عمران خان: قبائلنا ليس لها علاقة بـ «القاعدة».. وحرب الإرهاب ساذجة

نجم الكريكيت السابق والسياسي الباكستاني يحذر في حوار مع «الشرق الأوسط» من «زعزعة الاستقرار» في بلاده

عمران خان (تصوير: حاتم عويضة)
TT

مزيج فريد من التطمينات والتحذيرات بخصوص مستقبل باكستان، تلك هي خلاصة جلسة استمرت ساعة مع زعيم حزب العدالة (طريق ـ إنصاف) الباكستاني، ونجم رياضة الكريكيت السابق، عمران خان. «الشرق الأوسط» التقت خان خلال زيارته القصيرة إلى لندن أخيرا لتمضية عطلة منتصف الفصل الدراسي الأكاديمي مع طفليه من مطلقته، الشهيرة بدورها، جمايما غولدسميث (خان سابقا).

وفيما يهم بترتيب حاجياته استعدادا للسفر عائدا لباكستان فهو يتحدث بمنتهى الأريحية عن سترة واقية من الرصاص كانت من ضمن الأشياء، حيث يقول بشكل يقلل من أهميتها حين سؤاله عنها انه هناك لأن حزبه (حزب العدالة أو «طريق إنصاف» كما يعرف في باكستان) أصر على اقتنائها له. خان جلس هناك يلاعب طفليه وكلبهما، ويتحدث معنا من بعد ذلك بهدوء شديد ورصانة... لكنه في نفس الوقت يشع بنوع من الألم والغضب حين يتحدث عما يجري في باكستان، وخصوصا عن ممارسات الرئيس السابق، برويز مشرف. خان يرى أن هناك أملا يكمن في انتخاب باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة، ذلك لأنه يعتبر نائبه جو بايدن أكثر السياسيين الأميركيين فهما للمنطقة، وفي نفس الوقت سخّف المخاوف التي تدور حول سقوط البرنامج النووي الباكستاني في أيادي المتطرفين، وشرح أن ذلك غير ممكن. لكن خان حذر من جهة ثانية بأن ما يحدث في باكستان يعد «زعزعة لاستقرارها» بحق واصفا اشتباك الجيش الباكستاني، بناء على تعليمات اميركية، مع رجال القبائل في الحزام الباشتوني بأنه «حرب أهلية»، وأن المستفيد الوحيد مما يجري هم المتطرفون في حين أن كل ما تفعله أميركا حاليا يزيد الوضع سوءا. وفيما يلي نص الحوار:

* لقد نفذت الولايات المتحدة هجوما عبر الحدود السورية قبل أيام، في شكل وتفاصيل تشبه كثيرا الهجوم الذي تم عبر الحدود الباكستانية في مطلع شهر سبتمبر، ما هي نظرتم لهذه السياسة الأميركية؟

ـ أعتقد أنه لو كان هناك قائد حقيقي في باكستان، لكان وقف الآن وقال للولايات المتحدة إن ما يفعلونه يزيد الوضع سوءا، فسياستهم هذه هي سياسة مجربة سابقا وقد فشلت.

وبالمناسبة فإن كل ما يفعلونه (الأميركيون) حاليا يزيد الكراهية ضد أميركا، فمحاربة الإرهاب هي محاربة فكر وليس ضد جيش نظامي، والواقع انه كلما ازدادت الكراهية ضد اميركا، فإن مزيدا من الناس سينتقلون إلى «الطرف الآخر»، وهؤلاء بالمناسبة لا علاقة لهم بـ11 سبتمبر. أما الأمر الآخر فهو متعلق بانتهاك الحدود الباكستانية، وفلنتذكر أن باكستان هي حليف في الحرب ضد الإرهاب، وقد تضررت كثيرا بسبب ذلك... صحيح إن اقتصادنا استفاد في بادئ الأمر من الأموال الواردة، لكننا الآن نعاني من هذه الحرب على الإرهاب. أضف إلى ذلك، هناك حالة من عدم الاستقرار فهناك حرب أهلية دائرة بين جيشنا ورجال قبائلنا، الذين لا علاقة لهم بتنظيم «القاعدة» بالمناسبة. لكن ما يحدث هو أنه في معظم الأوقات فإن من يسقطون كضحايا هم من الأبرياء، لأن المسلحين يتحركون باستمرار فتزداد الكراهية لأميركا وتزداد الكراهية لجيشنا الذي ينفذ الرغبات الأميركية.

