورية ومنع دخول المتسللين منها». وكانت أنباء قد سرت عن قيام دمشق مؤخرا بسحب تعزيزاتها على الحدود مع العراق إثر الغارة التي نفذتها قوات اميركية في منطقة البو كمال الحدودية السورية والتي قتل فيها ثمانية أشخاص، وبحسب مصادر حكومية عراقية فان تلك المنطقة تعد معبرا لتدفق المسلحين الى العراق. وحول ما اذا كان لسحب حرس الحدود السوريين من اماكنهم وراء إرسال التعزيزات العراقية، قال العسل ان «من المفروض ان تكون هناك قوات عراقية لحماية الحدود ولا علاقة للأمر بسحب أي قوة سورية من الحدود»، وأضاف ان «هذه الخطوة وان جاءت متأخرة، لكنها مهمة جدا للحفاظ على حدود العراق ومنع المتسللين غير الشرعيين من الدخول عبر المنافذ الممتدة مع سورية، خصوصا وان المنطقة ذات طابع عشائري ممتد ولا يفصله عن الحدود سوى ساقية صغيرة». وعلى الصعيد نفسه، أكد علي الحاتم رئيس عشائر الدليم ورئيس مجلس انقاذ الانبار، (الصحوة) ان المسلحين توقفوا عن الدخول عبر المنفذ الحدودي مع سورية بعد الغارة الاميركية التي وجهت الى مدينة البو كمال.

غير ان الحاتم حذر في تصريح لـ«الشرق الاوسط» من عودة المسلحين في المستقبل ما لم تضبط الحدود من قبل الجيش والشرطة من الجانب العراقي، وأضاف ان «الغارة الاميركية منعت دخول المسلحين للعراق بعد توجيه ضربة كبيرة لأهم العناصر في تنظيم القاعدة من الفارين من العراق او الذين يحاولون الدخول اليه، وقد طالبنا الحكومة العراقية ولمرات عدة بضبط الحدود مع ايران وسورية وان الخطوة التي قامت بها الآن وان كانت متأخرة، لكنها مهمة جدا في محاولة للسيطرة على الحدود».

وأعلن الحاتم عن استعداد عشائر الأنبار لمساندة قوات الجيش والشرطة للسيطرة على الحدود، مطالبا أن تكون هناك «سيطرات (نقاط تفتيش) اخرى في المعابر الرسمية كمعبر الوليد ايضا لأنه مكان لدخول المشبوهين بشكل رسمي للبلاد وكذلك الحدود مع ايران».

الى ذلك، قال بيان لمكتب نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، أمس، إنه بحث مع وزير الخارجية هوشيار زيباري تداعيات الغارة.

وقال البيان الذي تلقت الوكالة المستقلة للانباء (اصوات العراق) نسخة منه إن الهاشمي «استقبل في مكتبه مساء امس الجمعة (أول من أمس) وزير الخارجية هوشيار زيباري وبحث معه علاقات العراق مع الدول العربية بالاضافة الى تأكيده على ضرورة تطويق تداعيات الهجوم الذي تعرضت له مدينة البوكمال السورية قبل أيام».

من جهته، قال مصدر سوري مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن سورية لم تتبلغ رسميا من الجانب العراقي بإجراءات تعزيزات للقوات العراقية على الحدود من الجانب العراقي، وأضاف المصدر إذا كانت هذه الأنباء صحيحة، فإن «هذا الإجراء كان يجب أن يتخذ من قبل»، لافتا إلى «أن سورية كانت دائما تطالب بضرورة مراقبة الحدود من الجانبين».