البشير يطلع مبارك على التطورات في دارفور والجنائية الدولية وسير اتفاق سلام الجنوب

ألور: السودان سوف يستفيد من الدراسات القانونية المصرية حول «الجنائية الدولية»

الرئيس المصري حسني مبارك خلال اجتماعه مع وزير الخارجية السوداني دينق آلور أمس (أ.ب)
TT

أطلع الرئيس السوداني عمر البشير، نظيره المصري حسنى مبارك على التطورات فيما يتعلق بمشكلة دارفور والمحكمة الجنائية الدولية والتقدم الذي تم إحرازه بالنسبة لتطبيق اتفاق السلام الشامل. وذلك خلال رسالة شفهية أبلغها وزير الخارجية السوداني دينق ألور خلال استقبال مبارك له أمس بمقر الرئاسة المصرية في القاهرة.

وجرى خلال اللقاء استعراض مجمل الأوضاع على الساحة السودانية وجهود مصر من أجل المساعدة في دعم السلام والاستقرار وجهود التنمية وإعادة الاعمار في ربوع السودان، ومحادثات السلام المتوقعة بين الحكومة والحركات المسلحة في دارفور وهي المحادثات التي تتم برعاية الجامعة العربية.

وصرح الوزير السوداني للصحافيين عقب اللقاء بأن الرسالة تتضمن اطلاع الرئيس مبارك على الجديد فيما يتعلق بمشكلة دارفور وموضوع المحكمة الجنائية الدولية والتقدم الذي أحرز بالنسبة لتطبيق اتفاقية السلام الشامل.

وعن الوضع في دارفور أوضح الوزير السوداني أنه تم إطلاع الرئيس مبارك على المؤتمر الذي عُقِدَ مؤخرا بالسودان تحت عنوان «مبادرة أهل السودان لحل مشكلة دارفور»، والتوصيات المحتملة له وكيف يمكن أن يساعد مع مبادرة جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي في الوصول إلى أرضية مشتركة بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة في دارفور.

وأشار إلى أنه أطلع الرئيس مبارك على تطور العلاقات بين السودان وتشاد واحتمال تبادل السفراء بين البلدين خلال هذا الشهر.

وأضاف أن رسالة الرئيس البشير تطرقت كذلك لموضوع المحكمة الجنائية الدولية وتداعيات هذه القضية، وأوضح أن الرئيس مبارك متفهم تماما لهذه القضية ومتفاعل معها.

وأعلن وزير الخارجية السوداني في هذا الخصوص أن السودان سوف يستفيد خلال الفترة المقبلة من الدراسات القانونية المصرية حول المحكمة الجنائية الدولية، وذلك في إطار تعامل الخرطوم مع هذه المحكمة. وقال وزير الخارجية السوداني دينق ألور إنه أطلع الرئيس مبارك خلال اللقاء أيضاً على التطورات بالنسبة لتنفيذ اتفاق السلام الشامل والمسائل المتبقية في هذا الخصوص وضرورة تنفيذ الاتفاق بشكل كامل باعتبار أن ذلك يؤثر على الفترة المتبقية في عمر الفترة الانتقالية الواردة في الاتفاق، حيث سيتم بعد عامين إجراء الاستفتاء في الجنوب وهو الاستفتاء الذي يرتبط بطريقة تعامل حكومة الوحدة الوطنية مع تنفيذ اتفاق السلام.

وأكد أن الرئيس مبارك مهتم بمستقبل ووحدة السودان، وأنه جدد خلال اللقاء نصيحته بضرورة تنفيذ الاتفاق بالصورة المتفق عليها حتى يؤثر ذلك بشكل إيجابي على نتيجة الاستفتاء.

وردا على سؤال حول تقييمه للدور العربي والإقليمي في حل مشكلة دارفور ودعم جهود السلام بالسودان. قال الوزير السوداني إن الجامعة العربية وكذلك الاتحاد الأفريقي ومنظمة المؤتمر الإسلامي تضطلع بأدوار ايجابية وفاعلة من أجل حل مسألة المحكمة الجنائية الدولية لصالح السودان.

وعما إذا كانت هناك ضمانات هذه المرة لعدم تكرار تدهور العلاقات بين السودان وتشاد، قال وزير الخارجية السوداني «إن الأمر يتعلق هذه المرة بإعادة للعلاقات وتبادل للسفراء بالتنسيق مع مجموعة الاتصال المعنية بهذا الأمر والتي تترأسها بشكل مشترك كل من ليبيا والكونغو برازافيل».

وحول العلاقات الثنائية بين مصر والسودان وسبل دعمها، أوضح وزير الخارجية السوداني «أن اللقاء تطرق لهذا الموضوع، ونوه إلى العديد من المشروعات الاستثمارية بين البلدين فضلا عما يربط بينهما من تعاون في المجالات الدبلوماسية والثقافية». وقال إنه تم الاتفاق على أن يقوم وفد مصري بزيارة للسودان في 26 من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي لبحث إقامة عدد من المشروعات الاستثمارية بالسودان، وسيزور الوفد كلا من العاصمة «الخرطوم»، ومدينة جوبا في جنوب البلاد.

وردا على سؤال عن رؤية الحكومة السودانية للاتصالات التي تجريها مصر مع أطراف من الحركات والفصائل السودانية في دارفور، قال وزير الخارجية السوداني «إن هذه الاتصالات تأتي في إطار محاولات مصر لدعم المبادرة العربية بشأن دارفور، مؤكدا على الأهمية الكبيرة للدور المصري في هذا الخصوص، وأن السودان كله (سواء الحكومة أو الفصائل المتمردة) تثق في الدور المصري وتدعمه وترغب في أن تلعب مصر دورا رائدا نشطا في محاولة إيجاد الحلول السلمية لمشاكل السودان.