الحلم الأميركي.. كوابيس من الداخل والخارج

الجمهوريون والأثرياء أكثر إيمانا بفكرة الحلم الأميركي من الديمقراطيين والفقراء الآن والصين أكبر تهديد له.. وهذه الانتخابات تعيد تعريفه

TT

لكل أمة «فكرة» أو «قصة» تعيش عليها. قصة تروي سبب وجودها وفلسفة هذا الوجود. ومهما كبرت هذه الأمة أو صغرت يعود مواطنوها في لحظات الازمة الى فكرة التأسيس ويحاولون تذكر: لماذا وجدت الأمة وكيف نجحت؟ أميركا لا تختلف عن هذا. فهذه الأمة ولدت على أفكار «الحرية» و«الرخاء للجميع» و«المساواة». كانت هذه الافكار في البداية «نصا» في الدستور المؤسس لم تضم عمليا السود او الهنود او النساء، ثم مع الوقت وضغط حركة الحقوق المدنية والحركات النسوية تحقق بعض هذه الحقوق تدريجيا.

حاربت الأمة الاميركية الاحتلال البريطاني والإسباني، وتحررت. ثم شهدت حربا أهلية بسبب العبودية، وانتهت الحرب الاهلية بإنهاء العبودية وتحرير العبيد. ثم كانت بلد الوعد لمن يريدون الثراء. هذه هي جذور الحلم الاميركي، الحلم الذي ادى الكثير من التحولات خلال السنوات القليلة الماضية الى ظهور كوابيس اميركية خوفا من انتهائه. تحولات بدأت من تحديات اقتصادية كبيرة من قبل الصين والهند وروسيا واميركا الجنوبية، مرورا بالحرب على العراق وتكلفتها الحربية والسياسية والمعنوية، انتهاء بالازمة المالية وتداعياتها على الاميركيين وحياتهم اليومية والطريقة التي باتوا يفكرون بها في مستقبلهم، وبالتالي في انتخابات الرئاسة بعد غد. وربما ليس هناك من شعب نجح في تصدير فكرة وفلسفة بلاده للخارج بقدر ما نجح الاميركيون في تصدير «فكرة اميركا» للعالم. فالحلم الاميركي شيء يشبه العقيدة السياسية، جوهرها هو الايمان بالحرية التي تمكن الناس من تحقيق أهدافهم بالعمل الدؤوب، حتى أصبح مصطلح «الحلم الاميركي» أخاذا وملهما للعالم وللاميركيين، لسبب جوهري هو أنه يلغي دور «الطبقة الاجتماعية أو العرق أو اللون أو الدين» الذي ينتمي اليه الانسان في تحديد مستقبله. لكن هذا المصطلح ليس وليد السنوات الاولى لتكوين اميركا، بل بعد ذلك بسنوات، فمصطلح «الحلم الاميركي» صكه الكاتب والمؤرخ الاميركي جيمس تروسلو آدمز عام 1931 في كتابه «الملحمة الاميركية». ويقول ادمز في كتابه: «الحلم الاميركي حلم أرض فيها الحياة أفضل وأغنى وأكثر اكتمالا للجميع. وفرص لكل شخص بحسب قدرته وانجازاته. هذا حلم صعب بالنسبة للطبقات العليا في أوروبا أن تفسره بطريقة مناسبة، والكثيرون منا كبروا وهم قلقون منه ولا يثقون فيه. لكنه ليس حلم امتلاك سيارة أو الحصول على مرتب كبير، بل هو نظام اجتماعي يمكن لكل رجل ولكل امراة فيه من احتلال اعلى مكانة تمكنهم منها قدراتهم الشخصية. وان يتم الحكم عليهم بما حققوا في حياتهم بغض النظر عن ظروفهم عندما ولدوا». وفيما كان الحلم الاميركي طوال النصف الاول من القرن العشرين هو تحقيق المساواة بين البيض والسود وبين النساء والرجال، والاغلبية والاقلية في الفرص والحظوظ والتطور، فإن الامر تغير مع الوقت وبات الجانب المادي اكثر أهمية: بات الحلم الاميركي هو امتلاك اكبر سيارة وأوسع منزل وأضخم حساب في البنك. لكن بعد أكبر أزمة مالية يشهدها العالم منذ الكساد الكبير عام 1929، تساءل الاميركيون الذين فقدوا منازلهم أو خسروا أموالهم في البنوك او خسروا وظائفهم خلال الأشهر الماضية: هل مازال هناك هناك حلم اميركي؟ الغالبية تقول نعم: مازال هناك شيء اسمه الحلم الاميركي، لكنه يحتاج الى اعادة تعريف وإحياء بغض النظر عمن سيسكن البيت الابيض في يناير (كانون الثاني) المقبل. يقول فريد زكريا في كتابه «عالم ما بعد اميركا»، إن الاوروبيين مغرمون بالافكار المركبة، فيما اليابانيون مغرمون بالحجم الصغير، فصغر الحجم دليل على الجمال، من قدم المرأة الى حجم الكمبيوتر أو المنزل. لكن الاميركيين مغرمون بكل ما هو كبير، من «ديزني لاند» الى ساندويتش الهامبروغر. ولهذا شكل صعود الصين صدمة كبيرة لاميركا، أكثر مما شكل صعود أي قوة اخرى. فبمعايير الحجم.. الصين اكبر كثيرا. عدد سكانها 4 أضعاف عدد سكان اميركا، يبلغ عدد الصينيين 1.3 مليار نسمة. وبمعايير نسبة النمو، تحقق الصين نحو 9% سنويا معدل نمو، مقابل نحو 3% نسبة نمو سنوي في اميركا. وعندما قال نابليون بونابرت «دعوا الصين نائمة، فإنها إذا استيقظت سوف تهز العالم» كان يتحدث كأنه يرى القرن الواحد والعشرين. وربما عندما يعود المؤرخون للوراء سيذكرون عام 1979 بكثير من الاهتمام على أساس أنه عام مفصلي في تحولات القوى في القرن الواحد والعشرين، ففي هذا العام قام الاتحاد السوفياتي السابق بغزو افغانستان، وكانت هذه بداية نهايته، بينما بدأ الحزب الشيوعي الصيني الاصلاح الاقتصادي الذي فتح الاقتصاد الصيني على السوق الحر والعولمة. وكانت النتيجة مذهلة، فقد استطاعت الصين أن تحقق نسبة نمو 9% سنويا خلال الثلاثين عاما الماضية وهي أعلى نسبة نمو اقتصادي في تاريخ الاقتصاديات العالمية، فيما متوسط نسبة النمو في باقي العالم كانت نحو 3%. وعليه انتقل نحو 400 مليون صيني من حالة الفقر الى الطبقة الوسطى لتكون الطبقة الوسطى في الصين هي اكبر طبقة وسطى في العالم، فيما زاد متوسط الدخل الفردي في الصين بنحو 7 مرات، وخلال الثلاثين عاما الماضية تضاعف حجم الاقتصاد الصيني كل ثماني سنوات، وبالتالي وفيما كان عدد مكيفات الهواء المصنوعة في الصين عام 1978 تبلغ 200، فإنها بلغت 48 مليون مكيف هواء عام 2005. واليوم تصدر الصين في اليوم الواحد حجم البضائع التي صدرتها خلال عام 1978 كله. وخلال اولمبياد بكين في اغسطس (آب) الماضي افتتحت الصين أكبر استاد رياضي في العالم وأكبر مدرج طيران في العالم، واكبر حزام اخضر في العالم حول بكين على مساحة 125 كيلومترا. وزادت الصادرات الصينية لاميركا بنسبة 1600% خلال السنوات الخمسة عشر الماضية. وباتت عن حق ورشة العالم، اذ تنتج ثلثي كاميرات وأفران الميكروويف والاسطوانات المدمجة، دي في دي، والأحذية في العالم. ويقول زكريا في كتابه انه لمعرفة كيف تسيطر الصين على المنتجات رخيصة الثمن في العالم، انظر الى سوبر ماركت «وول مارت» الاميركي، احد اكبر السوبر ماركت في العالم (ارباح وول مارت تبلغ 8 اضعاف