الانتخابات الأميركية ـ الصوت الأخضر.. والصوت الرمادي

الشباب كتلة تصويتية مهمة في ميتشيغان وفرجينيا.. فيما كبار السن كتلة لا تقل أهمية في فلوريدا وبنسلفانيا.. لكن أيهما سيحسم السباق؟

دعوة لحث الاميركيين على التصويت على أحد ناطحات سحاب مدينة نيويورك الاميركية (تصوير منال لطفي)
TT

هذه انتخابات اللون والقضايا.. والسن ايضا، ليس سن المرشح الجمهوري جون ماكين، 72 عاما، أو المرشح الديمقراطي باراك اوباما، 47 عاما، بل سن الناخبين. فهناك فئتان يمكن أن تحسما نتيجة هذه الانتخابات، الفئة الاولى: الشباب بين 18 و30 عاما، أو «الصوت الأخضر» كما يحلو للبعض تسميته، والفئة الثانية: كبار السن من 65 عاما فما فوق، او «الصوت الرمادي» كما يحلو للبعض الآخر تسميته. فعدد سكان اميركا يبلغ نحو 305 ملايين نسمة، وتوزيعهم بحسب العمر كالتالي: 27.4 في المائة من السكان في الفئة العمرية من عام الى 19 عاما، و 60.1 في المائة من السكان من 20 عاما الى 64 عاما، فيما 12.6 في المائة من السكان أعمارهم من 65 عاما فما فوق. وبالتالي يرى البعض أن الشباب هم مفتاح البيت الابيض بالنسبة لاوباما. ففريق الديمقراطيين يعتقد أن استطلاعات الرأي العام في اميركا لم تتضمن اصوات الشباب. فاستطلاعات الرأى تتم عادة على خطوط تليفونات المنازل الثابتة، فيما أكثر من 70 في المائة من الشباب ليست لديهم خطوط تليفونات ثابتة، بل يعتمدون على تليفوناتهم الجوالة، وبالتالي، وبحسب ما يرى بعض الديمقراطيين، فإن الشباب لم يتم فعلا استطلاع رأيهم بطريقة واسعة حتى الآن. وإذا كانت استطلاعات الرأى اليوم تظهر تقدم اوباما بنحو 5 نقاط، فإن الكثير من الديمقراطيين يقولون ان الفارق قد يكون أكبر، وإنه عند لحظة التصويت سيفاجأ الجمهوريون ان تصويت الشباب لأوباما سيحدث كل الفرق في نتائج هذه الانتخابات. غير أن الجمهوريين يردون عليهم: متى كانت اخر مرة صوت فيها الشباب بنسبة عالية؟ وربما مع الجمهوريين حق في ذلك. فتصويت فئة الشباب في اميركا هو الأضعف وسط باقي الفئات العمرية. والكثيرون يشبهون انتظار تصويت الشباب، في انتظار «غودو» البطل الذي لا يأتي ابدا في مسرحية صمويل بيكيت. لكن لكل انتخابات خصوصيتها. وفي هذه الانتخابات وحتى الان لعب الشباب دورا اساسيا في حملة اوباما. ففي أحد شوارع سان فرانسيسكو كانت كريستينا صمويل، وهي شابة ربما في الثامنة عشر من عمرها، تحمل مئات اللافتات والصور لأوباما، تنادي على المارين كي يسجلوا اسماءهم وبريدهم الالكتروني كي يوضعوا على قائمة مراسلات حملة اوباما. تقول كريستينا لـ«الشرق الأوسط»: «لست وحدى. هناك آلاف الشباب في حملة اوباما. لا آخذ أي مكافأة على عملي، فأنا متطوعة، لكنني لا أريد غير ان تتغير هذه الادارة. لن اصوت لاوباما فقط لانه مرشح التغيير، بل لأنني مثل كثيرين نريد توجيه رسالة للحزب الجمهوري.. كفي». كريستينا نموذج متكرر في العشرات من المدن الاميركية، بدءا من نيويورك وواشنطن الى نيو أورلينز وميامي. لكن حماسة الشباب شيء وتصويتهم شيء آخر. ففي كل انتخابات ماضية كان الشباب يتعللون بعدم التصويت بأنهم لم يجدوا وقتا للتصويت او كانوا مشغولين في الجامعة او كانوا يذاكرون استعدادا لامتحان. والأنباء السيئة لأوباما هي أنه مهما قالت استطلاعات الرأى إن شعبيته وسط الشباب تكاد تكون ضعف شعبية ماكين، الا ان السؤال هو: هل يتجه الشباب الى صناديق الاقتراع ويصوتون له؟ تجارب الديمقراطيين مع الشباب لم تكن دائما مشجعة، ففي انتخابات عام 2004 توجه 50 في المائة فقط من الناخبين دون الثلاثين عاما والذين يحق لهم التصويت الى صناديق الاقتراع. فيما توجه نحو 68 في المائة ممن تبلغ أعمارهم 55 فما فوق الى صنايق الاقتراع، و66 في المائة للفئة العمرية بين 45 الى 54 عاما. وكانت نسبة الشباب الذين قالوا إنهم سيصوتون لجون كيري، ولم تتجه للتصويت، قادرة على حسم بعض الولايات لصالحه في ما لو ذهبوا، الا أن هذا لم يحدث وفاز جورج بوش بالرئاسة. ويتذكر الاميركيون أن أخر مرة أحدث فيها الشباب تأثيرا كبيرا في الانتخابات كانت عام 1972، وهى أول انتخابات تجرى بعدما تم تخفيض سن التصويت من 21 عاما الى 18 عاما. ساعتها تنبأ المحللون أن أصوات الشباب سوف تكون ضد الحرب في فيتنام وستعكس الثورة الثقافية التي كانت تميل لليسار والافكار الليبرالية في تلك الفترة، لكن كانت المفاجأة أن أصوات الشباب انقسمت تقريبا بالتساوي بين ريتشارد نيكسون المرشح الجمهوري وبين جورج ماكغفرن المرشح الديمقراطي. وهذا نبأ سيئ آخر ربما لحملة اوباما، فمن الصعب التنبؤ بدقة بطريقة تصويت الشباب. ففي الجامعات الاميركية اليوم صعود كبير للأفكار الليبرالية، لكن هناك صعود كبير للأفكار القومية ايضا، خصوصا بعد هجوم 11 سبتمبر 2001، ثم الحرب على العراق وتكلفتها النفسية والمالية والعسكرية والسياسية، والازمة المالية الحالية. فكما أن الكثير من الشباب يميلون الى اوباما لأنهم مهتمون بدور اميركا في العالم (حل أزمة دارفور مثلا التي يخرج لها عشرات الالاف من الطلبة، وقضايا البيئة والاحتباس الحراري)، هناك الكثير من الشباب الاميركي الذي يريد ماكين لأنه يرى ان اميركا لا ينبغي ان تخرج مهزومة من العراق، او تترك روسيا تتحرك بحريتها في دول الاتحاد السوفياتي السابق. هؤلاء يرون اوباما «طري العود» اكثر من اللازم. ويقول جوشوا فرانك، وهو طالب جامعي في فلوريدا انه سيصوت لماكين لانه يعتقد انه أفضل لحماية امن اميركي. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «ليس في الأمر عنصرية. سواء كان اوباما مرشحا ابيض أو من اصل افريقي، كان قراري سيكون واحدا. أوباما شخص جذاب جدا لكنه لا يملك الخبرة اللازمة للمنصب. أصدقائي من الأفارقة الاميركيين غاضبون مني لأني لن أصوت له. لكني أقسم أنني أفعل هذا من أجل اميركا وليس بسبب لونه. ربما بعد 4 او 8 سنوات اذا ترشح مجددا اصوت له». وإذا كانت الانتخابات بالشعبية والجماهيرية فلابد ان يفوز اوباما، فعلى صفحته في «فيس بوك» 2.3 مليون صديق، فيما على صفحة ماكين نحو 610 آلاف فقط. لكن هذه الانتخابات ليست بالشعبية فقط، فالحمل ثقيل على كاهل الكثير من الاميركيين لدرجة ان القضايا عادت لتحتل مكان الصدارة، لا لون اوباما او لون ماكين. وتقول ميلسا غونزاليس من ميامي: «هذه الانتخابات مختلفة، أعرف أن النسبة الاكبر من الشباب ستصوت بسبب الوضع الاقتصادي وأسعار البنزين، والحرب في العراق، هناك الكثير من القضايا في هذه الانتخابات تؤثر على الشباب. نحن لسنا مثلما كنا قبل 8 سنوات». وتشدد في حديثها لـ«الشرق الأوسط» على أن الشباب يسمعون التشكيك في جديتهم السياسية، وسيكون ردهم من خلال التصويت. وللدلالة على حجم