* حسنا، إذا كان من غير المسموح للجيش الأميركي بأن ينفذ عملياته عبر الحدود بنفسه، وفي نفس الوقت الجيش الباكستاني لا يستطيع أو لا يرغب في القيام بالمهمة، فما هو الخيار المتاح للولايات المتحدة إذا، ما هي نصيحتكم لهم؟

ـ بداية، هذه الحرب ساذجة ولم يخطط لها جيدا، وأهدافها لم تكن واضحة. انهم (الأميركيون) لم يعرفوا حتى من هو العدو تحديدا، فلو أن «القاعدة» هي المسوؤلة عن 11 سبتمبر وهي الوحيدة ذات القدرة على ضرب العواصم الغربية، فلماذا هاجموا حركة طالبان إذا؟ لماذا لم يأخذوا وقتهم للفصل بين «القاعدة» و»طالبان»؟ وهذا كان ممكنا.

بجميع الحالات، لا يجب ان يتم اخذ قرار ضرب بلد ما ومهاجمة شعب بأكمله لا علاقة له بـ 11 سبتمبر في ثلاثة اسابيع وحسب، فالحرب يجب ان تكون خيارا اخيرا وليس اولا.

إلا أن ما حدث هو أنه بمهاجمتهم للطالبان وتقويتهم لأمراء الحرب، فقد ساهموا في نشر انعدام القانون وتقوية تجار المخدرات، ومن ثم اصبح تحالف الجنوب الأقلية اقوى من الباشتون وهم الأغلبية. والنتيجة أن كل الباشتونيين باتوا ضدهم، سواء في باكستان او افغانستان، والنتيجة ان باكستان كذلك جرت الى هذه الحرب، وهي لا علاقة لها بـ 11 سبتمبر. ومن ثم فإني أتساءل... بعد ضرب الطالبان، لماذا لم يوقفوا تراجع ازلام القاعدة الى باكستان وتركوهم هناك لعامين؟ اضف إلى ذلك، انه بدلا من انهاء المهمة (في أفغانستان)، وجد الأميركيون انفسهم في العراق بـ 140 الف جندي فيما يوجد 30 الف وحسب في افغانستان. وبمناسبة الحديث عن الحل، فهو ليس ما يريدونه لأنهم يخلقون المزيد من المشاكل، فما بدأ في وزيرستان قد توسع الآن إلى مساحة 2500 كم عبر الحزام القبائلي، هناك ظاهرة جديدة اسمها «طريقـأيـطالبان» وهي لم تكن موجودة سابقا، وهي تنال شعبية بسبب ما يجري، نقطتي هي انه عندما تكون (أميركا) في حفرة، عليك ان تتوقف عن الحفر لنفسك.

* دعني أتوقف عند نقطة فصل «طالبان» عن «القاعدة» الا تعتقد انه من السهل التحدث عن هذا الأمر لكن من الصعب تنفيذه في الواقع، كيف كنت لتفعل ذلك؟ ـ أولا، جميع القادة المناوئين لطالبان اجتمعوا في بيشاور قبل الحرب وتوسلوا الى الاميركيين بألا يضربوا الطالبان، قالوا بأن الحركة تنفجر من الداخل وان طاقتها تنفد، وطلبوا مزيدا من الوقت لتغيير النظام سلميا.

ثانيا، مجلس الشورى (برلمان الطالبان) كان قد أشار على الحركة بالفعل بطلب مغادرة أسامة بن لادن من البلاد قبل وقوع الحرب.

ثالثا: ما قالته طالبان هو انهم كانوا مستعدين لتسليم بن لادن او تسليمه لبلد مسلم، لم يرفضوا أبدا وإنما كان هناك تفاوض. اذا امن غير الصحيح أن يقول الاميركيون انه لم يكن لديهم خيارات، فهذا غير صحيح، لقد كان أمامهم خيارات عدة.

