الحريري زار بري لاستكمال بحث تخفيف الاحتقان وتفعيل العمل الحكومي

اعتبر أن لا جدوى من توسيع طاولة الحوار لأن الانتخابات قد تغير التركيبة السياسية

رئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري، لدى استقباله أمس للنائب سعد الحريري (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

التقى أمس رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ورئيس كتلة «المستقبل» النيابية النائب سعد الحريري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة وبحثا على مدى ساعات في «الخطوات التي يجب ان نستكملها بالحوار في ما بيننا لتخفيف الاحتقان، ولكي نستطيع ان نفعّل العمل الحكومي» وفق ما اعلنه الحريري في تصريح للصحافيين عقب اللقاء. واشار الى ان البحث تناول «المصالحة والمصارحة» معتبرا ان «من الضروري ان نستكمل الحوار، لانه كلما ابتعد اللبنانيون عن الحوار تأزمت الامور وساد الاحتقان». واكد مجددا ان لقاءه والامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله منذ ايام «لن يغير التحالفات في الانتخابات النيابية» لكنه اوضح ان الامر «لا يمنع ان يكون هناك تفاهم سياسي». وكرر موقفه المعلن لجهة ان «لا جدوى من توسيع طاولة الحوار» التي ستعقد جلستها الثانية بعد غد في القصر الجمهوري، معتبرا «ان المعارضة والموالاة ممثلتان» وان طاولة الحوار «تمثل اتفاق الدوحة» وان الانتخابات النيابية بعد ستة اشهر «سينبثق منها مجلس نيابي جديد وحكومة جديدة. وعندها تتغير المعطيات والتركيبة السياسية ويتغير المتحاورون».

وقال الحريري في تصريحه: «تداولنا مع دولة الرئيس بري في المصارحات والمصالحات التي تجري في البلاد والتي جرت مع السيد حسن نصر الله وكانت ايجابية جدا. وبحثنا في الخطوات التي يجب ان نستكملها بالنسبة إلى الحوار في ما بيننا لتخفيف الاحتقان في البلد، ولكي نستطيع ان نفعّل العمل الحكومي».

واضاف: «تكلمنا ايضا في موضوع مشروع اليسار الذي يجب ان يعاد طرحه من جديد. وكذلك تكلمنا في المصالحات التي جرت والتي ان شاء الله، تمتد وتحصل مصالحة في الشمال. ومن الضروري جدا ان نستكمل الحوار، لانه كلما ابتعد اللبنانيون عن الحوار تأزمت الامور وساد الاحتقان بينهم. فلذلك يجب ان يكون هناك حوار دائم من اجل وحدة البلد وامنه واستقراره».

وسئل: هل ستتبع اللقاء مع السيد نصرالله لقاءات اخرى، والى ما تؤسس هذه اللقاءات؟ فاجاب: «كما ذكرت فان هذه اللقاءات تؤسس للاستقرار وتخفيف الاحتقان والمصارحة والمراجعة ورؤية الاخطاء التي يواجهها لبنان واستقرار البلد سياسيا، لانكم ترون كيف اصبح الوضع اليوم، فبعد انتخاب رئيس الجمهورية وحصول المصالحة والمعارضة، وبعد اللقاء مع السيد حسن نصرالله، وبعد ازالة الصور من بيروت ساد جو افضل. بعد كل ذلك انتعش البلد اقتصاديا. فقبل ايار كنا من دون رئيس جمهورية. ومع المشاكل التي حصلت، كان الاقتصاد اللبناني ربما عند حدود الصفر انمائيا. اما اليوم فان النمو الاقتصادي ربما اصبح 5 او 6 في المائة. وهذا دليل على انه كلما تحاورنا وكلما حصل حوار سياسي بين اللبنانيين فإن ذلك يكون في مصلحة المواطن اللبناني».

وسئل: هل يمكن ان يؤدي لقاؤكم مع السيد حسن نصرالله الى تحالفات في الانتخابات النيابية المقبلة، فاجاب: « اننا على تحالفاتنا مع 14 اذار ولن نغيّر عنها. هناك وجهات نظر مختلفة في السياسة بين 8 اذار و14 اذار. ولا اظن انهم سيتخلون عن حلفائهم. ونحن لن نتخلى عن حلفائنا. ولن يتخلى حلفاؤنا عنا. فلذلك في الانتخابات لا ارى ذلك. ولكن هذا لا يمنع ان يكون هناك حوار سياسي وان يكون هناك جو سياسي افضل، وان يكون هناك تفاهم سياسي. اليوم المشكلة هو انه صحيح ان كل واحد في جهة بالسياسة، لكن هل هذا يعني ان هذا الاختلاف السياسي سيؤدي الى حصول احتقان او دماء على الارض او مشاكل في الشارع؟ علينا ان نحصر المشاكل ضمن المؤسسات وفي الدولة. والدولة هي التي تحل الازمات».

وسئل الحريري عن توسيع طاولة الحوار، فاجاب: «وجهة نظري واضحة وصريحة. لماذا توسيع طاولة الحوار اليوم ولا يزال هناك بند واحد، والمعارضة ممثلة ببعض القوى السياسية، والموالاة ممثلة ايضا ببعض الموجودين حول الطاولة. وفي رأيي ان اي توسعة ليست لها جدوى وخصوصا ان الانتخابات ستحصل بعد ستة اشهر. على طاولة الحوار الان موضوع الاستراتيجية الدفاعية. ويمكن ان تكون للطاولة في المستقبل مهام اخرى لسياسة كبرى للبنان. ستجري الانتخابات وسينبثق منها مجلس نيابي جديد وحكومة جديدة. ولذلك عندها تتغير المعطيات والتركيبة السياسية ويتغير المتحاورون. هذا هو رأيي. اما ان نقول يجب توسيع طاولة الحوار فانني اسأل لماذا؟».

وقيل للحريري: لكن البطريرك نصرالله صفير ايد مطلب توسيع طاولة الحوار، فقال: «اريد ان يقنعني احد لماذا توسيع طاولة الحوار؟». فقيل له: لان هناك قياديين... فأجاب: «ليسوا موحدين وليسوا بارزين. هم يقولون عن انفسهم انهم بارزون. هذه التركيبة (طاولة الحوار) مؤلفة من 14 متحاورا. ولا تنسوا ايضا ان طاولة الحوار اليوم تمثل اتفاق الدوحة، فهل نطبق ما يعجبنا من اتفاق الدوحة ولا نطبق ما لا يعجبنا منه إذا كنا نريد ان نتبع اتفاق الدوحة؟ وثانيا بالنسبة إلي فان غبطة البطريرك (صفير) هو ضمير لبنان والذي يقوله نأخذه بأهمية كبرى وجدية. لكن غبطة البطريرك يدعو أيضا المسيحيين للمصالحة. وهذه يجب ان تتم قبل أي شيء. فلذلك قبل ان نقفز اليوم الى طاولة الحوار فلتحصل المصالحات وبعدها لكل حادث حديث».