التغييرات في تأثير الشباب على الخارطة السياسية في اميركا الآن، يتذكر الجميع مثال ولاية أيوا التي صوتت للجمهوريين في انتخابات عام 2004. فهذه الولاية اليوم اصبحت تميل بشكل واضح الى اوباما والسبب هو مشاركة الشباب، ما دون الثلاثين عاما، في التصويت، سواء في انتخابات الكونغرس الماضية او في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لاختيار مرشحه. اذ ان معدل تصويت الشباب تضاعف 3 مرات منذ عام 2004. وإذا ما صوت الشباب بنفس المعدلات العالية غدا، فإن هذا قد يحسم السباق لأوباما، فيما تخلفهم عن التصويت قد يحسم السباق لماكين، فنسبة من يصوتون من متوسطي وكبار السن دائما أعلى وسباق اوباما وماكين على اصوات هاتين الشريحتين متقارب جدا، مما يجعل اصوات الشباب الشديدة الاهمية. تليها أصوات المترددين، نحو 7 في المائة من الناخبين. وتشير الدلائل الى أنه إذا ما لعب «العنصر أو اللون او العرق» دورا في الساعات الاخيرة من الانتخابات، فإن البيت الابيض سيذهب حتما لماكين، لأن من نسبة الـ7 في المائة من المترددين، إذا ما صوت 5 في المائة لماكين سيكون الفائز بالرئاسة. إذاً الشباب في الولايات المتأرجحة، خصوصا في فرجينيا وكولورادو وميشيغان، يمكن ان يكونوا ورقة رابحة جدا، او خاسرة جدا لاوباما. لكن المعسكر الديمقراطي يبدو متفائلا هذه المرة بأصوات الشباب، فحركة «زلزل الصوت» التي تعنى بتسجيل اسماء الشباب للمشاركة في الانتخابات، سجلت هذا العام 2.3 مليون شخص، مقارنة بـ1.4 مليون شخص عام 2004. وما يجعل اوباما شعبيا بين الشباب هو أن القضايا التي يتحدث عنها تتنوع من بدائل الطاقة والقضايا البيئية والاقتصاد والوظائف الجديدة وتكاليف الجامعة، وقروض للطلبة للدراسة الجامعية، وفوق كل هذا «تغيير العالم» وهو شعار جذاب جدا للشباب. فيما نقطة ضعف ماكين الاساسية أنه لم يحاول الاقتراب من فئة الشباب على وجه الخصوص، فقد وجه ماكين جزءا كبيرا من حملته الى طبقة أصحاب الاعمال الخاصة من الطبقة الوسطى (جو السباك ابرز مثال)، والنساء والمحافظين اجتماعيا (اختيار سارة بالين دليلا واضحا)، وكبار السن، والمحتاجين الى الرعاية الصحية وأصحاب الحاجات الخاصة، بينما لم يتحدث مباشرة او بشكل واضح الى الشباب. اما الضربة القاضية لماكين في اوساط الشباب فجاءت مع اختياره بالين كمرشحة لمنصب نائب الرئيس، مما اشعل «الحرب الثقافية النائمة» بين الجمهوريين والديمقراطيين. فبسبب أفكارها الاجتماعية المحافظة خصوصا في ما يتعلق بحقوق المثليين جنسيا وحق الاختيار للنساء في حالات الحمل غير المرغوب فيه، لم يحلق اختيار بالين عاليا وسط الشباب، بالرغم من ان نسبة كبيرة من الشباب ترى ماكين عموما شخصية مستقلة وسط الجمهوريين، يتحدث كثيرا عن اصلاح واشنطن وانهاء الفساد فيها وتقريبها برجالها من السياسيين من حس رجل الشارع العادي واحتياجاته. وكانت الازمة المالية الاخيرة آخر الأسباب التي باعدت بين ماكين وأصوات الشباب، خصوصا بسبب ارتفاع معدلات البطالة بشكل خاص بين المراهقين وصغار السن مقارنة بباقي الشرائح العمرية في اميركا. فبينما تبلغ نسبة البطالة نحو 5 في المائة، 4 في المائة وسط الرجال البالغين، و 3.8 في المائة وسط النساء البالغات، ترتفع بشكل كبير جدا بين المراهقين إذ تبلغ 15.7 في المائة، فيما تبلغ بين الاميركيين من اصل