* هناك قلق كبير حاليا من سقوط البرنامج النووي الباكستاني في أيادي متطرفة، كيف تقيم هذه المخاوف وكم هي جدية؟ ـ هذا كلام فارغ، وأنا أقول ذلك لأنه كان هناك دائما مخطط ضد البرنامج النووي الباكستاني، وهو من نفس اللوبي الذي يخشى كذلك من البرنامج الإيراني النووي. اللافت ان اللوبي الصهيوني يتكلم فقط عن القنبلة النووية الإسلامية ولا يتكلم مثلا عن البرنامج النووي الهندي. وبالمناسبة فإن أسباب باكستان هي نفس أسباب إسرائيل في الحصول على قنبلة نووية، فالأخيرة دائما تدعي أنها محاطة بجيران معادين، فماذا تقول باكستان إذاً التي لديها جارة نووية تكبرها بسبع مرات، وحاربتها 3 مرات؟ ما أود قوله هو أن هناك اتفاقا ضمنيا في باكستان بأن البرنامج النووي يضمن أمننا، وسواء كنت حزبا دينيا أم معتدلا ام عسكريا فإن ما يتفق عليه الجميع هو أن البرنامج النووي يجب ان يبقى آمنا بجميع الأحوال. النقطة الثانية في هذا السياق، هي تساؤل عن كيف سيسقط البرنامج النووي في أيادي القاعدة، في حين أن الأحزاب المعتدلة هي التي يتم التصويت لها في باكستان دون غيرها؟ فالأحزاب الدينية، التي ليست جميعها متطرفة، لا يتم التصويت لها... وأستطيع القول هنا بأن هناك يمينيين أكثر ينتخبون في الهند والولايات المتحدة وإسرائيل من باكستان. الأمر الآخر، جيش باكستان قوامه 700 ألف جندي. أعتقد أن المشكلة هي ان باكستان تحارب حرب اناس اخرين، وتعاني من عدم الاستقرار نتيجة هذه الحرب، ومن ثم يأتي نفس هؤلاء الآخرين ويقولون انه يجب تأمين البرنامج النووي بسبب عدم الاستقرار هذا.

* في محاضرة ألقيتها أخيرا، حذرت من فوضى عارمة في باكستان جراء عوامل عدة كارتفاع سعر الوقود والتضخم والفقر والعنف المسلح... يبدو المشهد قاتما حقا، ما هو الحل برأيك لو كان الأمر بيدك؟ ـ نعم انها زعزعة استقرار باكستان، وما سأفعله هو اولا سحب الجيش من المناطق القبلية، واستخدام فقط الشرطة والحوار السياسي. ومن ثم التعاون، فقد ظهر تحليل لأعمال الإرهاب خلال 40 عاما مضت، ان 8% فقط من الحالات قد تم حلها عبر القوة العسكرية، الباقي كله تم عبر المراقبة والحوار السياسي، ولديك ايرلندا الشمالية كمثال. الأمر الآخر، اتخذ إجراءات صارمة لإصلاح الاقتصاد، الأمر الذي يعني تخفيض نفقات الحكومة بشكل كبير، وجعل الأثرياء يدفعون الضرائب. سأطلب من جميع القادة إرجاع أموالهم التي تمت سرقتها من البلاد إليها، وبعد ذلك أتوجه لباكستانيي الخارج طالبا منهم ضخ الأموال داخل البلاد. نحن نستطيع حل المشكلة الاقتصادية، فهي ليست ضخمة الا ان المشكلة هي في كم الفساد الكبير الموجود، وكون اموال كل الطبقة الحاكمة خارج البلاد

* ماذا عن مساعدة صندوق النقد الدولي التي طلبتها باكستان؟

ـ هذه وسيلة مجربة سابقا وفاشلة، ولطالما تسببت في رجوعنا الى الوراء وبحسب علمي فإن مؤسسة النقد لم تساعد أي بلد، لان سياسة المؤسسة كانت دائما هي جعل الاغنياء اكثر غنى والفقراء اكثر فقرا.

