الحزب العمالي ينظم تجمعاً احتجاجا على تراجع القدرة الشرائية في المغرب

بن عتيق: المواطنون عانوا كثيراً ولم يعودوا قادرين على تحمل المزيد

جانب من التجمع الاحتجاجي الذي نظمه الحزب العمالي المغربي بالرباط أمس (تصوير: مصطفى حبيس)
TT

قال عبد الكريم بن عتيق، الأمين العام للحزب العمالي المغربي (معارض)، إن التجمع الذي أقامه الحزب أمس في أحد ملاعب مدينة الرباط، قصد الاحتجاج على الأوضاع الاجتماعية المتردية بسبب تراجع القدرة الشرائية للمواطنين، يشكل بداية لسلسلة من التظاهرات والوقفات الاحتجاجية الأخرى التي سينظمها الحزب في عدد من المدن المغربية الأخرى.

وردد بن عتيق مع منتسبي الحزب، الذين رفعوا قنينات زيت، وعلب حليب، وسلات فارغة، عددا من الشعارات المنددة بالسياسة الاجتماعية للحكومة المغربية، وضمنها «النضال حق مشروع ضد الفقر والجوع»، مطالباً بسياسة عمومية عادلة ومنصفة، تأخذ بعين الاعتبار دعم القدرة الشرائية للمواطنين كمدخل أساسي للتماسك الاجتماعي.

ورغم سقوط الأمطار بكثافة، وامتلاء أرضية الملعب بالبرك المائية والأوحال، فقد حضرت وفود من الأقاليم والمناطق المغربية عبر قوافل الحافلات، وقال بن عتيق: «نحن فقراء، أولاد الأوحال، وأبناء الشعب»، داعيا منتسبي حزبه إلى التخلي عن المظلات الواقية من المطر، باعتباره رمزاً للخير.

وأعلن أن حزبه رفض تأجيل هذا التجمع الاحتجاجي ضد غلاء المعيشة، رغم سوء أحوال الطقس، «لأن المواطنين صبروا طويلا، وملوا الانتظار، ولم يعودوا قادرين على تحمل المزيد، فهم يعانون دائما سواء في فصل الصيف أو فصل الشتاء، ولابد من التحرك والنضال لرفع أصواتهم عاليا للمناداة بحقهم في الصحة والتعليم والشغل والسكن، وفي كل شروط الحياة الكريمة».

وأضاف أن تحدي الحاضرين للبرد والتحولات المناخية دليل قوي على إرادتهم في المجيء إلى الرباط، للتعبير عن رفضهم لما أسماه «سياسة التفقير» التي تنهجها الحكومة المغربية الحالية برئاسة عباس الفاسي، داعيا الجميع إلى الترحم على أرواح ضحايا الفيضانات الأخيرة التي مست المغرب، وقال إن هؤلاء ضحايا السياسة الاجتماعية للحكومة، وضحايا انعدام البنيات التحتية.

وألح بن عتيق على ضرورة انفتاح الوقاية المدنية على المتطوعين، مثل ما هو جار به العمل في العديد من الدول خلال وقوع الكوارث الطبيعية، مشيرا إلى أن هناك الكثيرين من الشباب الذين يريدون الانخراط في مجهود وطني مثل هذا، لمشاركة الناس أمالهم والتخفيف عنهم، والمساهمة في إنقاذهم. وانتقد بن عتيق أيضا سياسة التدبير المفوض التي تنهجها الحكومة المغربية بإسناد تسيير شركات الماء والكهرباء، بعد خوصصتها للأجانب، وما نتج عن ذلك من ارتفاع مهول في فاتورات الاستهلاك الشهري، مما جعل المواطنين وجها لوجه مع الشركات الأجنبية دون حماية أو رحمة.

وصرح بن عتيق لـ«الشرق الأوسط»، بأن هناك أكثر من سبعة ألاف منتسب تم حبسهم في الطريق، ولم يتمكنوا من الوصول إلى مقر التجمع بالرباط، مشيرا إلى أن منتسبي الحزب المسجلين للحضور في التجمع هو 9700 من مجموع الأقاليم والمناطق المغربية كلها.

وأوضح بن عتيق أن حزبه هو الذي تحمل مصاريف التنقل، بيد انه رفض الكشف عن المبلغ المالي، مكتفيا بالقول «إن التكلفة المادية صعبة جدا، وإن التفاوض مع أصحاب الحافلات تم على أساس أثمنة مشجعة». وفسر مسألة تغيير مكان التجمع الاحتجاجي من الشارع، كما كان مقررا من قبل، إلى ملعب مكشوف، وسط المدينة، بأن الدافع إلى ذلك هو التخوف من احتمالات غير متوقعة، وسط ظروف اجتماعية صعبة جدا. وأكد بن عتيق أن الدافع الأساسي لتنظيم التجمع الاحتجاجي هو غياب المنظور الاجتماعي في السياسات العامة للدولة. وحضر الاحتجاج عبد المجيد بوزوبع، الأمين العام للحزب الاشتراكي (معارضة)، أحد مكونات التحالف اليساري، الذي قال بن عتيق إنه وجه الدعوة إليه للحضور.