افريقي 8.5 في المائة والهيسبانك او اللاتينيين 5.8 في المائة، وبين الآسيوين 2.9 في المائة. وفيما يتمنى الجمهوريون أن ينتظر الديمقراطيون أصوات الشباب بنفس يأس انتظار غودو، فإن أعين الجمهوريين تتجه إلى كتلة تصويتية اخرى وهى كبار السن، او الصوت الرمادي. فهؤلاء يعتمد عليهم، والتجارب السابقة أثبتت أنهم يصوتون بمعدلات تفوق ضعف تصويت الشباب. وولايات مثل فلوريدا او بنسلفانيا حيث يشكل كبار السن نسبة كبيرة من السكان، تتجه اليها الاعين أكثر من غيرها، فهذه الولايات، وهي من أهم الولايات المتأرجحة، هي التي ستحسم نتيجة الانتخابات. وقد أثبت كبار السن تاريخيا أنهم كتلة تصويتية يمكن الاعتماد عليها، ففي انتخابات 2004 بين جورج بوش الابن وجون كيري، كان الاميركيون من سن 55 عاما فما فوق يشكلون 31 في المائة من مجموع الناخبين الذين يحق لهم التصويت، لكنهم كانوا 35 في المائة من نسبة الذين صوتوا فعلا. وتقريبا كان واحد من كل خمسة ناخبين يبلغ 65 عاما او أكثر، وهم لا يملون الطوابير الطويلة او احضار كل الاوراق او العودة لاحضار وثيقة او بطاقة هوية ناقصة، وكل هذا يتناقض مع السلوك الطبيعي لغالبية المصوتين من الشباب. وبسبب أهمية أصوات كبار السن، عمد كل من اوباما وماكين خلال اكتوبر (تشرين الثاني) الماضي الى اعلان خطط لمساعدتهم خلال الأزمة المالية التي تشهدها اميركا. فمشاكل وول ستريت بددت تريليوني دولار خلال 15 شهرا فقط من اموال معاشات المتقاعدين في اميركا. وفي إعلان دعائي لحملة اوباما، قال المرشح الديمقراطي إن ماكين سيخفض نفقات مشروعات الرعاية الصحية لكبار السن، ونفت حملة ماكين فورا وبدأت بدورها اعلانات دعائية لكسب اصوات المتقاعدين وكبار السن. واليوم تظهر استطلاعات الرأى ان التنافس بين اوباما وماكين على اصوات كبار السن متقارب جدا. لكن أصوات كبار السن والمتقاعدين لا تحددها بالأساس القضايا الاقتصادية في عموميتها فحسب، بل برنامج كل مرشح في ما يتعلق ببرامج رعاية كبار السن، والتأمين والرعاية الصحية، وحماية مدخرات المعاش خلال الازمات المالية. وهذه كلها قضايا ما زالت شائكة في اميركا، فتقاعد كبار السن ليس مريحا بعد للغالبية من المتقاعدين. وكثيرا ما يعجزون عن الاستمرار في نفس نمط الحياة بعد التقاعد، واليوم بسبب الازمة الاقتصادية باتت المعاناة تشمل ايضا من كانوا يعملون في القطاع الخاص، وليس القطاع الحكومي فقط. فنحو 50 في المائة من المتقاعدين من القطاع الخاص في اميركا ليست لديهم خطة تقاعد مدعومة من شركاتهم، وذلك وفقا لمؤسسة «ايه ايه ار بي»، اكبر لوبي في اميركا لكبار السن (لم يعلن هذا اللوبي بعد دعمه لايا من اوباما او ماكين). وبالتالي فإن نسبة كبيرة من كبار السن، في المتوسط 60 في المائة، تعتمد على الدعم الحكومي المتمثل في الضمان الاجتماعي في نفقات تقاعدها، خصوصا إذا كان المعاش ضئيلا أو تبدد جزء منه خلال الازمة المالية الاخيرة التي تركت عددا متزايدا من كبار السن في حاجة الى الدعم والمساعدة الحكومية للتمكن من دفع ايجار منزل او فاتورة تليفون او غاز او كهرباء. هذه هي القضايا التي تهم «الناخب الرمادي»، وهي قضايا مصيرية بالنسبة لكبار السن تصنع كل الفرق في بلد بات توقع السن فيه يصل الى 78 عاما، وسيزيد في المستقبل، مما دفع لجنة الميزانية في الكونغرس الاميركي الى