* كيف سيصف المؤرخون الرئيس السابق برويز مشرف؟

ـ مشرف كذب من يومه الأول ولم يكن لديه إطلاقا أي نية لتنفيذ وعوده. من جهة ثانية سقطت الحرب على الإرهاب سقطت مثل اللعبة في حضنه، لقد صور نفسه كليبرالي في وجه التطرف الإسلامي، لقد «حلب» الولايات المتحدة والتغطية الاعلامية لكنه في الواقع هو المسؤول عما تمر به البلاد حاليا، بما في ذلك آصف زرداري (الرئيس الحالي وزوج رئيسة الوزراء السابقة التي تم اغتيالها اخيرا بي نظير بوتو). اقتصاديا، لم يحدث أن كان لدى أي حكومة في باكستان الأموال بالكمية التي جاءت لمشرف عقب اعارته لخدماته للولايات المتحدة، لكنه تسبب بأكبر ذوبان اقتصادي عرفته البلاد، لقد صرفت جميع الأموال ولم ينفق على بناء البنية التحتية، نحن اليوم نعاني من نقصان في الطاقة ومن اكبر معدل من التضخم والبطالة. وفوق كل ذلك، تورط مشرف في هذه الحرب على الإرهاب، والتي لم تكن حربنا وكان أكبر مستفيد منها هو التطرف الاسلامي. لهذا اقول ان باكستان بحاجة إلى قائد حقيقي .

* كنت من داعمي مشرف في بداية الأمر، فهل تعتبر انك خدعت كذلك؟

ـ بالتأكيد! لست أنا وحدي ولكن غالبية الناس خدعهم مشرف، وقد استغرق الأمر وقتا لاكتشافه لأنه كان محتالا بارعا. لقد دعمنا برنامجه لأنه وعد بأن يحضر لنا ديمقراطية خالصة، لكنه في النهاية تراجع عن كل ما وعد به.

* هل من دور لا تزال المخابرات الباكستانية تستطيع لعبه بخصوص الطالبان، خصوصا وأن الكثيرين يؤمنون بأن المخابرات كان لها دور كبير في تأسيس الحركة اصلا؟

ـ أعتقد أن الظن بأن المخابرات الباكستانية كان لها دور في تأسيس حركة الطالبان هو تضخيم لدور أي جهاز استخبارات، ذلك لكون الطالبان كانت منتجا للفوضى التي خلفها الاحتلال السوفياتي واراقة الدماء التي خلفت 1.3 مليون قتيل من سكان يبلغ عددهم 15 مليونا. وبعد أن هجر الجميع افغانستان عام 1989 وتركوا المجال لامراء الحرب الذين باشروا بقتل مئات الالاف لنيل السلطة، خرجت حركة الطالبان من تحت الرماد... صحيح ان باكستان تبنت الحركة فيما بعد، لكن لا شك ان طالبان هي حركة عصامية كونت نفسها بنفسها. وبخصوص المخابرات الباكستانية، اعتقد انه يتم لومهم دون حق، فأنا لا أؤمن انهم الملامون للفوضى الجارية حاليا، فهناك شريط حدودي طوله 2500 كلم، وهناك 100 إلى ألف150 شخص يعبرون الحدود كل شهر. ومن ثم إذا كانوا هم (المخابرات) من يقودونهم، فلماذا تفجر طالبان حافلات المخابرات وتهاجم العساكر الباكستانيين إذا؟ ذلك غير منطقي.

* ما هو تعليقك على الهجوم الانتحاري الذي حصل ضد فندق الماريوت أخيرا هذا الصيف؟ ـ أعتقد انه بات هناك العديد من اللاعبين المتورطين في المناطق القبلية، الحكومة الباكستانية تتهم الهند وأفغانستان بخلق المشاكل هناك. وهناك أيضا بعض الجنرالات الباكستانيين السابقين الذين قالوا بأن هناك أموالا روسية تتدفق إلى المناطق القبلية. إن أعداء أميركا لا يريدون لها أن تخرج من هذه الورطة. المشكلة باتت هي أنه عندما يقتل أناس، لم نعد نعلم من المنفذ. وما تفعله باكستان (في تلك المناطق)، هي أن تقصف جويا بالقنابل، والقنابل كما تعلم لا تفرق بين إرهابي وبريء. ونتيجة هذا الضرر فإن مزيدا من الناس باتوا يحملون السلاح وبات هناك أكثر من جماعة تتحرك... صحيح أن كل من بات يحارب أميركا والجيش الباكستاني بات اسمه «طريق ـ أي ـ طالبان» لكنها ليست جماعة مركزية. وبخصوص هجوم الماريوت فلا أحد يعلم من نفذه حقا.