ارباح مايكروسوفت، ومساهمته في الدخل الوطني الاميركي تبلغ 2%، وعدد العاملين فيه 1.4 مليون شخص، وهو عدد عاملين اكبر من العاملين في جنرال موتورز، وفورد، وجنرال الكتريك، وآي بي إم مجتمعين). يستورد «وول مارت» من الصين سنويا منتجات تقدر بنحو 18 مليار دولار. لكن الصين ليست فقط مصدرا لاميركا بل ايضا سوقا للمنتجات الاميركية، فخلال الخمسة عشر عاما الماضية زادت الصادرات الاميركية للصين بنحو 7 أضعاف، وحققت شركة مثل «بروكتر اند جامبل» الاميركية للشامبوهات والكريمات وأدوات التجميل ارباحا وصلت الى 2 ونصف مليار دولار في العام. وسيكون لستاربكس مقاه في الصين عام 2010 اكثر من عدد مقاهيها في كل اميركا. الصين ايضا أغنى دولة في العالم اليوم، فالاحتياطي النقدي الاجنبي في الصين يبلغ 5.1 تريليون دولار، أي ضعف البلد الذي يأتي في المرتبة الثانية، ليس اميركا، بل اليابان، واعلى بـ3 اضعاف الاحتياطي النقدي لكل دول الاتحاد الاوروبي مجتمعة. وفي بلد مثل اميركا مغرم بالحجم، فإن الارقام الصينية شكلت مصدرا للخوف وللتساؤل: هل انتهى الحلم الاميركي لان اكبر نسبة نمو واكبر طبقة وسطى واكبر سوبرماركت واكبر ناطحة سحاب باتوا في الصين؟ الكثير من الاميركيين لا يعتقدون ان اميركا في طريقها للتراجع من موقع القوة الاولى عالميا. على الاقل ليس بالسرعة التي يعتقدها او يتمناها البعض. ففي النهاية قصة النجاح الصينية هي قصة نجاح اقتصادي بالاساس، فيما مازال امام الصين شوط طويل كي تتحول الى القوة الاولى عالميا ثقافيا وسياسيا. وهي المكانة التي ما زالت اميركا تحتلها اليوم. ولهذا يرى الكثير من الناخبين الاميركيين أن هذه الانتخابات تأتي في «مفترق طرق» اميركي، فسواء حدثت الازمة المالية الاخيرة، أو لم تحدث كانت هناك علامات استفهام امام قوة الاقتصاد الاميركي، وامام صورة اميركا في العالم. والكثير من الناخبين رأوا حتى قبل ايلول الاسود المالي في وول ستريت ان هذه الانتخابات هدفها ليس فقط انتخاب ادارة جديدة او حكومة جديدة بل «اعادة تعريف» دور اميركا على الصعيد الدولي، وأولوياتها على الصعيد الداخلي. فالحلم الاميركي كما يرى غالبية الاميركيين يحتاج الى «هزة». وتقول جيل، وهي سائقة تاكسي في مدينة نيواورليانز بولاية لويزيانا الاميركية لـ«الشرق الأوسط»: «الحلم الاميركي مازال موجودا لكنه يحتاج الى عمل اضافي لتحقيقه. لم تعد الامور سهلة كما كانت. قديما كان المهاجرون الاوائل يضعون ايديهم على الارض، وهكذا يتحقق حلمهم ببناء منزل واسع حوله مزرعة. هذا اليوم مستحيل. حلمي كان ان انتقل من شقة في مبنى يمتلكه المجلس البلدي الى شراء منزلي الخاص. لم يكن هذا سهلا. عملت أكثر من 10 سنوات مع اولادي على السيارة الاجرة التي نمتلكها كى ننتقل من مبني البلدية في منطقة تكثر فيها الجريمة والمخدرات الى منزلنا الخاص. لكن الحياة ما زالت صعبة، فهناك فواتير الكهرباء والغاز والطعام والتأمين الصحي والمدارس. ربما الحياة في نيواورليانز أصعب من غيرها. لكن هناك الكثير من الاميركيين يكافحون كي يدفعوا فواتيرهم بشكل منتظم».

