العراق: تحالفات سياسية جديدة لخوض الانتخابات المحلية المقبلة

«المشروع العراقي الوطني».. ائتلاف بين المطلك والعليان ضد «الطائفية»

TT

وصف صالح المطلك، رئيس جبهة الحوار الوطني، مشروع الائتلاف الجديد الذي يترأسه والذي أطلق عليه «المشروع العراقي الوطني»، بأنه يقف «ضد المشروع الطائفي» في البلاد، بينما اكد خلف العليان، رئيس مجلس الحوار الوطني، والذي يأتلف مع المطلك في ذات المشروع، أن «مشروع هذا الائتلاف هو انتخابي بالدرجة الاولى من اجل الحفاظ على الاصوات وتكون لغرض المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات».

وكان عدد من القوى العراقية قد أعلنت مؤخرا عن تشكيل تحالف جديد سمته «المشروع العراقي الوطني» للمشاركة في انتخابات مجالس المحافظات. وقال المطلك لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من بغداد، أمس «ان اكثر من 15 كيانا تحالفت معنا وكيانات وشخصيات سياسية كثيرة انتمت لهذا المشروع، ومنهم خلف العليان وعدنان الفياض وظافر العاني، ورافع العيساوي (نائب رئيس الوزراء)، ومحمود المشهداني (رئيس البرلمان العراقي)، وعبد الكريم الجبوري وغازي الساعدي»، مشيرا الى ان هذا المشروع «يحظى بتأييد كبير من قبل عشائر جنوب ووسط وغرب العراق». وأضاف المطلك قائلا أن «الحكم في العراق أثبت من خلال التجربة أنه أسوأ وأكثر فسادا من غيره في تاريخ العراق، وان هناك عزوفا كبيرا من قبل الشارع العراقي نحو هذا الحكم، ولهذا بدأ الشارع العراقي يبحث عن بديل يضع هوية العراق في مقدمة الامور وفوق كل الهويات».

وفيما اذا كان مشروعه الجديد «طائفيا» هو الآخر كونه يتكون من غالبية سنية، قال المطلك «هناك الكثير من الشخصيات الشيعية في تجمعنا اضافة الى عشائر جنوب العراق التي هي في غالبيتها شيعية»، مشددا على ان «المشروع الطائفي لا ينجح في العراق ونحن نراهن على المشروع الوطني».

وعن سبب عدم تحالفه مع كتل وكيانات كبيرة في الوسط السياسي العراقي، اوضح المطلك، قائلا «ان القوى السياسية الكبيرة الموجودة في الوسط السياسي العراقي اليوم هي طائفية في غالبيتها، مثل الحزب الاسلامي العراقي وحزب الدعوة والمجلس الاسلامي الاعلى وهؤلاء لا يمكن ان نتفق او نعمل معها بسبب مشروعها الطائفي»، مشيرا الى «اننا اتفقنا مع القائمة العراقية، التي يتزعمها اياد علاوي، ثم عاد الاخوة وقالوا نستثني من الاتفاق 5 محافظات جنوبية كون لديهم تحالفات في هذه المحافظات، وأنا لم أسمع هذا من الأخ اياد علاوي فهو مستعد للاندماج معنا، بل سمعته من المحيطين بعلاوي، واقول لهم لنر من سيأخذ الجنوب، هم أم نحن». وأشار المطلك الى «وجود تصدع في جبهة التوافق العراقية» التي يترأسها عدنان الدليمي، وقال «ان خلف العليان من قادة جبهة التوافق وقد ائتلف معنا».

من جهته، أكد العليان أن «مجلس الحوار الذي اترأسه موجود ككتلة نيابية مع جبهة التوافق ونحن ائتلفنا مع المطلك بسبب انتخابات المحافظات التي ستجري في بداية العام المقبل حيث لا نريد اضاعة الاصوات، وان هدف هذا الائتلاف هو انتخابي وقد يتحول الى تيار او حزب بعد انتخابات مجالس المحافظات». وأكد العليان أن «مجلس الحوار الذي اترأسه ما يزال ضمن جبهة التوافق ككيان نيابي لكنني خارج الجبهة»، مشيرا الى ان «مجموع مقاعد الائتلاف الجديد يشكل 32 مقعدا برلمانيا». وكان النائب عن جبهة التوافق ظافر العاني، قد أعلن عن تشكيل تحالف بين تجمع المستقبل الوطني الذي يترأسه وبين جبهة الحوار الوطني التي يترأسها النائب صالح المطلك لخوض انتخابات مجالس المحافظات المقبلة معا.

وأعلن العاني في تصريحات صحافية ببغداد عن تشكيل تحالف بين تجمع المستقبل الوطني وجبهة مجلس الحوار الوطني، اطلق عليه «قائمة المشروع العراقي الوطني»، حيث «سيخوض التحالف الجديد انتخابات مجالس المحافظات المقبلة بصورة مشتركة»، من دون أن يشير الى تفاصيل أخرى.

وتجمع المستقبل الوطني هو أحد مكونات جبهة التوافق العراقية التي تشغل 38 مقعدا في مجلس النواب، فيما تعد جبهة الحوار الوطني أحد مكونات الكتلة العربية للحوار الوطني والتي تشغل 18 مقعدا في المجلس البالغ عدد مقاعده الكلية 275.

من جهته، قال الناطق الرسمي باسم جبهة التوافق، إن التشكيلات التي أعلنت من داخل الجبهة مؤخراً، لا يعني خروج أعضائها عن نسقها ومشروعها العام، مؤكدا أن الجبهة ما زالت متماسكة وسائرة في مسعاها الإصلاحي الذي اعتمدته. وأوضح سليم الجبوري في تصريحات نقلها الموقع الالكتروني للحزب الإسلامي العراقي، الخميس، أن «التشكيلات التي حصلت داخل جبهة التوافق بما فيها تشكيل (المستقبل) مؤخراً أو تشكيل بعض المستقلين، لا يعني خروجهم عن النسق العام لجبهة التوافق العراقية وعن المشروع الذي دخلوا به، ولم يصدر منهم ما يؤكد أو يشير إلى ذلك». وأشار إلى أن «ذلك لا يجري بمعزل عن الوسط السياسي العراقي، خاصة ما حصل لكتل أخرى انسحبت منها مجاميع في الوقت الذي كانت تمثل أغلبية كبيرة وما عادت تضم بين ثناياها إلا أصوات قليلة مثل قائمة الائتلاف والقائمة العراقية».