* هل تعتقد أن تصدير ظاهرة «الصحوات» التي يعتقد البعض انها نجحت في العراق إلى باكستان هي خطوة قد تنجح؟ ـ إن ما يجري الآن هو أميركا لم تعد تواجه طالبان وحسب، إنها تواجه القومية البشتونية، فالباشتون قد حالفوا انفسهم بالطالبان. وبمراجعة تاريخ الباشتون، صحيح إن فرقهم لطالما تحاربت فيما بينها، إلا أنها وقفت دائما إلى جانب بعضها البعض في وجه المحتل. تكرار النموذج لن يفلح في باكستان، فالوضع مختلف عن العراق، الأميركان يأملون في دفع بعض المال لمجموعة من الناس لاحتواء آخرين، هذا لن يحدث، فالباشتون سيأخذوا الأموال ولكنهم لن يحاربوا قبائل أخرى من أجل شخص آخر.

* كم هو مقدار السلاح الموجود في المناطق القبلية؟ ـ كل رجل منذ ان عرفنا تاريخ هذه المنطقة التي تعرف بالشريط الباشتوني، أي من قبل أيام الإسكندر الأكبر، كان دائما مسلحا. في تلك المنطقة الا تكون مسلحا هو أمر بمثابة أن تكون عاريا من الملابس، ونحن اليوم نتحدث عن مليون شخص مسلح.

* هل تندم على عدم اشتراكك في الانتخابات؟ ـ ان كبير القضاة الذي وقف في وجه مشرف لأول مرة في تاريخنا هو الأمل الأكبر لبلادنا، فإذا كان لباكستان قدر في ان تتطور إلى ديمقراطية حقيقية فإن إعادة كبير القضاة إلى منصبه هو المفتاح. إن التحرك لإعادة القضاة واستقلالية القضاء هو التحرك الأهم منذ التحرك من أجل باكستان. قبل 12 عاما حين أسسنا حزب العدالة كانت فكرتنا الأساسية هي ان العدالة وحكم القانون هما غير ممكنان سوى عبر استقلالية القضاء. فإذا حين طرد مشرف كبير القضاة و60% من قضاة المحكمة العليا، قررنا عدم خوض الانتخابات وكان يجب على جميع الأحزاب الديمقراطية فعل الأمر ذاته ودعم القضاة والمحامين، الذين لولا كفاحهم في الشوارع لما عاد نواز شريف ولما عادت بنظير بوتو.

* ما هو موقفك تجاه الانتخابات الأميركية؟ ـ أعتقد أن الأمل يكمن في تذكرة «اوباما ـ بايدن» وذلك لسبب بسيط وهو أن الجمهوريين يتحدثون عن حروب جديدة، الامر الذي يعني مزيدا من اراقة الدماء والقتل. أوباما يتحدث كذلك عن التصرف بعنف، لكن الأمل الحقيقي يكمن في بايدن لأنه ذو خبرة، ولو كان هناك أحد من ضمن السياسيين الأميركيين يفهم هذه المنطقة فهو بلا شك جو بايدن.

* كيف تصف العلاقة بين باكستان وكل من الهند والسعودية وإيران والولايات المتحدة؟ ـ بالنسبة للهند فهي تبقى جارتنا ويجب ان تكون العلاقة معها جيدة، لكن سيكون دائما هناك قضية اسمها كشمير واعتقد انه لا بد أن يتم سماع رأي الكشميريين (في تحديد مصيرهم). أما السعودية فهي بلا شك صديق داعم منذ زمن بعيد لباكستان كما هو الحال مع الصين، وبخصوص الولايات المتحدة فأنا أرى أن شكل العلاقة يجب ان يكون علاقة صداقة وليس علاقة سيد بعبده.

* هل تشتاق للعب الكريكيت؟ ولماذا يتراجع حال المنتخب الباكستاني حاليا؟ ـ لا، أنا لا أنظر للخلف أبدا. أما بخصوص المنتخب الباكستاني فالواقع أن البلاد تعيش حالة من التساقط المؤسساتي، والكريكيت لا تختلف عن باقي المؤسسات.