وتتحدث جيل عن كيف اثرت الازمة الاقتصادية على حياة الناس اليومية، فاليوم بات الجيران يجمعون بعضهم البعض في سيارة واحدة للتسوق في السوبر ماركت بدلا من ان يذهب كل شخص بمفرده وذلك لاقتسام تكلفة البنزين، بات الناس يفكرون مرتين قبل التوجه الى السوبرماركت لشراء زجاجة لبن إذا نفذ ما لديهم من اللبن، فالناس لم تعد تذهب لشراء زجاجة لبن بـ60 بنسا وتصرف دولارين لبنزين السيارة. وجيل، اميركية من اصل افريقي، مطلقة ولديها طفلان، وشعارها «لا تعتمد على الحكومة اعتمد على نفسك». بالنسبة لها ولغيرها من سكان المدينة، نيواوليانز «ليست أفضل تجسيدا لفكرة الحلم الاميركي»، فهي نقيض كل شيء يمكن ان يسمى الحلم الاميركي، فنسبة التسرب من التعليم عالية، نحو 40% من التلاميذ يتسربون من التعليم في هذه المدينة بسبب سوء حالة المدارس فيها، لدرجة أنه خلال اعصار كاترينا عام 2005، وخلال انقطاع الخطوط التليفونية لم يستطع أكثر من 40% من سكانها ارسال رسائل من تليفوناتهم المحمولة لانهم لا يجيدون الكتابة، وبالتالي في المدينة التي يبلغ عدد سكانها نحو 225 الف نسمة لا يوجد سوى صحيفة واحدة. كما ان بالمدينة واحدا من اكثر مستويات الدخل الفردي انخفاضا في اميركا، اذ ان اكثر من 30% من سكانها يحصلون على أقل من 30 الف دولار سنويا وهو خط الفقر في اميركا. وهي تعاني من الجريمة ومن انتشار الفساد لدرجة ان سكانها وهم عادة من الليبراليين اجتماعيا انتخبوا مؤخرا حاكم من الحزب الجمهوري لانه تعهد بمكافحة الفساد. هذه مدينة تتلاحم فيها المشاكل لدرجة ان عاصمة «الجاز»، الاسم الاخر لنيواروليانز لانها بلد المغني الاسطوري لوى ارمسترونج، حولت اغانيها العاطفية المتأثرة بالمهاجرين الايطاليين والفرنسيين الذين يعطون نيواورليانز نكهة خاصة مختلفة عن كل اميركا، الى اغاني نقد سياسي وشكوى من الاقتصاد والعنف وحالة المدارس وتجاهل واشنطن للمدينة. فالبرغم من مرور 3 سنوات على اعصار كاترينا ما زال نحو 70% من مباني المدينة متأثرا بالاعصار، فيما الآلاف من السكان مازالوا مشردين. والبعض يتساءل مثل جوي الكسندر: هل لان 65% من سكان نيواورليانز من السود؟. ويوضح جوي لـ«الشرق الأوسط» ان الاعصار غير من التركيبة السكانية للمدينة، فمع تشريد غالبية السكان السود تركوا المدينة، واليوم حل محلهم اعداد كبيرة من اللاتينيين، غير ان هؤلاء ليسوا احسن حالا فالمنازل الحكومية التي كانت تؤجر للفقراء بنحو 150 دولارا في الشهر دمرت كلها، ولم يعد بناؤها حتى اليوم. والمباني الجديدة التي بنيت بعد الاعصار مكلفة لا يستطيع احد شراءها او تأجيرها. لكن جوي مثله مثل جيل لم ييأسا من اصلاح الاعطاب التي لحقت بالحلم الاميركي، وربما يشتركان في هذا مع غالبية من الاميركيين. ففي استطلاع اجرته مؤسسة «جى والتر طومسون»، وهي مؤسسة اعلانية في نيويورك سألت 2112 اميركيا في الفترة من 11 الى 19 سبتمبر الماضي السؤال التالي: هل مازالت تؤمن بالحلم الاميركي؟ وكانت النتيجة ان الغالبية قالت نعم. لكن كان لافتا ان من قالوا نعم من المؤيدين للحزب الجمهوري ومن الطبقات الميسورة اقتصاديا، فيما غالبية من قالوا لا كانوا من مؤيدي الحزب الديمقراطي ومن الطبقات الاكثر فقراء في اميركا. فقد قال 84% من المؤيدين للحزب الجمهوري إنهم يؤمنون بالحلم الاميركي، مقابل 71% للديمقراطيين، و 66% لمن قالوا انهم ليسوا محسوبين على اي من الحزبين. فيما قال أقل من 60% ممن يبلغ دخلهم السنوي نحو 40 الف دولار أنهم مازالوا يصدقون في الحلم الاميركي، مقابل 82% لمن يزيد دخلهم السنوي عن 70 الف دولار. اما غالبية من استطلعت آراؤهم فقد اتفقوا على انهم قلقون من ان اميركا تساعد المهاجرين الاجانب وتساعد الدول الاخرى على تحقيق الحلم الاميركي، بدلا من مساعدة الاميركيين على تحقيق الحلم الاميركي. ورأى 6 من اصل 10 ان تكلفة الرعاية الصحية الباهظة تحول دون تحقيق الحلم الاميركي. لكن في النهاية اتفقت الغالبية برغم كل شيء على ان اميركا مازالت ارض الفرص في العالم. ولهذا ترى جيل ان هذه الانتخابات تعيد تعريف الحلم الاميركي، ففي الظروف الاقتصادية التي تعيشها اميركا لابد من اصلاح نظام الرعاية الصحية، وسواء فاز باراك اوباما او فاز جون ماكين لن يكون موضوع الرعاية الصحية احد اولويات الرئيس، بل، كما تعتقد جيل، احد اولويات اميركا كلها، فنحو اكثر من 50 مليون اميركي لا يتمتعون بأي ضمان صحي ولا يرون انفسهم جزء من الحلم الاميركي، كما تقول جيل، ومثلهم الذين لا يستطيعون ان يقدموا لابنائهم مستوى تعليميا جيدا لان المدارس الحكومية في اميركا سيئة المستوي عموما. ويعتقد الكثير ان الازمة المالية ربما بدأت تغير في طريقة تفكير الاميركيين، خصوصا فيما يتعلق بقيم الحلم الاميركي ومن ضمنها الاستهلاك والثقة ان الاقتصاد الحر سيعالج مشاكله بنفسه. وفي هذا الصدد قال الكوميدي الاميركي جورج كارلين، ويعتبر من اكبر المنتقدين للقيم الاستهلاكية في اميركا: الاستهلاك هو المذهب. للجحيم كرة السلة. العقيدة الاميركية هي الاستهلاك. اخر قيمة مازال الاميركيون يحترمونها هي شراء الاشياء. الناس تنفق اموالا لا تمتلكها على أشياء لا تحتاجها، وتقضي بقية عمرها تدفع نسبة فائدة 18% على شيء تكلفته 12.50 دولار.. وعندما نبدأ المناقشة يلقون بالمسؤولية على التعليم.. السياسيون في اميركا دائما ما كانوا يختبئون خلف 3 أشياء: العلم الوطني الاميركي والانجيل والاطفال.. هل تعرفون لماذا اسموه الحلم الاميركي؟ لانك يجب ان تكون نائما كي تصدقه».

لكن منتقدي الحلم الاميركي من قلب اميركا ما زالوا يؤمنون انه قابل للتحقق لكنه يحتاج الى اعادة تعريف. فكما يقولون: اميركا مازالت القوة الاولى في العالم. ففي عام 1980 كانت حصة اميركا من الصادرات للعالم 10%، وفي عام 2007 ظلت حصة اميركا حول نفس المعدل بـ9%. وبحسب المنتدى الاقتصادي العالمي فإن اميركا مازالت تتمتع بالمرتبة الاولى في قائمة أفضل الاقتصادات التنافسية. اذ احتلت المرتبة االاولى في الاختراعات، والمرتبة التاسعة في الجاهزية التكنولوجية والثانية في انفاق الشركات على الابحاث والتطوير، والثانية في مستوى المؤسسات البحثية، فيما الهند والصين لم تحتلا مكانة متقدمة بين القائمة التي ضمت 30 دولة. كما ان حصة اميركا في الاقتصاد العالمي ظلت ثابتة، فبتعداد سكان يبلغ نحو 5% من سكان العالم كانت مساهمة اميركا في الاقتصاد العالمي ما بين 20% الى 30% خلال المائة عام الماضية. لكن الاهم ان الكثيرين، سواء كانوا يريدون الدور الاميركي في العالم ام لا، وسواء كانوا في اوروبا او الشرق الاوسط، مازالوا يعتقدون ان كل الطرق تؤدي الى واشنطن.