توقع أن تشكل تكلفة صندوق الضمان الاجتماعي 6 في المائة من الناتج القومي الاميركي خلال 25 عاما، فيما يبلغ الآن 4.3 في المائة من الناتج القومي. وأمام هذه الوضع اقترح ماكين قبل الازمة المالية خصخصة جانب أكبر من صناديق الرعاية الاجتماعية او ضمها للقطاع الخاص، نافيا في الوقت ذاته اتهامات من حملة اوباما انه سيستقطع نحو 22 في المائة من الإنفاق على الرعاية الصحية، فيما اقترح اوباما تعزيز المدخرات بإدماج كل العاملين في برامج للتقاعد. ولدفع نفقات صندوق الرعاية الصحية اقترح اوباما رفع الضرائب على اولئك الذين يحققون في العام اكثر من 250 الف دولار على نمط «دولة الرفاة» في الدول الاسكندنافية. لكن هذه الخطة لا تخلو من عيوب لانها ستزيد الضغوط على كاهل الميزانية، وبدلا من أن تتجه الاموال المخصصة للرعاية الصحية والاجتماعية الى الاستثمارات وتحفيز الاقتصاد ستكون نفقات بلا عائد استثماري. كبار السن، على ما تظهر استطلاعات الرأى في اميركا، غير متحمسين بشكل واضح لمرشح على حساب الآخر. ويمكن القول إن تأثيرهم في هذه الانتخابات قد لا يظهر قبل يوم اعلان النتائج، فمن الصعوبة التنبؤ بتوجهاتهم التصويتية. ففي استطلاع أجراه معهد جالوب لاستطلاعات الرأى في الفترة من 13 اكتوبر الى 19 اكتوبر الماضي على 4 شرائح عمرية توزعت كالتالي:

1 ـ من 18 عاما الى 29 عاما.

2 ـ من 30 عاما الى 49 عاما.

3 ـ من 50 عاما الى 64. 4 ـ من 65 عاما فما أكبر. ظهر التالي: في الشريحة العمرية الاولي اى الشباب بين 18 الى 29 كان تقدم اوباما واضحا، اذ نال نحو 59 من اصوات العينة مقابل نحو 38 في المائة لماكين. أما الشريحة الثاني للعينة بين 30 عاما الى 49 عاما، فقد حافظ اوباما على تقدمه لكن بنسبه أقل، فيما حقق ماكين تقدما ملحوظا، إذ نال 50 في المائة من الأصوات مقابل نحو 43 في المائة لماكين. لكن المفارقة أنه في الشريحة الثالثة للعينة بين 50 عاما و64 عاما، استرجع اوباما تقدمه بنسبة نقاط كبيرة امام ماكين، إذ حصل على 52 في المائة من الأصوات، مقابل 41 في المائة لماكين. وفي العينة الرابعة بين 65 فما أكبر، ظهر كم أن هذا السباق سيكون متقاربا جدا، اذ ضاق الفارق كثيرا بين المرشحين، حيث حصل أوباما على 43 في المائة من الاصوات، مقابل نحو 41 في المائة لماكين. ما الذي يقوله هذا التقارب؟ يقول إن الميل بين كبار السن للديمقراطيين ليس مسألة آلية، فنسبة 50 في المائة من مواليد عام 1955 في اميركا يميلون نحو الديمقراطيين، مقابل 40 في المائة يميلون نحو الجمهوريين وذلك وفقا لاستطلاع اجراه معهد «بوي» لاستطلاعات الرأي العام. لكن تظل نسبة كبيرة من كبار السن المحافظين اجتماعيا عادة، غير واثقين في قدرة اوباما على تحقيق الشعارات التي يدعو لها. فـ45 في المائة فقط ممن تبلغ اعمارهم 50 عاما فما فوق قالوا إنهم يعتقدون أن أوباما قادر على احداث تغيير حقيقي، مقابل 61 في المائة ممن كانت اعمارهم اقل من 30 عاما. هذه ليست مؤشرات جيدة لأوباما في فلوريدا.. فكما أن اصوات الشباب في فرجينيا شديدة الاهمية، ستكون أصوات كبار السن في فلوريدا شديدة الاهمية ايضا. فعليه وعلى ماكين ان يجذبا أصوات ناخبي الولاية التي يطلق عليها مجازا «مدينة المنتظرين الصعود للسماء» إذ ان فلوريدا تضم واحد من اكبر معدلات المتقاعدين وأصحاب المعاشات في اميركا.